دعا رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الخميس، إقليم كردستان إلى التراجع عن طموحاته في الاستقلال، معتبرا أن الإقليم لا يمكن أن يتطور من دون العراق.
وجاء كلام العبادي في وقت كثّف فيه مسؤولون بالإقليم، محسوبون أساسا على شقّ رئيس الإقليم المنتهية ولايته مسعود البارزاني من دعوتهم لإجراء استفتاء بشأن انفصال كردستان العراق.
وقويت النبرة الاستقلالية لأكراد العراق بشكل واضح مع اندلاع الحرب ضدّ تنظيم داعش والتي أفرزت قوات البيشمركة الكردية كقّوة عسكرية وازنة جيدة التنظيم أثبتت قدرتها على مواجهة التنظيم في وقت شارفت فيه القوات المسلّحة العراقية على الانهيار والتفكّك.
وظهر الربط بين الأمرين بشكل جلي في كلام مسعود البارزاني ذاته الذي سبق أن قال إنّ حدود الإقليم ترسم بالدمّ.
وقال العبادي في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل في ختام مباحثات معها في برلين إن “كردستان جزء من العراق وأتمنى أن تبقى كذلك”، مضيفا أن “العراق يحتاج أن يكون موحدا بكل مكوناته وهذا ما نسعى إليه”.
وكان البارزاني قد جدّد في الثالث من فبراير الجاري تمسكه باستقلال الإقليم قائلا إن الوقت حان لتنظيم استفتاء حول إقامة دولة مستقلة في كردستان العراق.
غير أن البارزاني استدرك بأن “الاستفتاء لا يعني أن يعلن شعب كردستان دولته فور ظهور النتائج، بل يعني أن يعرف الجميع ما الذي يريده شعب كردستان لمستقبله وكيف سيختار مصيره”.
وقال العبادي في هذا الصدد “أقول بشكل شفاف وواضح إنه لا داعي إلى إجراء الاستفتاء”، مضيفا “إذا كان الاستفتاء لا يلتزم به، فلماذا نتوجه إليه، هل نأخذ رأي الناس ولا نعمل به. أتصور أن استفتاء دون نتيجة يمكن أن ينظر إليه شعبيا على أنه استخفاف بعوام الناس”.
وأضاف “أتصور إذا كانت هناك رؤية للساسة في الإقليم وغير الإقليم، أن لا مصلحة لكردستان في الانفصال”. وتساءل “لماذا ندفع باتجاه معين وليس فيه مصلحة السكان”.
ودعا العبادي “قادة الإقليم إلى أن يصارحوا مواطنيهم بحقيقة أن كردستان لن يتطور دون العراق”، مضيفا “القائد الحقيقي هو الذي يصارح الناس بالحقيقة، لا أن يقول شيئا ويفعل شيئا آخر”.
صحيفة العرب اللندنية