اقتحم الباعة المتجولون ساحة التحرير وسط بغداد، التي يعتصم ويتظاهر فيها الآلاف يوميا، لبيع الألبسة والمأكولات والحلويات والأعلام وغيرها، وأنشأوا سوقا جديدة وسط إقبال عليهم.
الباعة المتجولون وجدوا في ساحة التحرير مصدرا جيدا للرزق، حيث يتحركون في محيطها بحيوية لتختلط أصواتهم مع الأهازيج والأناشيد التي يرددها المتظاهرون.
تمتد السوق الجديدة من ساحة النصر إلى ساحة الخلاني، ومن جسر الجمهورية إلى محطة وقود الكيلاني باتجاه الخط السريع وهي مساحة كبيرة جدا، وصل إليها البائعون من كل منطقة ومحافظة، وتحول بعضها إلى مقاه تباع فيها الأراجيل.
يقول البائع محمد حسن “أتيت أول مرة هنا في 27 من الشهر الماضي، وكنت أبيع الحلوى لكنها تجارة خاسرة، لأن كل شيء هنا من أكل يوزع مجانا، حيث يمنحه الناس المساندين للمظاهرات، فاضطررت إلى توزيع الحلوى على عائلتي والتحول إلى بيع الأعلام والإكسسوارات”.
وأضاف أن هذه التجارة مربحة في البداية لأن الآلاف يوميا يأتون إلى التحرير ويشترون الأعلام والقبعات التي تحتوي على العلم العراقي، لكن اليوم هناك اكتفاء لدى المتظاهرين بالإضافة إلى وجود العشرات من الأشخاص الذين يبيعون هذه الأعلام.
مصدر للرزق
حسن هو أحد المعتصمين الذين تركوا أعمالهم ولجأوا إلى ساحة التحرير ويحاول إلى جانب القيام بدوره مع المعتصمين القيام بعمل يدر عليه بعض المال، فيقول إنه مسؤول عن عائلة مما يتوجب عليه العمل خاصة بعد توقفه عن عمله الرئيسي للبقاء مع المتظاهرين، فيبيع بعض المواد في ساحة التحرير.
أما هاشم الربيعي، وهو أحد العاطلين عن العمل -الذين تقدر نسبتهم بأكثر من 23%- وجد فرصته في ساحة التحرير ليبيع الأغراض التي تتعلق في المنزل.
وقال الربيعي للجزيرة نت، إن ساحة التحرير مكان مميز يرمز لحب الوطن، فيوجد العديد من الأشخاص الذين يبيعون مواد مختلفة.
واعتبر الربيعي أن العمل في ساحة التحرير ممتعا في ظل انتشار الأهازيج التي تتغنى بحب الوطن وغيرها من الفعاليات التي تشهدها الساحة حتى ساعة متأخرة من الليل، خاتما حديثه “فنحن نتظاهر ونعمل في آن واحد”.
تكبد المشقة
من جهته أوضح أحمد كريم أنه يقطع مسافة طويلة للوصول بعربته يوميا إلى ساحة التحرير لبيع فاكهة الرمان، وأضاف للجزيرة نت أنه في ظل البطالة التي يعانيها وغيره من الشباب لجأ لبيع الرمان على اعتبار أنه فاكهة مميزة لدى العراقيين.
الصحفي الاقتصادي محمد ماجد البيضاني، يرى أن إنشاء سوق غير نظامية سببه قلة فرص العمل، وبالتالي ستبقى هذه السوق حتى بعد انتهاء المظاهرات.
وقال البيضاني للجزيرة نت إن ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها تعتبر مركزا تجاريا مهما، وبالتالي حصول هؤلاء الشباب على أماكن لبيع بضائعهم سيجعلهم يبقون ومن الصعب إزالتهم من قبل أمانة بغداد.
وأكد أن انتشار الأسواق العشوائية في أماكن التظاهر جاء نتيجة عجز الاقتصاد عن خلق وظائف جديدة للشباب، خصوصا أن الغالبية منهم من خريجي الكليات.
وحذر من أن تأخر الحكومة في الاستجابة لمطالب المتظاهرين سيضر كثيرا بالاقتصاد العراقي نتيجة توقف معظم الأعمال، وهو ما يهدد بزيادة البطالة المرتفعة أصلا، لافتا إلى أن غالبية الشركات الناشئة توقفت عن العمل بسبب توقف الشركات الكبيرة عن العمل.
المصدر : الجزيرة