دمشق – مع تصاعد وتيرة المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في شرقي سوريا، تتزايد أعداد الضحايا من المدنيين، الأمر الذي يلقي بظلال قاتمة على جهود التحالف الدولي لدحر التنظيم الجهادي.
ولا يكاد يمر أسبوع دون أن يتناهى إلى مسامع العالم خبر مقتل العشرات من المدنيين.
وقتل الجمعة 106 أشخاص على الأقل بينهم 42 طفلا من أفراد عائلات الجهاديين في غارات نفذتها طائرات تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على مدينة الميادين.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان “إن طائرات تابعة للتحالف نفذت غارات فجر الجمعة على المبنى البلدي في مدينة الميادين” في محافظة دير الزور، ما تسبب “بمقتل 106 مدنيين على الأقل بينهم 42 طفلا، جميعهم من أفراد عائلات مقاتلي داعش”.
وبحسب المرصد، تسببت الغارات بدمار المبنى الذي كان يؤوي عددا كبيرا من عائلات جهاديي داعش، الذي يسيطر على المدينة الحدودية مع العراق منذ العام 2014.
وهناك سباق محموم بين التحالف الدولي من جهة والنظام السوري وحلفائه من جهة أخرى نحو الحدود العراقية السورية، حيث أن كل طرف يريد أن يكون خليفة التنظيم في تلك البقعة الاستراتيجية، ويقول مراقبون إن هذا السباق يدفع فاتورته المدنيون.
وشكلت مدينة الميادين في الأشهر الأخيرة وجهة لعدد كبير من النازحين بينهم عائلات مقاتلي داعش، وتحديدا من محافظة الرقة المجاورة ومدينة الموصل العراقية، حيث يتعرض التنظيم لهجمات قوات سوريا الديمقراطية. وتأتي حصيلة القتلى الجمعة بعد ساعات من مقتل 37 مدنيا غالبيتهم من عائلات الجهاديين، جراء غارات للتحالف استهدفت المدينة أيضا ليل الخميس.
وبحسب المرصد، نفذ التحالف الدولي في الفترة الممتدة بين 23 أبريل و23 مايو غارات جوية كثيفة أوقعت 225 قتيلا من المدنيين.
تزايد عدد الضحايا بشكل لافت دفع الأمم المتحدة إلى كسر حاجز الصمت ومطالبة القوى المحاربة لداعش بتوخي الحذر في عمليات القصف التي تقوم بها.
وقال الأمير زيد بن رعد الحسين مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان في بيان “أعداد القتلى والمصابين المتزايدة بين المدنيين التي نجمت بالفعل عن ضربات جوية في دير الزور والرقة تعطي انطباعا بأن التدابير التي اتخذت ربما لم تكن كافية”.
وناشد الدول التي تقوم قواتها الجوية بعمليات في سوريا بـ“توخي عناية أكثر في التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنيين”.
ويرى مراقبون أن نداءات الأمم المتحدة لن تجدي نفعا، وأن عداد القتلى لن يتوقف، في ظل تنافس على أشده بين القوى المندفعة نحو هذا الشطر، والذي تحركه الحرب على داعش.
واستعاد الجيش السوري للمرة الأولى منذ 2014 الطريق الدولي الواصل بين دمشق ومدينة تدمر الأثرية، بعدما تمكن بدعم روسي من طرد داعش من منطقة صحراوية تمتد على مساحة أكثر من ألف كيلومتر مربع.
وبدأ الجيش هجومه قبل أسبوع للسيطرة على المنطقة الفاصلة بين مدينتي دمشق وتدمر الواقعة في محافظة حمص (وسط)، والهدف بلوغ دير الزور المتاخمة للعراق.
العرب اللندنية