تواصل القوات العراقية محاولات السيطرة على ساحات التظاهر في المدن العراقية من خلال إطلاق متقطع للرصاص الحي والغاز المسيل للدموع، في محاولة لتطويق الغضب الشعبي المتزايد في البلاد.
وأفاد شهود عيان الثلاثاء بمقتل متظاهر وإصابة أربعة آخرين جراء إطلاق القوات العراقية الرصاص الحي على متظاهرين حاولوا الوصول إلى مبنى محافظة كربلاء (118 كلم جنوب بغداد).
وقال الشهود إن “القوات الأمنية أطلقت الرصاص على متظاهرين حاولوا الوصول إلى مبنى محافظة كربلاء، ما تسبب في مقتل متظاهر وإصابة نحو أربعة آخرين بجروح”.
وتتواصل الثلاثاء الاحتجاجات في عدة المحافظات العراقية، وأفاد شهود عيان بأن عدة محافظات شهدت اضطرابات أمنية وإغلاق طرق وجسور وإضرام نيران في الاطارات وتوقف الدراسة في عدد من المدارس والجامعات وسط انتشار أمني كبير.
ويعيش العراق فراغًا دستوريًا منذ انتهاء المهلة أمام رئيس الجمهورية لتكليف مرشح لتشكيل الحكومة، في 16 ديسمبر الماضي، جراء خلافات عميقة بين القوى السياسية.
وأجبر المحتجون حكومة عادل عبدالمهدي على الاستقالة، في الأول من ديسمبر الماضي، ويطالبون بتكليف شخصية مستقلة نزيه لتشكيل حكومة من مختصين غير حزبيين، تمهيدًا لانتخابات مبكرة، ومحاسبة قتلة المحتجين، ورحيل ومحاسبة كل النخبة السياسية الحاكمة منذ 2003، والمتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، إضافة إلى تحجيم النفوذ الإيراني في البلاد.
وتأتي الاضطرابات الأمنية في بغداد والمحافظات الأخرى في الوقت الذي تشهد القوى السياسية في العراق حراكا سياسيا لحسم تسمية مرشح لتشكيل الحكومة من بين مجموعة من الأسماء يجري تداولها في كواليس المفاوضات فيما أعلن المرشح محمد توفيق علاوي الانسحاب من ماراثون التنافس.
تظاهرات لا تنتهي
تظاهرات لا تنتهي
وفيما الغموض يلف هوية المرشح لرئاسة الحكومة، يصعد المتظاهرون من احتجاجاتهم في بغداد والمحافظات الجنوبية، في إطار مواصلة الضغط حتى تنفيذ مطالبهم.
وقال الشهود إن القوات الأمنية في محافظة البصرة أرسلت تعزيزات أمنية مكثفة إلى الطرق والتقاطعات منذ ساعات الصباح الباكر توزعت بصورة كبيرة جدا على جميع الطرق، وقامت بإزالة خيم المتظاهرين وإعادتهم إلى ساحة البحرية حيث مكان التظاهر المركزي فيما لايزال طلبة جامعة البصرة معتصمين.
وذكر الشهود أنه جرى الثلاثاء إعادة فتح الطرق المؤدية إلى المنشآت النفطية وحقول الانتاج والمنشآت الصناعية ومينائي الزبير وأم قصر، أمام حركة المواطنين.
وأشاروا إلى أن الهدوء يسود محافظة ذي قار وخاصة في شوارع مدينة الناصرية و مراكز الاقضية و النواحي ، وأن الجسور الرئيسية مفتوحة في الناصرية، عدا جسري الحضارات والزيتون، مع استمرار المتظاهرين بقطع الطريق الدولي الرابط بين الناصرية و بغداد.
وشهدت محافظة ميسان الثلاثاء إغلاق الدوائر الحكومية وتعطيل الدوام في الكليات والمدارس وإغلاق الطرق الخارجية للمحافظة واستمرار التظاهرات في المكان المخصص للتظاهر بالمحافظة ، فيما شهدت محافظة المثنى في ساعات الصباح الأولى حرق الإطارات بالتقاطعات الرئيسية والشوارع في منطقة القشلة حيث ارتفعت سحب الدخان الكثيف في مناطق مختلفة.
وأعلنت محافظ بابل تعطيل الدوام الرسمي فيما خرج المئات من طلاب الجامعات في مظاهرات شعبية للتعبير عن دعم مطالب المتظاهرين في تسمية مرشح للحكومة الجديدة .
ومازال حقل الأحدب النفطي في محافظة واسط مغلقا فضلا عن إغلاق عدد من الطرق والشوارع والتقاطعات المرورية وانتشار واسع للمتظاهرين.
صحيفة العرب