اتهمت عدة قوى سياسية والحكومة المحلية في نينوى، حكومة بغداد والميليشيات، بالمسؤولية عن الهجوم الذي شنه تنظيم «الدولة» على المتطوعين من الموصل في قاعدة سبايكر شمال تكريت وسقوط ضحايا فيه، مطالبين بإعادة تلك القوة إلى المناطق المحررة من نينوى.
وذكر رئيس مجلس نينوى بشار الكيكي في بيان «لقد حذرنا مرارا وتكرارا من مخاطر نقل معسكر التحرير الخاص بالمحافظة من منطقة دوبردان شرق الموصل إلى قاعدة سبايكر في محافظة صلاح الدين إلا ان الحكومة المركزية لم تستجب لجميع التحذيرات التي أطلقت»، مؤكدا «ان الهجوم الإرهابي الذي نفذه تنظيم داعش على منتسبي المحافظة بثمانية انتحاريين في ظل وجود قوات الحشد الشعبي وقوات الجيش يثير أكثر من علامة استفهام».
واتهم بعض الجهات السياسية التي لم يسمها بمحاولة تشتيت «قوة تحرير محافظة نينوى»، مشددا على ضرورة حماية جميع المنتسبين وتزويدهم بأفضل أنواع الأسلحة والعمل بنحو عاجل على إعادتهم إلى معسكرهم السابق ليكونوا أكثر فعالية في «عمليات تحرير المحافظة» من سيطرة التنظيم.
وضمن السياق نفسه، اتهم الشيخ عبد الله عجيل الياور شيخ مشايخ قبيلة شمر ميليشيا منضوية تحت لواء الحشد الشعبي بتجريد الأسلحة من متدربي شرطة نينوى في معسكر سبايكر وإتاحة الفرصة لتنظيم «داعش» باستهداف المعسكر، ما إدى إلى وقوع قتلى بين العناصر.
وقال في بيان إن «استهداف معسكر شرطة نينوى في سبايكر من قبل داعش جاء متزامناً مع قيام ميليشيا مسلحة بنزع أسلحة المنتسبين من أبناء المحافظة داخل المعسكر»، محذراً من أن «هذا التصرف ينبئ بأمرٍ خطير لا يمكن السكوت عنه، وان الذين قضوا في سبايكر «قتلوا غدرا».
واشار الياور إلى أنه «بات من الواضح لدى الجميع ضلوع جهات ترفض ان تكون لنينوى قوة مسلحة تدافع عنها»، مطالبا رئيس الحكومة العراقية «بضرورة محاسبة المقصرين والإسراع بنقل معسكر الشرطة إلى محافظة نينوى في المناطق المحررة حيث لا جدوى من إبقائهم في سبايكر».
وقال إن «أبناء نينوى هم القادرون على تحريرها إذا ما تم تجهيزهم وتسليحهم».
ووصف النائب المسيحي عن أربيل جوزيف صليوه، نقل القوة التابعة لأبناء الموصل إلى معسكر تكريت بـ « الخطأ الكبير».
وذكر في لقاء متلفز تابعته «القدس العربي» أنه أرسل رسالة إلى وزارة الدفاع والسلطات العسكرية بضرورة الإبقاء على القوة الموصلية في المناطق المحررة من نينوى القريبة من الموصل، لأن معظم أفرادها هم من المتطوعين من المحافظة وأن تطوعهم جاء بالأساس من أجل حماية الموصل والاشتراك في طرد تنظيم داعش منها.
وأكد صليوه أن هناك فوضى في قرار تحديد مكان تلك القوة، حيث أن جماعات متفرقة مثل الميليشيات والحشد الشعبي إضافة إلى القوات الأمنية، تتحكم بذلك القرار، وأن هناك من أسماهم بـ «تجار الحروب» يستفيدون من هذه الفوضى.
وكان تنظيم «الدولة» شن هجوما، الأحد الماضي، على تجمعات المتدربين من الموصل في قاعدة سبايكر في تكريت. وذكرت المصادر الأمنية أن التنظيم نفذ الهجوم بواسطة انتحاريين بأحزمة ناسفة وسيارتين مفخختين، وأسفر الهجوم عن وقوع 23 إصابة بين شهيد وجريح بينهم ثلاثة ضباط.
ويشير مراقبون في بغداد أن وزارة الداخلية كانت هددت القوة الموصلية التي كانت متواجدة في المناطق المحررة من المحافظة، بترك مواقعها والانتشار في بغداد وتكريت أو قطع الرواتب عنهم، كما عارضت الحكومة الدعم التركي لمعسكر بعشيقة الذي يضم متطوعين من الموصل.
مصطفى العبيدي
صحيفة القدس العربي