طرابلس – حث المكلف بتسيير شؤون ديوان وزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية الليبية المنتهية ولايتها الطاهر الباعور، نظيره الدنماركي لارس لوكي جاسموسن على رفع الحظر على الطيران الليبي في الأجواء الأوروبية.
ونقلت بوابة أفريقيا الإخبارية اليوم السبت عن المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية أن الطاهر الباعور حث نظيره جاسموسن على استئناف عمل السفارة الدنماركية من العاصمة طرابلس.
وأكد الجانبان خلال اللقاء الذي عقد في ختام أعمال الدورة (21) لوزراء خارجية الدول الأفريقية ودول الشمال الأوروبي المنعقد في كوبنهاغن، على أهمية العلاقات الليبية مع الدول الاسكندنافية ومن بينها الدنمارك، حيث تم التطرق إلى سبل التعاون الاقتصادي بين البلدين، ودعوة الشركات الدنماركية المتخصصة في مجالات الطاقات المتجددة لدعم مشاريع التنمية في البلاد.
ووصل الباعور، الخميس الماضي، إلى كوبنهاغن لتمثيل ليبيا في اجتماع وزراء خارجية دول أفريقيا ونظرائهم من دول شمال أوروبا، الذي تستضيفه العاصمة الدنماركية. والتقى، على هامش الاجتماع، نظيريه في النرويج إسبن بارث إيدي، والأوغندي جن أودنجو.
وفي 11 ديسمبر 2014، حظرت المفوضية الأوروبية مرور الطائرات التابعة لشركات الطيران الليبية فوق أجواء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وذلك لدوافع تتعلق بضوابط السلامة في البلد الذي يشهد توترات أمنية من وقت لآخر.
كما أُدرجت على قائمة الحظر سبع شركات ليبية، بينها “الخطوط الأفريقية” و”ليبيا للطيران” و”الخطوط الجوية الليبية”، أكبر شركة طيران محلية.
ومنذ ذلك الوقت تحاول الحكومات الليبية المتعاقبة رفع الحظر الأوروبي غير أن الاتحاد يجدده كل عام بسبب مخاوف تتعلق بسلامة الركاب، وذلك بعد مراجعة دورية لتحديث قائمة الاتحاد لسلامة الطيران فوق الأجواء الأوروبية.
لكن العام الماضي شهد اختراقا لهذا الحظر، حيث استؤنفت الرحلات الجوية بين ليبيا وإيطاليا من جهة ومالطا من جهة أخرى، مع توقعات من مصلحة الطيران المدني التابعة لحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها برفع الحظر الأوروبي خلال العام الحالي.
وكان سفير فرنسا لدى دولة ليبيا مصطفى مهراج، قد أكد الشهر الماضي خلال استقباله وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية محمد عيسى أن بلاده ستسعى جاهدة من خلال عضويتها في الاتحاد الأوروبي إلى رفع الحظر عن الطيران المدني الليبي.
وبين المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية أن وكيل الوزارة أعرب عن تطلع بلاده لأن تلعب فرنسا دورا إيجابيا تجاه رفع الحظر عن الطيران المدني الليبي في الأجواء الأوروبية، وذلك لتعزيز حركة التجارة والسفر بين البلدين.
وتأتي الدعوات لرفع الحظر على الطيران الليبي في وقت تشهد حكومة الدبيبة ضغوطا داخلية لتغييرها، حيث تتجه ليبيا خلال الشهر الحالي إلى اختيار رئيس لحكومة جديدة موحدة بعد تلقي مجلس النواب لعدد من الترشحات التي تقدمت بها شخصيات سياسية ستتنافس على قيادة المرحلة القادمة.
ومن أبرز المترشحين لرئاسة الحكومة الجديدة محافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، ورئيس الشركة القابضة للاتصالات السابق فيصل قرقاب، والمترشح الرئاسي فضيل الأمين، ومحمد المزوغي الذي سبق وأن رشحه مجلس الدولة الاستشاري لخلافة عبدالحميد الدبيبة، والمترشح الرئاسي عبدالحكيم بعيو، والذي سبق وأن حصل على تزكية من عدداً من أعضاء مجلس النواب لرئاسة الحكومة الجديدة.
ويأتي هذا في وقت بات فيه الدبيبة محاصرا بالاستياء الشعبي الداخلي خاصة في مناطق غرب ليبيا، بسبب سياسات الحكومة ومواقفها وتعاملها تجاه الحالة الأمنية والمالية بالبلاد وكذلك مصروفاتها الزائدة، حيث ظهرت دعوات في مدن مصراتة والزنتان والزاوية وبني وليد، تتهم الدبيبة بعرقلة الحل السياسي بسبب التمسك بالسلطة، وتطالب بتشكيل حكومة موحدة قادرة على توحيد مؤسسات الدولة وبسط سيطرتها على كامل ليبيا، وتجديد الشرعية عبر انتخابات رئاسية ونيابية حرة ونزيهة.
وبينما تزداد الضغوط على الدبيبة للتنحي من السلطة وفسح المجال لتشكيل حكومة جديدة، يرفض الأخير مغادرة الكرسي قبل إجراء انتخابات في بلاده أو قبول أي مفاوضات بهذا الشأن.
ويعد تشكيل حكومة جديدة في ليبيا، قضية خلافية إلى حد كبير، حيث يوجد انقسام بين من يريد التعجيل بالانتخابات لإنهاء المراحل الانتقالية، ومن يدعو إلى تشكيل حكومة موحدة لتهيئة الأرضية اللازمة للانتخابات.
العرب