ضغوط دولية تدفع البرهان لمناقشة إدخال المساعدات عبر جنوب السودان

ضغوط دولية تدفع البرهان لمناقشة إدخال المساعدات عبر جنوب السودان

جوبا – بحث رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، وعضو مجلس السيادة الانتقالي في السودان نائب قائد الجيش شمس الدين كباش، مساء الجمعة، مسألة إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من الحرب الدائرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع.

وتأتي هذه المباحثات في ظل الضغوط الدولية والأممية على الحكومة الموالية للجيش السوداني والتي تتهم بمنع إيصال المساعدات عبر الحدود السودانية التشادية.

ونقل إعلام المجلس عن توت قلواك، مستشار سلفاكير للشؤون الأمنية، قوله إن اللقاء ناقش سبل إحلال السلام في السودان وإيصال المساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أن قلواك أكد “جاهزية جنوب السودان لإيصال الإغاثة لكل السودانيين الذين لجأوا لدولة جنوب السودان بسبب الحرب”.

وكان كباشي، نائب القائد العام للقوات المسلحة السودانية، قد وصل إلى جوبا في زيارة رسمية لإجراء مباحثات رسمية مع كبار المسؤولين في جنوب السودان.

وتمنع السلطات الموالية للجيش في السودان دخول المساعدات عبر الحدود إلى منطقة دارفور غربي البلاد التي مزقتها الحرب، وهي خطوة نددت بها الولايات المتحدة ومنظمات إغاثة.

وقال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الجمعة، إن أعمال العنف في محيط مدينة الفاشر بإقليم دارفور السوداني تسببت في إغلاق ممر إنساني من تشاد افتُتح حديثا، وإن الوقت ينفد لمنع حدوث مجاعة في هذه المنطقة الشاسعة.

وأضاف البرنامج الأممي أن أعمال العنف التي وقعت في الآونة الأخيرة في محيط الفاشر، أدت إلى توقف مرور قوافل المساعدات عبر معبر الطينة الحدودي في تشاد، في حين أن القيود التي تفرضها السلطات المتحالفة مع الجيش تمنع توصيل المساعدات عبر ممر المساعدات الآخر الوحيد من تشاد في أدري، وفق بيان البرنامج.

ويقول مسؤولو الإغاثة إن كلا الجانبين يمنعان الوصول المساعدات إلى المناطق التي تستفحل فيها المجاعة، مما يساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية.

ولم تدخل سوى كميات صغيرة من المساعدات إلى الفاشر خلال الحرب، وهي القناة الوحيدة التي وافق عليها الجيش لنقل الشحنات إلى أجزاء أخرى من دارفور.

وأدت الهجمات في الفاشر، آخر معقل للجيش السوداني في دارفور والتي يقطنها نحو 1.6 مليون نسمة، إلى إطلاق تحذيرات شديدة من موجة جديدة من النزوح الجماعي والصراع الطائفي في إطار الحرب المستمرة منذ عام في السودان.

وأدى الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى تفاقم أزمة الجوع، إذ يضطر البعض إلى تناول أوراق الشجر، بل والتراب، في ظل اقتراب حدوث مجاعة.

وتتعرض المساعدات لهجمات من قبل مسلحين كذلك لنهبها إضافة لاستهداف العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية.

ودانت فرنسا مساء الجمعة “بمنتهى الحزم” الهجوم على قافلة إنسانية تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر في جنوب دارفور والذي خلف قتيلين وثلاثة جرحى.

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان إن “فرنسا تدعو جميع أطراف النزاع إلى احترام التزاماتهم بموجب القانون الإنساني الدولي الذي يفرض عليهم حماية العاملين في المجال الإنساني والصحي وضمان وصول المساعدات الإنسانية على نحو كامل وآمن وبلا عوائق”.

وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس مقتل اثنين من سائقيها وإصابة ثلاثة من موظفيها بإطلاق نار شنه مسلحون في ولاية جنوب دارفور بغرب السودان.

وأوردت في بيان أن فريقها “كان في طريق العودة… لتقييم الوضع الإنساني لدى المجتمعات المتضررة من العنف المسلّح في المنطقة”.

ووصف كبير مسؤولي الإغاثة في الأمم المتحدة الجمعة مقتل سائقين تابعين للجنة الدولية للصليب الأحمر في منطقة جنوب دارفور بالسودان بأنه أمر غير معقول.

ووصف وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، الحادث بأنه يوم مظلم آخر للمجتمع الإنساني في السودان.

وشدد على أن العاملين في المجال الإنساني ليسوا هدفا، ويجب حماية أولئك الذين يخاطرون بكل شيء لمساعدة الآخرين.

وقال فرحان حق، نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنه للمرة الأولى منذ بدء الصراع في السودان قبل أكثر من عام، وصل فريق من المفوضية إلى فرع أم درمان في العاصمة الخرطوم في مهمة تستغرق يومين، موضحا أن أعضاء الفريق شاهدوا دمارا هائلا في المدينة والتقوا بعائلات نازحة أبلغت عن كفاحها للحصول على ما يكفي من الغذاء مع ارتفاع الأسعار وافتقارها إلى المأوى المناسب والأدوية والتعليم لأطفالها.

وقال “يحذر زملاؤنا من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية من أنه في كل يوم يستمر فيه الصراع في السودان، تزداد الاحتياجات الإنسانية”.

وذكر حق أن المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان رمطان لعمامرة يواصل المحادثات مع الطرفين المتحاربين في السودان ويحثهما على تهدئة التوترات.

وتلاحق المتاعب اللاجئين السودانيين في أثيوبيا، حيث قال 3 لاجئون والأمم المتحدة، الجمعة، إن ما لا يقل عن ألف لاجئ سوداني فروا من مخيم تديره الأمم المتحدة في شمال إثيوبيا بعد سلسلة من عمليات إطلاق النار والسطو.

وذكر اللاجئون الذي أحجموا عن ذكر أسمائهم خوفاً من الانتقام، أن قرابة 7 آلاف من سكان مخيم كومر البالغ عددهم 8 آلاف غادروا سيراً على الأقدام في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، بعد أن تعرضوا للهجوم والسرقة من قبل رجال ميليشيات محلية.

وأضافوا أن الشرطة اعتقلت المهاجرين بعد وقت قصير من مغادرتهم المخيم الذي يقع على بُعد 70 كيلومتراً من الحدود السودانية في منطقة أمهرة بإثيوبيا.

وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إنها على علم بأن ألف شخص غادروا كومر، الأربعاء، لأنهم شعروا بعدم الأمان بعد سلسلة من الحوادث الأمنية.

ولم يرد المتحدثون باسم الحكومة الإثيوبية، وإدارة إقليم أمهرة، والشرطة الاتحادية، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على طلبات من “رويترز” للتعقيب.

وفرّ ما يربو على 1.6 مليون سوداني من بلادهم منذ اندلاع الحرب الأهلية في منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

وذكرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن حوالي 33 ألف شخص عبروا الحدود إلى إثيوبيا.

وأخبر لاجئون سودانيون في كومر المفوضية في رسالة بُعثت مؤخراً، أنهم يواجهون حالة من انعدام الأمن المتفشي منذ أشهر بسبب تعرضهم لعمليات اختطاف للحصول على فدى والقتل والسطو المسلح.

ووفقاً للأمم المتحدة، يقاتل رجال ميليشيات في أمهرة القوات الاتحادية منذ ما يقرب من عام في أنحاء المنطقة في صراع أسفر عن سقوط أكثر من 200 شخص العام الماضي.

وأشار أحد اللاجئين لوكالة “رويترز” عبر الهاتف إلى أنهم لم يعودوا “قادرين على البقاء هنا”، مضيفاً “نتعرض للخطف والقتل والاعتداء مراراً منذ وصولنا في يونيو الماضي، وقررنا العودة إلى السودان رغم الحرب (الجارية)”.

ووصفت المفوضية الوضع في المخيم، بأنه “صعب للغاية”، وقالت في بيان للوكالة “المبرر الذي قدموه للمغادرة في المقام الأول هو عدم شعورهم بالأمان في المخيم”.

وأضافت “يأتي هذا القرار بعد عدة تقارير عن وقوع حوادث تدل على انعدام الأمن منها الجرائم والسرقة والسطو المسلح وإطلاق النار وأعمال خطف مزعومة”.

وأدت الحرب إلى مقتل الآلاف ودفعت البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمّرت البنى التحتية المتهالكة أصلا، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8.5 ملايين شخص، حسب الأمم المتحدة.

العرب