شككت تحليلات أغلب الخبراء الأميركيين في احتمالات تحقيق واشنطن وبيونغ يانغ اختراقا لحاجز الاختلاف وتعارض الأهداف عندما يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في العاصمة الفيتنامية هانوي غدا وبعد غد.
وعبر خبير الشؤون الآسيوية بموقع أكسيوس الأميركي جوناثان سوان عن شكوك دوائر واشنطن بقوله “من الصعوبة العثور على أحد في واشنطن داخل الحكومة الأميركية يعتقد بإمكان حل الخلافات العميقة مع كوريا الشمالية في قمة هانوي”.
وتمثل قمة هانوي الثانية التي تجمع رئيسي الولايات المتحدة وكوريا الشمالية عنصر ضغط عليهما للخروج بنتائج ملموسة، خاصة بعدما انتهت القمة الأولى بينهما التي عقدت في سنغافورة قبل ثمانية أشهر دون اتفاق، واكتفاء الطرفين فقط بإعلان مبادئ عام. وقد وضعت قمة سنغافورة إطارا رباعيا اعتمد على:
1- وقف التجارب الصاروخية من جانب كوريا الشمالية.
2- تخفيض حجم وطبيعة المناورات العسكرية التي تجريها الولايات المتحدة مع كوريا الجنوبية.
3- الاتفاق على نقل رفات الجنود الأميركيين للولايات المتحدة.
4- الاتفاق المبدئي على إخلاء شبة الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية وبناء السلام.
كما ظهرت خلافات حول المقصود بـ “بناء سلام” و”التخلص من الأسلحة النووية”.
ويرى الكثير من الخبراء في قمة هانوي فرصة أخيرة خاصة للرئيس ترامب، الذي يسعى بشدة لتحقيق إنجاز تاريخي في أحد أعقد ملفات السياسة الخارجية الأميركية، التي فشل كل من سبقه في التعامل معها وحسمها.
ويعتقد فيكتور تشا، خبير الشؤون الآسيوية بمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن أن هناك “ضغوطا على الزعيمين للوصول إلى نتائج ملموسة ومادية للقمة الثانية، وعدم الاكتفاء بالحديث العام عن المبادئ. وأقصد بالشيء المادي اتفاق سلام أو خطوات لتطبيع العلاقات بين واشنطن وبيونغ يانغ”.
غير أن الرئيسين قد لا يعنيهما بصورة كبيرة التوصل إلى اتفاق، وترى خبيرة العلاقات الدولية بجامعة هانوي الوطنية (تحفظت على ذكر اسمها) في حديث للجزيرة نت أن “الرئيسين الكوري الشمالي والأميركي قد يهتمان أكثر بأهمية الظهور بصورة جيدة على الساحة الدولية للتأثير على قضايا الداخل في الدولتين”.
وتضيف الأكاديمية الفيتنامية أنه مع تركز أنظار العالم على فصل جديد في أزمة مستمرة بلا حل، بل تزداد تصعيدا منذ انتهاء الحرب الكورية قبل أكثر نصف قرن، تعد القمة فرصة لكيم وترامب للظهور كرسولي سلام.
Play Video
أهداف الرجلين
يسعى الزعيم الكوري الشمالي أن يراه شعبه قائدا عالميا يقف ندا مع رئيس أكبر وأقوى دول العالم، كما يريد كيم تحقيق هدف إستراتيجي لم يتحقق منذ العام 1953 وهو التوقيع على معاهدة سلام رسمية مع الولايات المتحدة تنهي الحرب الكورية، ومعها العقوبات المفروضة على بيونغ يانغ.
ويأمل كيم أيضا بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع الولايات المتحدة، وهو ما لم ينجح في تحقيقه والده كيم جونغ إل أو جده مؤسس الدولة كيم إل سونغ. وتؤكد بيونغ يانغ أنها لن تتخلص من أسلحتها النووية إلا إذا أنهت الولايات المتحدة وجودها العسكري في شبة الجزيرة الكورية.
بالمقابل، يرغب ترامب في تحقيق انتصار تاريخي لم يتمكن رؤساء أميركيون قبله من تحقيقه بإنهاء النزاع مع كوريا الشمالية، ويوضح فيكتور تشا أن الرئيس الأميركي يريد حل أزمة تاريخية فشل في التعامل معها رؤساء جمهوريون وديمقراطيون في العقود الأخيرة.
ويضيف المتحدث نفسه أن التوصل لمعاهدة سلام مع كوريا الشمالية “فرصة نادرة لترامب لكي يبدو رجل دولة يدخل التاريخ من أحد أكثر الأبواب صعوبة”.
ويعتقد تشا أن عدم التوصل إلى حلول عملية لقضية السلاح النووي الكوري الشمالي بما يضمن التحقق من نزعه، وبدء خطوات لإقامة علاقات دبلوماسية بين الدولتين سيعني أن قمة هانوي فشلت، ويضيف الخبير بالشؤون الآسيوية أنه لا يتخيل أن تتمخض القمة الثانية عن اتفاق مبادئ عامة مثل قمة سنغافورة.
ثانا ها: فيتنام تسعى لمساعدة أميركا وكوريا الشمالية للتوصل إلى السلام(الجزيرة)
دور فيتنام
وتقول الصحفية الفيتنامية ثانا ها، التي تعمل في صحيفة نان دان، إن فيتنام دولة عانت من عزلة دولية كبيرة في الماضي ولذلك فهي تستعد للاضطلاع بدور عالمي كبير خاصة في مجال حفظ الأمن والسلم الدوليين.
وأضافت ثانا ها للجزيرة نت أن مدينة هانوي تعرف عند الفيتناميين بمدينة السلام، ومن المنطقي أن تستضيف القمة وتساعد أطراف تسعى للتوصل إلى السلام”.
وتشير الصحفية الفيتنامية إلى أن سلطات هانوي مهتمة بالتقرب من إدارة ترامب التي يراها كثير من الفيتناميين “بمثابة رادع ضد التوغل الصيني في جنوب شرق آسيا”.
الجزيرة