اتهم مسرب معلوماتٍ البيتَ الأبيض بأنه سارع إلى تأمين سجلات محادثة هاتفية طلب فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، إجراء تحقيق حول نشاط خصمه المرشح الديمقراطي البارز جو بايدن ونجله.
وأضاف المسرب أنه في الأيام التالية التي تلت المكالمة، سعى البيت الأبيض للسيطرة على أي سجلات للمحادثة، بما فيها نسخة من نص حرفي ترافق عادة المكالمات التي تتم في غرفة عمليات البيت الأبيض.
وتزامن الإفراج عن الشكوى مع إدلاء القائم بأعمال مدير الاستخبارات الوطنية بالوكالة جوزيف ماغوير بشهادته أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي.
وكان سجل المكالمة قد سلم إلى المفتش العام لوكالات الاستخبارات مايكل أتكينسون في أغسطس/آب الماضي، لكن ماغوير منع توزيعه على الكونغرس باستخدام صلاحيات منصبه.
وذكر ماغوير أن شكوى مسرب المعلومات عن مكالمة ترامب ونظيره الأوكراني تتعلق بأمور “غير مسبوقة”، وأوضح “أعتقد أن مسرب المعلومات يتصرف بحسن نية.. أعتقد أنه فعل الأمر الصحيح”، مضيفا أن هذا الشخص اتبع القانون “في كل خطوة”.
من جهته، قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف خلال جلسة استماع لشكوى مسرب المعلومات “بأن الرئيس دونالد ترامب حنث باليمين الدستوري الرئاسي”. واتهم شيف -عضو الحزب الديمقراطي- الرئيس ترامب بأنه يتصرف مثل رئيس عصابة مافيا ويحاول “ابتزاز” أوكرانيا.
من جهتها اتهمت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب وزعيمة الديمقراطيين فيه، البيت الأبيض اليوم الخميس بمحاولة التستر. وقالت ردا على سؤال حول سلوك البيت الأبيض بشأن مضمون شكوى مسرب المكالمة “هناك أفعال تعد تسترا”.
وانتقدت بيلوسي ترامب بأنه “خان يمين منصبه، والأمن القومي، ونزاهة انتخاباتنا”، وأضافت أن النص الذي أعاد البيت الأبيض ترتيبه والذي صدر هذا الأسبوع، لا يعفي الرئيس.
ينسجون القصص
في سياق متصل، اتهم الرئيس ترامب اليوم الديمقراطيين في بلاده “بنسج القصص”، قائلا إنهم يعلمون أنهم سيخسرون الانتخابات.
ونقلت شبكة “سي.أن.أن” الأميركية اليوم عن ترامب قوله -في تصريح صحفي- إن رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب آدم شيف وطاقمه “ينسجون القصص”.
وبرر الرئيس الأميركي تصرفات الديمقراطيين بأنهم “سيخسرون الانتخابات.. هم يعرفون، وهذا هو السبب لما يقومون به”، واصفا ما يفعله الديمقراطيون بأنه “وصمة عار لا ينبغي السماح بها”، وداعيا إلى إيقاف هذه المساعي.
يذكر أن التحقيق في عزل ترامب يلقى دعمًا كبيرًا من الديمقراطيين في مجلس النواب، لكن من غير المرجح أن يتم تمريره في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري المنتمي إليه ترامب.
المصدر : وكالات