قوبل تشكيل «لجنة التنسيق العليا» للقوى السنية السياسية في المحافظات المنكوبة بتنظيم «الدولة» التي أعلن عنها مؤخرا، برفض نواب وأعضاء مجالس المحافظات الست، بالتزامن مع الإعلان عن تحرك لعقد مؤتمر عام للقوى السياسية في تلك المحافظات قريبا.
ورفضت حركة الوفاق الوطني التي يقودها أياد علاوي «التخندقات الفئوية لترسيخ الطائفية المجتمعية التي عملت عليها بعض القوى السياسية بعنوان (لجنة التنسيق العليا )».
وذكر بيان للحركة «انها تدعو الجميع للتوجه نحو بناء دولة المؤسسات والمصالحة الوطنية كخيار استراتيجي لا بد منه، وتجدد دعوة أياد علاوي لعقد مؤتمر وطني شامل لكل القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية والتي خارجها، إضافة إلى قوى الحراك الشعبي المدني المطالب بحقوق الشعب وبمشاركة ممثل الأمم المتحدة من أجل تكوين جبهة اعتدال وطني لتعبئة الطاقات للانتصار على الإرهاب والتطرف».
وانتقد النائب عن الموصل عبد الرحمن اللويزي، مشروع تشكيل لجنة تنسيق بين القوى السنية، معتبرا أن القائمين عليه سبق وان فشلوا في تمثيل المكون السني في المحافظات التي انتخبتهم وهم يحاولون تسويق أنفسهم بغطاء جديد.
وأشار اللويزي في لقاء متلفز تابعته أن مداولات ومحادثات بين القيادات السياسية السنية قد جرت في فترة سابقة من أجل تنظيم اتحاد القوى الوطنية بقيادة سليم الجبوري ليكون أفضل بمواجهة التحديات في المحافظات السنية في العراق، منوها إلى دعوة سابقة لمؤتمر عام للقيادات السياسية واختيار لجنة تمثلهم ولكنها لم تر النور.
وذكر النائب ان قادة السنة الذين في السلطة يطرحون دائما أنهم ليس لهم مشاركة فعلية في السلطة ولذا فشلوا في تمثيل مصالح محافظاتهم وعجزوا عن تقديم شيء لهم، فما الذي استجد الآن وكيف سيثق الناس بهم وهم وسط معاناة النزوح وتدمير مدنهم واحتلال معظمها من قبل تنظيم داعش؟
وأكد اللويزي أن اللجنة التنسيقية التي تم الإعلان عنها هي مشروع مضاد لمشروع قطر الذي انعقد مؤخرا هناك وضم قيادات سنية معارضة للحكومة وأهمل قيادات السنة في الداخل، موجها انتقادات للعديد من قيادات لجنة التنسيق الجديدة، متهما إياهم بالسعي وراء مصالحهم أكثر من خدمة المحافظات السنية.
وكشف عن قيام محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي بزيارة سرية إلى إيران عام 2013 في الوقت الذي كان فيه يتهجم عليها وعلى الحشد الشعبي ويرفض دورها في تحرير الموصل.
وأعلن القيادي في اتحاد القوى الوطنية النائب احمد الجبوري أن «غالبية النواب وأعضاء مجالس المحافظات المنكوبة بداعش يرفضون بيان اسامة النجيفي وصالح المطلك لتأسيس حزب سني».
وأضاف في بيان له أن «نواب وأعضاء المحافظات الست سيدعون لمؤتمر عام لاتخاذ موقف رسمي بهم، كون ان محافظاتنا تمت استباحتها من قبل التنظيم وأصبحت جماهيرنا مشردين ومحاصرين بسببهم ( القيادات السنية) وهم كانوا في أعلى سدة للحكم في السلطة التشريعية والتنفيذية، فضلا عن فشلهم وفسادهم في إغاثة النازحين والمشاركة في تحرير المناطق المغتصبة».
وأشار القيادي في اتحاد القوى الوطنية إلى انه «تم تشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر على أساس نائب وعضو مجلس محافظة من كل المحافظات، لإكمال الاستعدادات خلال أسبوعين «.
وضمن السياق، كشف القيادي في اتحاد القوى النائب عزالدين الدولة، عن عقد مؤتمر شامل لنواب تلك المحافظات الشهر المقبل لتوحيد الخطاب، معتبرا ان نجاح عمل لجنة التنسيق العليا للمحافظات السنية يتوقف على مقبولية ممثليها. السني
وقال الدولة في حديث لـوكالة السومرية نيوز، «اننا ماضون لعقد مؤتمر شامل لنواب المحافظات السنية والمحافظين وأعضاء مجالس المحافظات السابقين والحاليين في شهر كانون الأول، من أجل توحيد الخطاب والجهد لممثلي تلك المحافظات».
وأضاف ان «محافظاتنا ما تزال تتحفظ وبشدة على بعض المسميات التي كانت سببا مباشرا وغير مباشر في تدميرها واحتلالها وتهميش وتشريد أهلها»، مبينا أن «ذلك أدى إلى فقدان اللجنة العليا أسباب التفاعل والتواصل والتعاون بينها وبين المستفيدين من جهودها، وبشكل خاص أهلنا في مخيمات الهجرة والشتات وأهلنا الذين تحت ظلم حكم الإرهاب الداعشي «.
واضاف الدولة ان «نجاح لجنة التنسيق العليا التي تشكلت مؤخرا يتوقف على مقبولية ممثليها»، مشيرا إلى «اننا اليوم قاب قوسين او أدنى من تحرير مدننا، وهو ما يلقي مسؤولية كبيرة على عاتقنا باعتبارنا ممثلين محافظاتنا الشرعيين، الأمر الذي يوجب علينا تكثيف الجهود وفتح جسور التعاون والتنسيق مع الشركاء على اساس المواطنة والقبول والتعاون «.
وكانت بعض القوى والسياسيين من المحافظات السنية في الحكومة ومجلس النواب، اعلنت الجمعة الماضية، الاتفاق على تشكيل (لجنة التنسيق العليا) تضم ممثلين عن تلك المحافظات لوضع خارطة طريق للمرحلة المقبلة، وكان أبرز الشخصيات فيها هم أسامة النجيفي، سليم الجبوري، صالح المطلك، جمال الكربولي، أحمد المساري، محمود المشهداني، سلمان الجميلي، محمد تميم، عبد الله عجيل الياور، محمد نوري العبد ربه، صلاح مزاحم الجبوري، بالإضافة إلى شعلان الكريم.
مصطفى عبيدي
صحيفة القدس العربي