أعلنت أوروبا ودول في قارات عدة إغلاق مجالها الجوي أمام طائرات “بوينغ 373 ماكس” بعد تحطم واحدة أخرى منها في إثيوبيا الأحد، لتزيد بذلك محنة الشركة الأميركية التي خسرت أسهمها مليارات الدولارات، وتواجه واحدة من أصعب اللحظات في تاريخها.
فقد قررت هيئة الطيران المدني الأوروبية منع تحليق الفئتين “ماكس 8″، و”ماكس 9” من هذه الطائرة في أجواء الدول الأوروبية بداية من السابعة بتوقيت غرينتش من مساء اليوم.
وأكدت الهيئة في بيان تعليق جميع الرحلات الجوية لهاتين الفئتين، سواء كانت متوجهة إلى دول الاتحاد الأوروبي أو مغادرة منها، أو تقوم برحلة داخلها، بغض النظر عما إذا كان المشغلون من أوروبا أم من دول أخرى.
وقبل صدور بيان الطيران المدني الأوروبية بادرت دول أوروبية عدة باتخاذ قرارات منفردة بمنع تحليق طائرات “بوينغ 373 ماكس” في أجوائها ضمن ما وصفته بإجراء احترازي.
والدول التي اتخذت هذا الإجراء هي ألمانيا وفرنسا وآيسلندا والمملكة المتحدة وإيطاليا وهولندا، كما قررت الخطوط الجوية التركية تعليق رحلاتها التي تستخدم 12 طائرة من “بوينغ 373 ماكس” بداية من الأربعاء.
واتخذت شركات طيران في الصين وماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية والهند وأستراليا إجراءات تشمل إما وقف تحليق تلك الطائرات بالكامل أو فرض قيود صارمة على استخدامها في الرحلات.
وفي أميركا اللاتينية، صدرت قرارات مشابهة عن شركات طيران في كل من البرازيل والأرجنتين والمكسيك، كما انضمت سلطنة عمان والكويت والإمارات إلى قائمة الدول التي تعلق الرحلات التي تستخدم فيها طائرات “بوينغ 373 ماكس”.
ويأتي هذا التطور وسط مخاوف من سلامة هذا الطراز من طائرات بوينغ بما أنها تعرضت خلال أشهر قليلة لحادثين مميتين.
فقبل يومين تحطمت طائرة من طراز “ماكس 8” بعد ست دقائق تقريبا من إقلاعها من أديس أبابا في طريقها إلى نيروبي، مما أسفر عن مقتل جميع ركابها، وعددهم 157 راكبا، وتحطمت أخرى في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في إندونيسيا بعيد دقائق أيضا من إقلاعها، مما أسفر عن مقتل 189 كانوا على متنها.
في المقابل، قررت الولايات المتحدة مواصلة تشغيل هذه الطائرات، لكن وكالة الطيران الفدرالية طلبت من بوينغ إجراء تغييرات على نظام التحكم والبرمجيات بطائرتيها “ماكس 8″، و”ماكس 9” في موعد أقصاه الشهر المقبل.
في الأثناء، قالت شركة بوينغ اليوم إن لديها “ثقة تامة” في سلامة أسطول طائراتها من طراز “737 ماكس” رغم تعرض هذا الطراز لحادثين قاتلين في إثيوبيا وإندونيسيا أوقعا 346 قتيلا.
وفيما يسود الترقب للتفسير الفني لسبب تحطم هذه الطائرة بعيد إقلاعها من العاصمة الإثيوبية تواجه شركة بوينغ أحد أصعب الأوضاع المالية والتسويقية في تاريخها.
وتسببت حادثة الطائرة الإثيوبية بتدهور أسعار أسهم الشركة، إذ فقدت 13% من قيمتها الاثنين في أكبر انخفاض بأسعار أسهم الشركة منذ عقدين تقريبا.
وتشكل هذه الحادثة الجديدة تحديا كبيرا للشركة الأميركية، وقد أثارت قلق المستثمرين، وهو ما يعكسه هبوط سهمها في تداولات الاثنين.
وبينما لم يعرف بعد سبب تحطم طائرة بوينغ في إندونيسيا فإن تحطم طائرة من الطراز نفسه في إثيوبيا سلط الانتباه على خلل يمكن أن يدفع حاسوب الطائرة إلى الاعتقاد أنها على وشك الهبوط.
وبينما سارعت الخطوط الإثيوبية إلى تعليق تحليق طائراتها الأربع من هذا الطراز انضم محققون من وكالة الطيران المدني الإثيوبية إلى فريق تقني من بوينغ ومحققين أميركيين من سلطات الطيران المدني، في حين قالت وكالة الإمارات إن الهيئة العامة للطيران المدني الإماراتية تشارك بالتحقيقات.
المصدر : الجزيرة + وكالات