الغموض يكتنف حكومة العبادي المرتقبة.. ولا مجال للتراجع

الغموض يكتنف حكومة العبادي المرتقبة.. ولا مجال للتراجع

الغموض يكتنف حكومة العبادي المرتقبة.. ولا مجال للتراجع
يبدو أن رئيس الحكومة العراقيّة حيدر العبادي وضع نفسه في موقف محرج للغاية، بعد إعلانه العزم على تغيير الحكومة، فلم يستطع حتى الآن أن يخطو ولو خطوة واحدة بهذا الاتجاه، في وقت وضعت عدّة كتل سياسيّة استقالات وزرائها تحت تصرف رؤساء الكتل، الأمر الذي ألقى الكرة في ملعب العبادي.

ويقابل ذلك الإملاءات الجديدة التي بدأت بفرضها على العبادي بعض الكتل، خصوصاً كتلة التيّار الصدري، وأوراق التهديد التي لوّحت بها، ومنها تحشيد الشارع العراقي والتلويح باقتحام المنطقة الخضراء والتهديد بإسقاط العبادي في حال لم يقبل بها.ووسط كل ذلك، يرى مراقبون أنّ كل الطرق بدت موصدة بوجه العبادي، ولم يبق أمامه سوى التغيير الوزاري الذي وعد به، والذي يكتنفه الغموض حتى الآن وتُجهل كافة تفاصيله ومن أين سيبدأ وأين سينتهي، فيما يقف الشارع العراقي في حالة ترقب وخوف من أزمات جديدة ستلقي بظلالها على الواقع المتردي أساساً.

وفي السياق، قال النائب عن “تحالف القوى العراقيّة”، صلاح الجبوري، لـ”العربي الجديد”، إنّ “التغيير الوزاري الذي تحدّث عنه رئيس الوزراء تم من دون علم الكتل السياسيّة”، لافتاً إلى أنّ “الغموض ما زال حتى الآن يلف تفاصيل خطوات العبادي بهذا الاتجاه، ولا أحد يعلم كيف سيبدأ التغيير”.

وأضاف “نحن نرتقب خطوات العبادي للتغيير، خصوصاً أنّ وزراءنا وضعوا استقالاتهم لدى رؤساء كتلهم، لكنّ ما يهمّنا أكثر هو البرنامج الحكومي الذي يجب أن يضم حلولاً للأزمات وإصلاحاً للملفات العالقة”.

من جهته، أكّد المتحدّث باسم زعيم التيار “الصدري”، الشيخ صلاح العبيدي، أنّه “لا مجال أمام العبادي إلّا بإجراء التغيير الوزاري وتشكيل حكومة التكنوقراط”.

وقال العبيدي، في تصريح صحافي، إنّ “أيّ التفاف على مشروع الإصلاح والتوجه نحو تشكيل حكومة التكنوقراط السياسي، أو تشكيلة وزاريّة مقرّبة من الكتل السياسيّة يعدّ أمراً مرفوضاً تماماً من قبل السيد مقتدى الصدر، كما أنّه مرفوض من قبل الشعب”.

وأشار إلى أنّ “دعوة الصدر إلى دخول المنطقة الخضراء في حال تشكيل حكومة مغايرة لمشروع الإصلاح الذي دعا له الصدر، أمر يتوقف على قرار الصدر نفسه”.

وبعد نحو 20 يوماً عن الوعود التي أطلقها العبادي بإجراء تغيير وزاري، لم يستطع حتى الآن أن يسير بهذا الاتجاه، فيما يؤكّد مراقبون أنّ العبادي لن يستطيع التراجع بعد عن مشروعه، وأنّ الشكوك تحوم حول إمكانيّة تطبيقه.

وقال الخبير السياسي، سالم مشعل خلال حديثه لـ”العربي الجديد”، إنّ “العبادي أحرج نفسه بدعوته للتغيير الوزاري، وأنّ كتل التحالف الوطني وخصوصاً كتلة الصدر بدأت تلوّح بأوراق كثيرة أمامه وتفرض عليه شروطاً وتهدّده في حال عدم الموافقة”.

وأشار مشعل، إلى أنّ “التهديد الواضح على لسان الصدر باقتحام المنطقة الخضراء وأن لا مجال للعبادي أن يتراجع عن التغيير هو إغلاق لكافة الطرق أمام العبادي ومحاولة لإجباره للقبول بشروط الصدر”.

ورأى أنّ “شروط الصدر لا تمنح العبادي فرصة تشكيل حكومة تكنوقراط، بقدر ما تحافظ على امتيازات الكتلة الصدريّة، الأمر الذي قد يفرض على العبادي تشكيل حكومة لا تقبل بها الكتل السياسيّة الأخرى ما يفتح الباب أمام أزمات جديدة تضع العبادي على المحك”.

وأثارت دعوة العبادي لإجراء تغيير وزاري جوهري انتقادات كبيرة داخل كتل تحالفه الوطني، إذ كشف رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عمّار الحكيم، وهو من أكبر حلفاء العبادي داخل التحالف، عن رغبته بأن يطاول التغيير رئيس الوزراء، فيما قدّم زعيم التيار الصدري ورقة إصلاحات جديدة تتعارض مع إصلاحات العبادي، ليحتدم الصراع داخل كتل التحالف مع رئيس الوزراء.

أكثم سيف الدين

العربي الجديد