اعلنت وزارة الداخلية السعودية صباح يوم الثاني من كانون الثاني/ يناير 2016 تنفيذ حكم الاعدام بعدد من المتهمين بأحداث الشغب وتنفيذ العمليات الارهابية وزعزعة الأمن والإستقرار داخل الاراضي السعودية من أبرزهم رجل الدين الشيعي (نمر باقر النمر) المتهم بالدعوة الى إقامة حكم اسلامي مشروط بولاية الفقيه وتشجيعه لاعمال الشغب في دولة البحرين والمنطقة الشرقية بالسعودية وتأييده لكثير من العمليات الارهابية التي استهدفت اماكن ومقرات مهمة داخل المدن السعودية وابرزها مدينة الرياض .
ومن الذين نفذ بهم (فارس ال شويل)الملقب بابي جندل الازدي الذي تولى المسؤولية التنظيرية لتنظيم القاعدة واصدار الابحاث والدراسات الداعمة للتنظيم وعملياته .
ولنا ان نقرأ عملية تنفيذ الاحكام وفق الاطر والزوايا الاتية:
1.جاءت القرارات لتؤكد حقيقة النظرة الواقعية التي تتسم بها القيادة السعودية بنظرتها للارهاب وبأنه لا ينتمي لطائفة ومجموعة معينة وإنما الإرهاب هو واحد مهما اختلفت عناوينه او اتجاهاته وانتماءاته فجمعت الاحكام بين كل من هدد أمن وسلامة الأراضي السعودية بعيدا عن انتماءاته الدينية والطائفية .
2.يعكس القرار السعودي حقيقة تماسك الجبهة الداخلية في السعودية والتفات الشعب السعودي حول قيادته ودليل عافية ومتانة الاجهزة الامنية في المملكة .
3.اتسم القرار بالجرأة والشجاعة في مواجهة التحديات التي رافقت عملية اعتقال المتهمين ومراحل التحقيق معهم والقرارات التي صدرت بحقهم والتدخلات الإقليمية التي دعت المملكة الى ايقاف الاحكام بحقهم وخاصة (نمر باقر النمر) .
4.عكست قرارات تنفيذ الأحكام القضائية بحق المتهمين حقيقة الرؤية التي تمتلكها القيادة السعودية في تعاملها مع الاحداث واختيار الوقت المناسب للتنفيذ بما يتلائم والأوضاع السائدة في المنطقة.
5.من المؤكد أن قرارات جريئة ومهمة تتعلق بالأوضاع الداخلية في السعودية وفيها شخصيات دينية بارزة تعتنق المذهب الشيعي ستؤدي إلى ردود افعال قوية ومتباينة ومع هذا فقد مضت القيادة السعودية في عملية التنفيذ واعتبرتها شأنا داخليا .
6.أكدت السعودية بهذه الإجراءات عن عمق ماتتمتع به من مفهوم للسيادة الداخلية وأعطت رسالة واضحة وبدلائل واقعية وبأشارات مهمة على أن الجميع عليه ان يعلم ويفهم ان القيادة السعودية لن تسمح باي تدخل بشؤونها الداخلية واستهداف أمنها الوطني والقومي وسلامة وحياة مواطنيها .
7. رافقت عملية تنفيذ الأحكام القضائية تصريحات إيرانية شديدة على لسان الناطق الرسمي بأسم الخارجية الإيرانية (حسين جابر أنصاري) الذي أكد على ان السعودية (ستدفع ثمنا غاليا لإعدام النمر ) وتعتبر هذه التصريحات تطورا خطيرا في العلاقات السعودية – الإيرانية .
8.من الممكن أن تشهد بعض مناطق السعودية اعمالا إرهابية او تظاهرات معادية بدفع وتشجيع من بعض الجهات التي تسعى لتقويض حالة الإمن والنظام داخل المملكة وتصعيد وتائر الحالة الطائفية فيها وهذا ما اكده محمد النمر شقيق المعدوم (النمر) عندما أشار الى أن على الجميع أن يتمتعوا بالهدوء والسكينة وأن التعبير عن رفض عملية التنفيذ يجب ان يأخذ بعدا سلميا بعيدا عن المشاكل والإضطرابات .
9.سيكون لعملية تنفيذ الاحكام القضائية السعودية وعلى مستوى دول الجوار وخاصة العراق ردود افعال قد تصل الى حد المواجهة من قبل المليشيات العسكرية المتواجدة في العراق بإطلاق عدد من الصواريخ الموجهة من داخل الإراضي العراقية وباتجاه العمق السعودي واصابة إهداف محددة .
10.المطالبة من قبل بعض القيادات والمنظمات الشيعية العراقية بإغلاق السفارة السعودية او القيام باحتجاجات حول مقر السفارة ومن الممكن أن يتطور الموضوع ويؤدي إلى اقتحامها اذا ما شاركت فيها مجاميع محسوبة على المليشيات.
9.ان طبيعة الاحتجاجات والاستنكارات الاقليمية التي جاءت بعد تنفيذ الاحكام اتسمت جميعها بصيغتها وصورها الطائفية والدعوة للتدخل في طبيعة القرار الداخلي الذي اتخذته المملكة واجهزتها القضائية والتنفيذية لتعزيز وضعها الامني الداخلي والحفاظ على امنها القومي .
ان القرارات السعودية بدأت تتسم بالجدية والواقعية المستندة الى ارادة صلبة وقوة داخلية تسعى لاثبات حقيقة التأثير العربي والاقليمي والدولي الذي تتمتع به القيادة السعودية ، وهذا ما لمسه الجميع ابتداءا من تشكياها لقيادة التحالف العربي ثم الاعلان عن قيادة التحالف الاسلامي واخرها التعاون الاستراتيجي مع تركيا .
وحدة الدراسات الاقليمية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية