بوليساريو جزء من شبكة ميليشيات مدعومة من إيران لاستهداف إسرائيل

بوليساريو جزء من شبكة ميليشيات مدعومة من إيران لاستهداف إسرائيل

لندن – تتحرك إيران لاستهداف إسرائيل عبر مجموعاتها المختلفة من لبنان إلى اليمن فسوريا. لكن التحرك ليس متروكا للمبادرة الخاصة بكل ميليشيا على حدة، في ظل تقارير تفيد بتحرك منظم يجمع مختلف الميليشيات ويمتد من الشرق الأوسط إلى شمال أفريقيا ليشمل بوليساريو.

وتظهر تقارير أجهزة استخبارات غربية أن طهران تعمل على توسيع شبكتها منذ عدة سنوات، وأنها لم تعد تكتفي بدعم المنظمات الشيعية والسنية المتشددة في المحيط القريب من إسرائيل، بل امتد نفوذها إلى تلك التي لا تجمعها أيّ نقطة اتصال مع إسرائيل والمجموعات الإسلامية مثل بوليساريو.

وكان المغرب أول من حذر من خطر الدعم (تدريبات عسكرية، أسلحة، صواريخ أرض جو، طائرات مسيّرة…) الذي تحصل عليه بوليساريو من إيران وحزب الله اللبناني.

صحيفة ألمانية تنشر تسجيلا لمكالمات بين ممثلين عن حزب الله وبوليساريو وتكشف عن خطط لمهاجمة إسرائيل

وتؤكد التقارير الاستخباراتية، التي تمكنت صحيفة دي فيلت الألمانية من الاطلاع عليها، صحة اتهامات المغرب. وتقول الصحيفة إنها تمكنت من الوصول إلى تسجيلات ونصوص المحادثات الهاتفية بين ممثلي بوليساريو وعميل يقول إنه جهة اتصال لحزب الله من كوت ديفوار.

وفي محادثة مسجلة بتاريخ 23 أكتوبر الماضي، أي بعد حوالي أسبوعين من هجوم حماس على إسرائيل، سأل عميلُ حزب الله ضابطَ اتصال بوليساريو في سوريا، والمسؤول عن الشرق الأوسط، عن الوضع.

وأجاب ممثل بوليساريو “الحمد لله. الأولاد متشجعون بانتصار المقاومة والأعمال ضد اليهود والانتصار عليهم في كل مكان. أرى أن المقاومة تشتعل في كل مكان. لقد اشتعلت في غزة، وقد تندلع في الجولان (…) وفي الجنوب (لبنان) وفي مزارع شبعا”، متعهدا بأنها ستندلع في الصحراء المغربية أيضا و”ستكون المقاومة موحدة. يطلق الجميع النار من أمكنة مختلفة”.

ومن غير المعروف ما إذا كان الهجوم الذي شنته بوليساريو على منطقة السمارة في الصحراء المغربية، في نهاية الأسبوع قبل الماضي، يندرج في إطار تنفيذ التهديدات.

وفي وقت لاحق من المحادثة ناقش ممثل حزب الله ومبعوث بوليساريو الهجمات المشتركة المحتملة على إسرائيل مع حماس وحزب الله والجزائر وإيران.

وعرض ممثل بوليساريو دعم الجبهة للهجمات، لكنه أكد أن مواردها ليست كافية لمهاجمة السفارة الإسرائيلية في المغرب، على سبيل المثال. وطلب في محادثات أخرى المزيد من الدعم من حزب الله وإيران.

وكان وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة قال إن حزب الله “أرسل ممثلين عسكريين إلى بوليساريو وزودها بالأسلحة ودربها على حرب المدن”، وإن طهران زودت بوليساريو بصواريخ أرض جو وطائرات دون طيار في حين أقام حزب الله معسكرات في الجزائر درب فيها مقاتلي بوليساريو.

وبينما نفى قادة بوليساريو وحزب الله هذه الاتهامات قال المغرب إن بحوزته ملفا كبيرا يضم تقارير مفصلة وصورا بالأقمار الصناعية لاجتماعات بين ممثلي حزب الله وبوليساريو في الجزائر. وأضاف المغرب أن إيران ساعدت أيضا على تنظيم لقاءات بين بوليساريو وحزب الله عبر سفارتها في الجزائر.

من غير المعروف ما إذا كان الهجوم الذي شنته بوليساريو على منطقة السمارة في الصحراء المغربية، في نهاية الأسبوع قبل الماضي، يندرج في إطار تنفيذ التهديدات

وذكر ممثل بوليساريو العام الماضي أن إيران تزودهم، من خلال الجزائر، بطائرات دون طيار ليستخدموها ضد المغرب.

وتبنى مبعوث بوليساريو إلى الشرق الأوسط، مصطفى محمد الأمين الكتاب، شعار حماس. وقال حسب تسجيل لمكالمة هاتفية بتاريخ 23 أكتوبر إن “هذه الحرب هي حرب جهاد ومقاومة ضد الاحتلال وضد المشروع الصهيوني. وللمقاومة ثمن في صورة الخسائر. نعلم أن ثمن هذه الحرية سيكون باهظا. سنقدم التضحيات والشهداء، ولكننا سننتصر في النهاية”.

وفي جانب آخر من دعم إيران لبوليساريو كشفت الصحيفة الألمانية في وقت سابق عن شبكة حوالات تعمل انطلاقا من إسبانيا ومخيمات تندوف في الجزائر وتحافظ على اتصالات وثيقة بين بوليساريو وإيران ولبنان وحزب الله.

وتبقى الحوالة طريقة قديمة لتحويل الأموال دون استخدام البنوك القانونية. فعلى سبيل المثال يودع شخص ما مبلغا في حوالة في بيروت ثم يبلغ ضابط الاتصال التابع له في الجزائر، الذي يدفع المبلغ للمتلقي هناك دون أن يتم تحويل الأموال.

ووفق الصحيفة تخفي إيران مساعداتها المالية لحزب الله وحماس، وربما أيضا لبوليساريو، بمساندة شبكة الحوالات التي يكاد يكون من المستحيل تتبع تدفقاتها النقدية.

العرب