الخرطوم – تتزايد المخاوف من دخول الحركات المسلحة على خط الصراع لدعم هذا الطرف أو ذاك، في ظل الصراع الحالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما يُهدد بانزلاق السودان إلى منعطفات خطيرة، خاصة بعد تعليق الجيش مشاركته في مفاوضات جدة بتاريخ 31 مايو.
وعلى الرغم من محاولة قادة الحركات المسلحة الوقوف على الحياد إزاء الصراع، إلا أن تجدد العنف في ولايات سودانية كدارفور وكردفان يُنذر بمخاطر أمنية وسياسية أكبر من حسابات الجيش في إخماد نفوذ الدعم السريع، خاصة مع تعذر تنفيذ اتفاق سلام جوبا، الذي كان يستهدف دمج قوات الحركات المسلحة في الجيش النظامي.
وبدأ سكان مدينة كادقلي في جنوب غرب السودان الخميس الفرار من المدينة مع تصاعد حدة التوتر بين الجيش وجماعة متمرّدة، وهو ما يهدد بفتح جبهة صراع أخرى في الحرب الدائرة بالبلاد.
الجيش يتهم الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو بمهاجمته وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار
ويأتي الحشد حول كادقلي، وهي عاصمة ولاية جنوب كردفان، بعد عشرة أسابيع تقريبا من بدء القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، والذي يدور أغلبه في العاصمة الخرطوم.
واتهم الجيش السوداني الأربعاء الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو بانتهاك اتفاق قائم منذ فترة طويلة لوقف إطلاق النار وبمهاجمة وحدة تابعة للجيش في كادقلي. وتسيطر الحركة على أجزاء من ولاية جنوب كردفان.
وقال الجيش إنه تصدى للهجوم لكنه تكبد خسائر. وقال سكان إن الضربات الجوية للجيش خلال قتاله مع قوات الدعم السريع أصابت الخميس مناطق بجنوب الخرطوم وإن قوات الدعم السريع ردت بالأسلحة المضادة للطائرات.
وتسببت الحرب الدائرة منذ منتصف أبريل في نزوح أكثر من 2.5 مليون شخص عن ديارهم وهددت بزعزعة الاستقرار في دول مجاورة تعاني هي الأخرى من الصراع والفقر والضغوط الاقتصادية.
وتقع حقول النفط السودانية الرئيسية في ولاية جنوب كردفان التي تشترك في حدودها مع ولاية غرب دارفور ودولة جنوب السودان.
وقال السكان إن الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال التي تتمتع بعلاقات وثيقة مع دولة جنوب السودان، هاجمت الجيش في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان الأربعاء، وهو ما فعلته أيضا قوات الدعم السريع.
وذكر سكان كادقلي أن الجيش أعاد نشر قواته الخميس لحماية مواقعه في المدينة، بينما يتجمع أفراد الحركة الشعبية في مناطق بضواحي المدينة.
وأشاروا إلى انقطاع الكهرباء والاتصالات بالإضافة إلى تناقص إمدادات الأغذية والمستلزمات الطبية.
وأدت الحرب إلى اندلاع العنف في دارفور، وتكبدت مدينة الجنينة بولاية غرب دارفور أفدح الخسائر جراء ذلك.
الحرب الدائرة في السودان تسببت في نزوح 2.5 مليون شخص عن ديارهم وتهدد بزعزعة الاستقرار في دول مجاورة تعاني من الصراع والفقر
وشهدت مدينة نيالا، وهي عاصمة ولاية جنوب دارفور وإحدى أكبر مدن السودان، اشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في الأيام الماضية بعد فترة من الهدوء، وذلك في ظل انقطاع الكهرباء والاتصالات.
وقال شهود إن قوات الجيش والدعم السريع انتشرت على نطاق واسع في أنحاء مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور الخميس في استعداد على ما يبدو للقتال، وهو أمر تسبب في إغلاق السوق الرئيسية.
وحذرت الأمم المتّحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد من أنّ النزاع “اكتسب الآن بعدا عرقيا”، وتحدّثت عن احتمال وقوع “جرائم ضدّ الإنسانية” في دارفور.
وأوقعت المعارك الدائرة بين الجيش بقيادة عبدالفتّاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) أكثر من ألفي قتيل، وفقا لتقديرات يرى خبراء أنّها أقلّ بكثير من الواقع.
وفي مختلف أنحاء السودان بلغ عدد النازحين “مليوني شخص”، وفقا للمفوضية العليا للاجئين، كما أحصت المنظمة الدولية للهجرة نحو 600 ألف شخص فرّوا إلى الدول المجاورة.
وكان المجتمع الدولي تعهّد خلال اجتماع عقد في جنيف الاثنين بتقديم 1.5 مليار دولار من المساعدات، وهو نصف ما تحتاجه المنظمات الإنسانية وفقا لتقديراتها الميدانية.
العرب