سلط الكاتب بيتر أوبورن الضوء على كيفية استيلاء مجموعة حزبية صغيرة على السلطة ببريطانيا، وتحدث عن الأزمة بالبلاد قائلا إن شكل المملكة المتحدة سيتحدد لعقود قادمة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.
ويقول أوبورن في مقاله الذي نشره موقع ميدل إيست آي البريطاني إن جونسون يتعمد إظهار الازدراء لحزب المحافظين البريطاني من خلال مظهره الذي يشير إلى ازدرائه للبدلات الرمادية والزي التقليدي لحزب المحافظين وأعضاء الحزب نفسه.
ويوضح الكاتب أن جونسون يعتمد في تعزيز قضيته على دعم جيش من الصحفيين الذين يتجمهرون حوله للوصول للمعلومات، والذين يميلون إلى عدم طرح أسئلة صعبة حول أهدافه النهائية أو الأطراف التي تموله.
ويشير إلى أن شرائح كبيرة من وسائل الإعلام البريطانية تتشارك أجزاء كثيرة من أجندة جونسون المدمرة، وتتوق إلى الحصول على معلومات.
دور كامينغز
ويتولى المستشار دومينيك كامينغز -الذي يعتمد عليه جونسون تماما- مسألة حمايتهم.
ويقول الكاتب إن عصابة صغيرة داخل داونينغ ستريت هي التي تدير بريطانيا حاليا، وإنها اجتمعت خلال حملة “إجازة التصويت”، التي أدت إلى التصويت لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مضيفا أن الوزير مايكل جوف -المسؤول عن الاستعدادات للخروج دون اتفاق- يعتبر طرفا مهما في هذه القضية، وإنه بينما قد يكون جونسون هو القائد، إلا أن كامينغز هو بالتأكيد صاحب الفكرة.
ويضيف الكاتب أن حزب المحافظين الذي يقوده جونسون لم يعد كيانا متحدا، فقد حاد عن مساره وتقاليده التي تأسس عليها منذ 150 عاما، وتحول سريعا إلى حزب قومي إنجليزي يتعارض بشكل كبير مع كل ما اعتادت سياسة المحافظين الدفاع عنه في السابق.
ويقول الكاتب إن جونسون يعتبر أعضاء مجلس النواب الذين صوتوا لصالح هذا الاتفاق خونة أو متعاونين مع قوى أجنبية.
فوضى وعرقلة
وعبر جونسون خلال المؤتمر الذي انعقد قبل أيام، عن تصميمه على انسحاب بلاده من الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية الشهر الجاري، غير أنه من المتوقع أن تتسم هذه الفترة الجديدة بالفوضى، حيث تسعى بريطانيا إلى عقد اتفاقات تجارية جديدة مع الاتحاد الأوروبي، وهي عملية تتطلب سنوات وقد تؤدي إلى حالة من الفوضى وعرقلة الاقتصاد البريطاني.
ويضيف الكاتب أن رجال الأعمال في البلاد يشعرون بالخوف والفزع مما يحصل، وذلك لأن حزب المحافظين لم يعد حزب العمل التجاري، بل حزب الغضب ومشاعر السخط.
وتحدث الوزراء خلال جلسة في البرلمان البريطاني الأسبوع الماضي عن إمكانية اندلاع أحداث عنف في الشوارع في حال لم تنسحب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ويقول الكاتب إنه رغم الخلاف الحاد إزاء الخروج، فإن الشوارع البريطانية لم تشهد أي اضطرابات مدنية، مضيفا أنه يبدو أن الوزراء يرغبون في إدخال الفكرة في الخطاب الشعبي، كما لو أنهم يرغبون في إشعال فتيل العنف من أجل المضي قدما في الخروج.
تهديد وعنف
ويضيف الكاتب أن جونسون شدد على ضرورة انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك لأنها ستكون أفضل طريقة يمكن أن يتجنب بها النواب التهديد بالقتل وغيره من أشكال سوء المعاملة، إضافة إلى تجنب أحداث العنف في الشوارع.
ويقول الكاتب إنه يمكن للبرلمان منع جونسون من مغادرة الاتحاد الأوروبي دون التوصل إلى اتفاق في 31 أكتوبر/تشرين الأول الحالي، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي لا يرغب في المجازفة بإجراء انتخابات في حال فشل جونسون في التوصل إلى اتفاق.
وخلص الكاتب إلى أن بريطانيا تقترب من لحظة الذروة في أزمة انسحابها الطويلة التي بدأت حين أعلن رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون استفتاء قبل خمس سنوات، وأن شكل المملكة المتحدة سيتحدد لعقود قادمة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.
الجزيرة