البحرية الأميركية تصادر أجزاء صواريخ إيرانية مرسلة للحوثيين

البحرية الأميركية تصادر أجزاء صواريخ إيرانية مرسلة للحوثيين


واشنطن – قال مسؤولون أميركيون إن سفينة تابعة للبحرية الأميركية صادرت أجزاء متطورة من صواريخ إيرانية موجهة ـ من قارب أوقفته في بحر العرب ـ يشتبه أنها كانت مرسلة إلى الحوثيين في اليمن وذلك في الوقت الذي تضغط فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب على طهران للحد من أنشطتها الإقليمية.

وتتهم الولايات المتحدة إيران بتهريب الأسلحة بشكل غير قانوني إلى الحوثيين الذين يقاتلون الحكومة اليمنية، وصادرت أسلحة بكميات أصغر وأقل تطورًا أثناء عبورها.

وقال مسؤولون أميركيون تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هوياتهم إن مدمرة الصواريخ الموجهة فورست شيرمان احتجزت قاربا صغيرا الأسبوع الماضي قبل أن تعتليه مفرزة من خفر السواحل وتعثر على أجزاء الصواريخ.

وأضاف المسؤولون أن طاقم القارب الصغير نُقل إلى خفر السواحل اليمني وأن أجزاء الصواريخ في حيازة الولايات المتحدة حاليا.

وقال أحد المسؤولين إنه طبقا للمعلومات الأولية فإن الأسلحة كانت متجهة للمقاتلين الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

وخلال السنوات الأخيرة اعترضت سفن حربية أميركية وصادرت أسلحة إيرانية كانت متجهة على الأرجح للمقاتلين الحوثيين. وقال المسؤول إن الاختلاف هذه المرة يتمثل في طبيعة الأجزاء.

وبموجب قرار للأمم المتحدة فإنه يحظر على طهران تقديم أو بيع أو نقل أسلحة خارج البلاد ما لم تحصل على موافقة من مجلس الأمن. ويحظر قرار منفصل للأمم المتحدة بشأن اليمن تقديم أسلحة لقادة الحوثيين.

وتصاعدت حدة التوتر في الخليج منذ الهجمات التي استهدفت ناقلات نفط هذا الصيف منها هجوم قبالة ساحل دولة الإمارات وهجوم كبير على منشآت للطاقة في السعودية. واتهمت واشنطن إيران بالمسؤولية عن تلك الهجمات وهو ما نفته طهران.

ويبدو أن إيران لا تتوقف عن سلوكها العدائي وتهديد أمن المنطقة بما في ذلك سلامة الملاحة الدولية في الخليج، حيث أفادت وسائل إعلام نقلا عن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الأربعاء، بوجود أدلة جديدة عن تهديد إيراني للقوات والمصالح الأميركية في الشرق الأوسط في المستقبل.

واتخذت واشنطن العديد من التدابير من ذلك نشرها آلافا آخرين من العسكريين والعتاد، بما يشمل القاذفات، في الشرق الأوسط ليكون ذلك عامل ردع في مواجهة ما تصفه واشنطن بسلوك إيران الاستفزازي.

وأشار رئيس العمليات العسكرية الأميركية في الشرق الأوسط مؤخرا إلى أن الولايات المتحدة تتوقع نوعا من العمل الإيراني ردا على العقوبات والضغوط الأميركية، التي تحاول حمل النظام على التخلي عن برنامجه النووي.

وقال أحد المسؤولين إن جزءا من هذه المخاوف يتعلق بالأنشطة الإيرانية داخل العراق الذي يشهد احتجاجات مناهضة للحكومة.

وذكر مسؤولو استخبارات أميركيون أن إيران استغلت حالة الفوضى الحالية في العراق لبناء ترسانة سرية من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى في البلاد، ضمن جهود موسعة لزعزعة استقرار الشرق الأوسط وبسط نفوذها.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن المسؤولين، الذين لم تكشف عن هويتهم، أن تلك الصواريخ تشكل تهديدا لحلفاء الولايات المتحدة وشركائها في المنطقة، وقد تعرض القوات الأميركية للخطر.

وأوضح المسؤولون أن إيران “تنخرط في حرب خفية وتضرب دولا في الشرق الأوسط لكنها تخفي أصل تلك الهجمات لتقليل فرص إثارة رد أو تصعيد القتال”.

ولم يحدد المسؤولون نوعية الصواريخ التي يقولون إن إيران نقلتها للعراق، إلا أنهم قالوا إنها صواريخ ربما يزيد مداها على 600 ميل، ما يعني إمكانية وصولها إلى القدس إذا أطلقت من بغداد.

وتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بشكل مطرد منذ وصول الرئيس الجمهوري دونالد ترامب إلى الببت الأبيض، ولا سيما مع انسحاب واشنطن بشكل أحادي من الاتفاق النووي المبرم بين طهران والدول الست الكبرى وفرضها عقوبات اقتصادية شديدة مجددا على الجمهورية الإسلامية.

وأكد الرئيس الإيراني حسن روحاني الأربعاء أن بلاده لا تزال مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة، إذا رفعت واشنطن العقوبات عنها.

لكن هذا الحوار الأميركي الإيراني وفي حال حصوله لن يتخذ طابعاً ثنائياً مباشرا، إذ شدد روحاني على أن أي اجتماع محتمل مع واشنطن سيتم في إطار متعدد الأطراف حصراً.

وتتزامن التصريحات الأميركية مع احتجاجات على ارتفاع أسعار البنزين في إيران امتدت على مدى أسابيع وشاب بعضها العنف.

وسرعان ما امتدت الاضطرابات، التي بدأت في 15 نوفمبر بعد أن رفعت الحكومة فجأة أسعار الوقود بنسبة تصل إلى 300 بالمئة، إلى أكثر من 100 مدينة وبلدة وأخذت بعدا سياسيا مع مطالبة الشبان والمتظاهرين الذين ينتمون للطبقة العاملة بتنحي النخبة الدينية الحاكمة.

وألقى رجال الدين الذين يحكمون إيران باللوم على “بلطجية” تربطهم صلات بمعارضين في المنفى والأعداء الخارجيين الرئيسيين للبلاد.

 

العرب