اعتقلت القوات الحكومية والميليشيات العشرات من أتباع المرجع الشيعي الحسني الصرخي، الأربعاء، على خلفية انفجار استهدف سيارة لحزب الدعوة، واتهامهم بتنفيذ الهجوم في كربلاء.
وذكرت مصادر أمنية في شرطة كربلاء، أن «عبوة ناسفة كانت قد استهدفت سيارة لحزب «الدعوة» في قضاء طويريج شمال كربلاء، ما أسفر عن مقتل ثلاثة من عناصر الحزب وإصابة اثنين آخرين، إضافة إلى إصابة عدد من المدنيين تصادف وجودهم بالقرب من مكان الحادث».
وأشار المصدر إلى أن القوات الأمنية والميليشيات شنت حملة اعتقالات للعشرات من أنصار المرجع الشيعي الصرخي في القضاء، بعد أن اتهمهم حزب «الدعوة» بتنفيذ الهجوم.
وكان رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، زعيم حزب «الدعوة»، قد شن حملة اعتقالات ضد أتباع المرجع الصرخي في محافظات وسط وجنوب العراق بتهمة التآمر على الحكومة وانتقاد دعوة مرجعية النجف لتشكيل «الحشد الشعبي» التي اعتبرها المرجع الصرخي مثيرة للطائفية والفتنة في العراق، وقد أسفرت الحملة عن مقتل واعتقال العشرات من أتباعه، إلا أن الكثيرين منهم ما زالوا باقين في وسط وجنوب العراق، ومستمرين في تنظيم التظاهرات ضد بعض إجراءات الحكومة بين آونة وأخرى.
وتشير المصادر المطلعة إلى أن للمرجع الصرخي مواقف وفتاوى مميزة بين مراجع الشيعة في العراق، ومنها التمسك بالطابع العروبي للشيعة ورفض شتم الصحابة ورفض التدخل الإيراني في العراق. وقد طالب المرجع الصرخي الحسني، في بيان لمكتبه على موقعه الالكتروني في تموز/يوليو 2015، الأمم المتحدة بضرورة اتخاذ قرار بتدويل القضية العراقية وإخراج إيران من بلاده.
وطرح المرجع الصرخي نظرته لحل أزمة العراق ضمن مبادرة بعنوان «مشروع خلاص»، حيث دعا شيوخ العشائر والسياسيين والأكاديميين في داخل العراق وخارجه، لتفعيل مبادرة ومشروع عملي لإنقاذ البلاد. كما عرف عنه الوقوف باكرا مع مطالب التظاهرات الداعية لتوفير الخدمات. ففي اعقاب خروج التظاهرات، أكد الصرخي في بيانه الذي حمل عنوان (الكهرباء أو الأطفال والنساء والدماء؟) أنه مع الأهل في وجوب توفير الكهرباء وبأقصى طاقتها وفي كل الأوقات وعلى مدار الأيام، وأن هذا هو واجب السلطة ولا عذرَ لها في التقصير به أبداً. ولكن الصرخي دعا إلى عدم التمسك بالقشور وأن تتضمن التظاهرات مطالب أهم منها الخروج من أجلِ الإخوة والأهل والأطفال والنساء والشيوخ والأعراض من النازحين المهجَّرين الذين سكنوا العراء.
وقال موجها خطابه للمتظاهرين «إن كل الشرفاء معكم في مطالبِكم، وهو أبسط حقوقِكم وقد سَرَقَهُ السرّاق الفاسدون كما سرقوا كلَّ شيءٍ منكم ومن بلادِكم».
ويذكر ان المرجع الشيعي البارز محمود حسن الصرخي المعروف بتوجهاته العروبية والمعارض لنفوذ إيران في العراق، اختفى عن الأنظار منذ الحملة التي شنها عليه وعلى أتباعه، نوري المالكي، ويعتقد البعض أنه مقيم حاليا في كردستان العراق، ويوجه خطبه عن طريق الإنترنت والأتباع المنتشرين وسط وجنوب العراق.
صحيفة القدس العربي