القاهرة – قال حزب الأمة السوداني المعارض في بيان إن الصادق المهدي زعيم الحزب دعا الرئيس السوداني عمر البشير للتنحي وإبداء الاستعداد للقاء ممثلي المعارضة “للاتفاق على تفاصيل العبور نحو النظام الجديد”.
وقال البيان “للخروج من موقف المواجهة الحالي نوجه لرئيس الجمهورية نداء: إنك تستطيع أن تحقق للبلاد مخرجا آمنا قدره لك أهل السودان والتاريخ ويحول الاستقطاب الحاد لوحدة وطنية والعزلة الدولية إلى تعاون دولي”.
يأتي ذلك بعد أسبوع من إجراءات متتالية تهدف إلى التصدي لموجة لم يسبق لها مثيل من الاحتجاجات التي تهدد حكم البشير المستمر منذ ثلاثة عقود. وشملت الإجراءات إعلان حالة الطوارئ في عموم البلاد وإقالة حكام الولايات وتعيين مسؤولين عسكريين وأمنيين محلهم.
وتحدث المهدي في كلمة له أمام قيادات من حزبه بالعاصمة الخرطوم عن تقديمه حلا للسودان من أزمته عبر “كبسولة التحرير”، بحسب بيان للحزب.
وأوضح أن “كبسولة التحرير تتمثل في رفض إعلان الطوارئ ورفض عسكرة الإدارة”.
وبدأت الاحتجاجات في السودان على ارتفاع أسعار الخبز بصورة شبه يومية منذ 19 ديسمبر ثم تحولت إلى أطول تحد لحكم البشير.
وتقول السلطات إن 31 شخصا قتلوا منذ ذلك الحين، في حين تتحدث منظمة “هيومن رايتس ووتش” عن 51 قتيلا بينهم أطفال وأفراد في طواقم طبية.
وشن جهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني حملة لوأد الاحتجاجات سُجن على اثرها المئات من المتظاهرين وقادة المعارضة والناشطين والصحفيين.
وكان البشير حل الحكومة في المستويين الاتحادي والمحلي وعين 18 واليا جديدا بينهم 16 من كبار ضباط الجيش ومسؤولين أمنيين اثنين.
وانتقدت الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج وكندا فرض حالة الطوارئ ووصفتها بأنها “عودة للسودان الى الحكم العسكري”.
واعتبرت الدول الأربع في بيان مشترك أن هذه العودة “لا تخلق بيئة مساعدة لحوار سياسي جديد أو انتخابات ذات مصداقية”.
ورفض السودان البيان واعتبره “تدخلا” في شؤونه الداخلية، وقالت وزارة الخارجية السودانية إن “حالة الطوارئ لن تؤثر على حرية المواطنين وحقوقهم”.
وقاد البشير البالغ 75 عاما انقلابا سلميا عام 1989 ضد الحكومة المنتخبة ديموقراطيا برئاسة الصادق المهدي. ودعمته حينها الجبهة الإسلامية القومية بقيادة حسن الترابي الذي توفي في 2016، بعد أن أصبح من أشد معارضي للبشير.
وسبق للبشير أن أعلن حال الطوارئ في ديسمبر عام 1999، بعد الأزمة السياسية التي نتجت عن انفصاله عن الترابي.
كما انها ليست المرة الأولى التي يشهد فيها السودان تظاهرات ضد البشير، فقد حصلت تحرّكات احتجاجية ضدّه في سبتمبر عام 2013 وفي يناير عام 2017، لكن محللين يؤكدون أن التظاهرات الأخيرة هي التحدي الأخطر الذي يواجهه.
العرب