الرياض – استؤنفت الأربعاء الرحلات الجوية التجارية المنتظمة بين سوريا والسعودية لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن بعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين خلال العام الماضي.
ووصلت إلى مطار الرياض طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية تقلّ 170 راكبا، حسب ما أفاد به السفير السوري لدى السعودية وكالة فرانس برس، معلنا استئناف الشركة الرسمية رحلاتها الجوية المنتظمة إلى السعودية للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاما.
وقال السفير السوري في الرياض أيمن سوسان إن البلدين اتفقا على “تسيير رحلة واحدة أسبوعيا ذهابا وإيابا بين الرياض ودمشق”.
ويأتي ذلك بعد مرور أسابيع قليلة على وصول أول رحلة تقل حجاجاً من دمشق إلى جدة في غرب السعودية، بوابة الوصول إلى الأماكن المقدسة في مكة المكرمة، للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاما.
وأكّد مدير المكتب الإعلامي في وزارة النقل السورية سليمان خليل لوكالة فرانس برس “إمكانية زيادة المطارات (جدة/الدمام) وفق الطلب والحاجة والسوق”.
ولم يتسن على الفور معرفة ما إذا كانت شركات الطيران السعودية ستستأنف هي الأخرى رحلاتها إلى دمشق. لكن بعض المتابعين يعتقدون أن السعودية ستعمل على الرد بالمثل على هذه المبادرة.
ومن شأن عودة الرحلات التجارية بين البلدين أن تسهم في دفع السياحة بينهما إلى الازدهار وخاصة بالنسبة إلى سوريا التي تعاني من أزمة مالية خانقة بسبب عقوبات قانون قيصر الأميركي.
وتظهر المعلومات أن الخطوط السورية المملوكة للدولة تملك أسطولا صغيرا لا يتجاوز 12 طائرة أغلبها ضيقة البدن للمسافات القصيرة والمتوسطة من طراز أي 320، وطائرتين عريضتي البدن من طراز أي 340.
كما أن طائرات الشركة، إلى جانب مشغل آخر للطيران هو أجنحة الشام، تبدو متهالكة إذ أن عمرها يعود إلى أكثر من عقدين ومن المؤكد أن العقوبات الغربية أثرت على توفير قطع الغيار.
وقطعت السعودية، على غرار دول خليجية أخرى، علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفاراتها في عام 2012، احتجاجا على استخدام القوة في قمع احتجاجات شعبية اندلعت عام 2011.
وسرعان ما تحولت تلك الاحتجاجات إلى نزاع مدمر تسبّب في مقتل أكثر من نصف مليون شخص، وألحق دمارا واسعا بالبنى التحتية واستنزف الاقتصاد بشكل بالغ.
لكن إثر التغيرات التي شهدتها الساحة الدولية أعادت أغلب الدول العربية العلاقات الدبلوماسية مع دمشق، التي أعيد قبولها في جامعة الدول العربية العام الماضي.
وكشفت الحكومة السعودية في مارس العام الماضي أنها تجري مباحثات تتعلّق باستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين. وبعد شهرين فقط أعلنت السعودية استئناف عمل بعثتها الدبلوماسية في سوريا، وهو ما يؤشر على إنهاء القطيعة.
وحضر الرئيس السوري بشار الأسد القمة العربية في الرياض خلال الشهر نفسه للمرة الأولى بعد غياب استمرّ 13 عاما، فيما التقى وزيرا خارجية البلدين عدة مرات منذ ذلك الحين.
وسمّت دمشق سفيرا لدى الرياض وباشر عمله في ديسمبر الماضي، فيما أوفدت الرياض قائما بالأعمال باشر عمله في دمشق مطلع العام الحالي، قبل أن تسمي سفيرا لدى دمشق في مايو الماضي.
العرب