لندن – توقعت مصادر أميركية على اتصال بأركان إدارة البيت الأبيض أن يحدّد الرئيس دونالد ترامب موقفا خلال الأيام القليلة المقبلة من الاتفاق بشأن الملف النووي الإيراني.
وأعربت عن اعتقادها بأن ترامب لن يعلن الخروج من الاتفاق أو إلغاءه، بل سيعتبر أن الاتفاق غير موجود بالنسبة إلى إدارته وذلك من منطلق أنّ إيران لا تقيم أهمية له.
وجاءت توقّعات هذه المصادر بعد تغريدة للرئيس الأميركي ربط فيها بين إيران وكوريا الشمالية بعد تجربة إيران لصاروخ باليستي سمته “خرمشهر”.
وقال ترامب في تغريدته “فعليا، ليس هناك اتفاق”.
وبدا واضحا أن ترامب لن يعمد إلى إلغاء الاتفاق إرضاء لحلفائه الأوروبيين خصوصا أن ألمانيا أعلنت تمسّكها به، لكنه سيتصرّف من الآن فصاعدا وكأن هذا الاتفاق غير موجود أصلا.
ورأت المصادر نفسها أن ترامب اقترب كثيرا من الموقف الفرنسي الذي يدعو، كما عبّر عن ذلك الرئيس إيمانويل ماكرون، إلى المحافظة على الاتفاق الموقع صيف العام 2015 بين إيران ومجموعة الخمسة زائد واحد (الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن زائد ألمانيا)، ولكن مع ربطه بشروط أخرى. ومن بين هذه الشروط توقف إيران عن تطوير صواريخ باليستية والتصرف بشكل طبيعي خارج حدودها. وهذا يعني بطبيعة الحال التوقف عن دعم الميليشيات المذهبية التي تعمل برعاية منها في أنحاء مختلفة من المنطقة. ومن بين الأماكن التي تعمل فيها هذه الميليشيات العراق وسوريا ولبنان واليمن.
ومعروف أن ترامب ذهب في خطابه أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة إلى وصف النظام الإيراني بأنّه “إجرامي” كما اتهمّه بدعم “الإرهاب” مركزا خصوصا على حزب الله اللبناني.
ورأت المصادر الأميركية التي تتابع عن كثب تطور موقف ترامب من إيران أنّ الرئيس الأميركي يتّجه شيئا فشيئا إلى اتخاذ مواقف أكثر جذرية من السياسة الإيرانية ككلّ وليس من الاتفاق النووي فقط.
ولوحظ أن دولا أوروبية عدة اعترضت على التجربة الإيرانية الأخيرة لصاروخ باليستي مداه نحو ألفي كيلومتر. وربطت هذه الدول، من بينها فرنسا وبريطانيا، بين تطوير مثل هذا النوع من الصواريخ وامتلاك إيران لسلاح نووي في المستقبل، مشيرة إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه الصواريخ، التي ساهمت كوريا الشمالية في إنتاجها، في تمكين إيران من تهديد دول المنطقة بالسلاح النووي.
العرب اللندنية