خلال مطلع العام الماضي، كانت الجمهورية الإيرانية تُصنّف ضمن قائمة الدّول الدّاعمة للإرهاب والجماعات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط. وكانت الدّول العظمى وبشكل مبطّن تسعى لإقحام تركيا أيضًا ضمن هذه القائمة. ومع التوصل إلى اتفاقٍ يقضي بتخلّي إيران عن برنامجها النووي، تمّ رفع العقوبات الاقتصادية عن هذا البلد وأصبحت إيران مركز جذب من قِبل العديد من الأنظمة العالمية الكبرى.
بدأت الدّول الكبرى الآن تتسابق فيما بينها من أجل الظفر في الاستثمار بمختلف القطاعات في إيران. أمّا الدّولة التركية فقد انشغلت خلال هذه الفترة بمشاكلها الداخلية وفوتت على نفسها العديد من الفرص الاستثمارية في إيران. لكننا الآن نواجه خطرًا أكبر، وهو أنّ بعض القوى العالمية تسعى لصبغ تركيا بصبغة الدّولة الداعمة للإرهاب، بعد أن تخلّصت إيران من هذه الصبغة عبر الاتفاق النووي التي أبرمتها مع دول الـ (5+1).
فالإعلام العالمي وبعض وسائل الإعلام الداخلية المساندة لها، تسعى جاهدةً لإظهار الدّولة التركية على أنها ترعى الإرهاب والجماعات الإرهابية داخل أراضيها وتمدّ يد العون للمجموعات الإرهابية الناشطة في منطقة الشرق الأوسط. فهذه الوسائل لا تكفّ عن الافتراءات التي تفيد بقيام الدّولة التركية بدعم الإرهابيين الذين نفذوا عملية سوروج الأخيرة التي أودت بحياة 32 مواطنًا تركيًا.
الغريب في الامر أنّ هؤلاء يقوم بهذه المحاولات وبشكل منظّم على الرغم من أنهم يعلمون أن الدّولة التركية تتصدّر دول العالم من حيث المعانة من جرائم الإرهاب والجماعات الإرهابية. فعلى الرغم من كل محاولات تركيا للقضاء على الإرهاب، فإنّ هذه الوسائل لا تكف عن إصدار مثل هذه الادعاءات.
إنّ هذه المحاولات ليست بجديدة، فالكلّ يذكر كيف قامت هذه الوسائل خلال أحداث 17-25 كانون الثاني/ ديسمبر عام 2013، بمحاولة القضاء على (خلق بنك) الحكومية بحجّة قيام هذا البنك بالتوسط بين تركيا وإيران في المجال التجاري. ففي تلك الفترة قام عدد من من أعضاء الكونغريس الأمريكي بتوجيه تهم بمساندة الإرهاب ضدّ الدولة التركية بحجة تعامل البنك المذكور مع إيران والصين والهند.
وإلى جانب وسائل الإعلام العالمية، فإنّ تجّار السلاح في العالم يحاولون أيضًا صبغ تركيا بصبغة الدّولة الداعمة للارهاب. فلا ننسى ما قاله رئيس مجلس إدارة إحدى شركات تصنيع الأسلحة قبل 4 أعوام: “ستضطر إلى إبعاد ثلاثمئة عامل من الشركة في حال عدم نشوب حرب في القريب العاجل”.
يبدو أنّ محاولات زعزعة الاستقرار في الداخل التركي قد بدأت فعليًا.
ترك برس