أفاد مراسل الجزيرة بأن المنطقة الخضراء في العاصمة العراقية بغداد تعرضت بعد منتصف الليل بقليل إلى هجوم بصواريخ الكاتيوشا، في حين قتل ثلاثة أشخاص على الأقل وجرح نحو 100 آخرين في مظاهرات غاضبة شهدتها بغداد وعدد من محافظات الوسط والجنوب مساء أمس الاثنين.
وقال المراسل إنه لم تسجل إصابات في القصف الصاروخي، ولم يتم التأكد من طبيعة الأهداف التي استهدفتها الصواريخ في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين، التي تضم سفارات غربية وعربية إضافة إلى مقرات العديد من المؤسسات الحكومية.
ونقلت وكالة رويترز عن مصادر قولها إن الصواريخ الثلاثة أطلقت من منطقة الزعفرانية خارج بغداد، مضيفة أن صاروخين منها سقطا قرب السفارة الأميركية.
من جهتها ذكرت خلية الإعلام الأمني في قيادة العمليات المشتركة العراقية في بيان أن ثلاثة صواريخ من نوع “كاتيوشا” سقطت في محيط المنطقة الخضراء قرب مبنى السفارة الأميركية.
وأفادت مصادر أمنية عراقية بأن الصواريخ لم تسفر عن وقوع إصابات، وقالت إنها انطلقت من مناطق جنوبي بغداد.
وهذا رابع هجوم من نوعه منذ مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في ضربة جوية أميركية قرب مطار بغداد يوم 3 يناير/كانون الثاني الجاري.
وردت إيران بعدها بخمسة أيام بإطلاق صواريخ باليستية على قاعدتين عسكريتين تستضيفان جنودا أميركيين في شمالي وغربي العراق.
وتتهم واشنطن كتائب “حزب الله” العراقي التي تمولها وتدربها إيران، بالوقوف وراء الهجمات الصاروخية على السفارة وقواعد عسكرية عراقية تستضيف جنودا أميركيين.
ولم تنف أو تؤكد الكتائب هذه الاتهامات. وفي أعقاب اغتيال سليماني والمهندس، دعت الكتائب القوات العراقية إلى الابتعاد عن مواقع وجود القوات الأميركية مسافة ألف متر.
وأثارت المواجهة العسكرية الأميركية الإيرانية غضبا شعبيا وحكوميا واسعا في العراق، وسط مخاوف من تحول البلد إلى ساحة نزاع مفتوحة بين الولات المتحدة وإيران، وذلك قبل أن تتراجع حدة التوتر في الأيام القليلة الماضية.
من جهة أخرى، قتل 3 متظاهرين وأصيب 20 آخرون في مدينة الناصرية إثر مواجهات مع قوات الأمن أمس الاثنين، مع انتهاء مهلة كانوا حددوها للسلطات لتنفيذ إصلاحات يطالبون بها منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وتشهد البلاد احتجاجات مطلبية منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وقد أمهل المتظاهرون الحكومة الاثنين الماضي أسبوعا واحدا لتنفيذ الإصلاحات وإلا فالتصعيد.
ويطالب المحتجون بانتخابات تشريعية مبكرة استنادا إلى قانون انتخابي جديد، واختيار رئيس وزراء مستقل، ومحاسبة المسؤولين الفاسدين.
وأعلن الجيش في بيان أنه اعتقل 9 متظاهرين، وأعاد فتح الطريق الرئيسية في العاصمة.
وأسفرت أعمال العنف التي شهدتها المظاهرات في أنحاء البلاد عن مقتل نحو 460 شخصا غالبيتهم من المحتجين، وإصابة أكثر من 25 ألفا بجروح.
المصدر : الجزيرة + وكالات