كشفت مصادر خاصة بـ القدس العربي» عن وصول قوات أمريكية من الفرقة 101 المحمولة جواً إلى قاعدة عين الأسد الجوية غرب العراق في إطار دعم الحرب ضد تنظيم «الدولة» في المناطق القريبة من الحدود العراقية السورية.
وقال مصدر عسكري عراقي رفيع في قاعدة عين الأسد الجوية في اتصال مع «القدس العربي» إن «حوالي 2000 جندي أمريكي وصلوا العراق خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية توزعوا على ثلاث قواعد جوية، هي قاعدة البكر قرب قضاء بلد، وقاعدة سبايكر قرب تكريت في محافظة صلاح الدين، إضافة إلى قاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي، 100 كيلومتر غرب الرمادي والتي خُصص لها العدد الأكبر».
وأضاف أن هذه القوة «ستخوض عمليات قتالية ضد تنظيم «الدولة» بشكل مستقل عن القوات العراقية»، واستدرك :»هذا ما فهمناه من القادة الأمريكيين في القاعدة، لكنهم يفكرون في التنسيق لإشراك قوة عراقية يختارها الأمريكيون بأنفسهم للقتال إلى جانبهم». وأوضح المصدر أن هذه القوات «جاءت بطلب رسمي تقدم به القائد العام للقوات المسلحة إلى الإدارة الأمريكية بناء على توصيات قدمتها وزارة الدفاع العراقية التي قدمت تقريرا للقائد العام تضمن صعوبة تحرير الأنبار دون مشاركة قوات أمريكية».
ولدى سؤاله عن مغزى طلب تدخل قوات أمريكية في وقت لم تمض إلا أسابيع قليلة على تمكن القوات الأمنية العراقية من السيطرة على مدينة الرمادي مركز المحافظة قال المصدر العسكري: «النجاحات الأخيرة في الرمادي لن يكون لها أثر كبير على القتال في الأنبار التي يسيطر تنظيم الدولة على المساحة الأكبر منها؛ خاصة على الحدود العراقية السورية التي تتحكم بخطوط الإمداد من الرقة السورية».
وكشف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «أن هدف القوات الأمريكية التي وصلت إلى قاعدة عين الأسد هو السيطرة على الحدود العراقية السورية التي يسيطر عليها التنظيم ويستخدمها لاستبدال قواته، وإرسال إمدادات من وإلى العراق وسوريا».
ورجح المصدر أن تقوم تلك القوات وبالتنسيق مع الطيران «بعمليات إنزال وبناء قواعد متقدمة للتضييق على معاقل التنظيم، وتهيئة موطئ قدم لقوات عراقية»، وكشف عن «قيام عناصر أمريكية خاصة باستطلاع بعض المناطق الحدودية لبدء عمليات خاصة ضد التنظيم خاصة معبر الوليد الحدودي مع سوريا غرب قضاء الرطبة».
ويرى المصدر العسكري «أن استقدام القوة الأمريكية لن يكون ذا تأثير كبير دون الإحاطة بكل طرق إمداد التنظيم بين العراق وسوريا، وتقطيع تلك الخطوط بين الحدود ومناطق سيطرة التنظيم داخل العمق العراقي، فالتنظيم يدير كل معاركه مستنداً على الحفاظ على ظهره غير مكشوف ويديم الاتصال بين قواته، لكن قد نتمكن من تحقيق بعض الأهداف على المدى البعيد خصوصاً مع الضغط على مواقع التنظيم في سوريا»، على حد قوله.
ويذكر أن القوات العراقية مدعومة بغطاء جوي مكثف من طيران التحالف الدولي تمكنت من تحقيق تقدم داخل مدينة الرمادي نهاية العام الماضي؛ إلا أن المعارك ما زالت في شرق المدينة مع سيطرة التنظيم على المواقع المهمة شمال المدينة وشرقها والتي تعتبر خط الوصل بين عدة مدن مهمة كسامراء والفلوجة وهيت وصولاً إلى الحدود مع سوريا.
عبيده الدليمي
صحيفة القدس العربي