نشر موقع “أويل برايس” مقالا لسيرل ويدرشوفين قال فيه إن ليبيا تواجه اليوم حربا جديدة على النفط. وأشار فيه إلى إغلاق المقاتلين والقبائل الموالية للجنرال خليفة حفتر انتاج النفط في حقلي الفيل والشرارة ومنعت نقل النفط الخام إلى ميناء الزاوية.
وينتج الحقلان ما بين 70.00 و300.000 برميل نفط في اليوم، ويعتبران الحقلان الرئيسيان لإنتاج النفط.
وهاجم حلفاء حفتر حقول النفط، في وقت اجتمعت فيه فرنسا وألمانيا وروسيا وتركيا وعدد آخر من الدول في برلين لمناقشة فرص الاتفاق على وقف لإطلاق النار بين حكومة الوفاق الوطني في طرابلس التي تدعمها الأمم المتحدة، وما يسمى الجيش الوطني الليبي الذي تدعمه مصر والتابع لحفتر. ولا يعد إغلاق الشرارة والفيل هو التحرك الوحيد الذي عطل من عمليات تصدير النفط، فقد أعلنت شركة النفط الليبية في الفترة الأخيرة عن ظروف قاهرة منعت تصدير النفط من البريقة وراس لانوف والحريقة والزويتينة وسدرة.
وجاء الإعلان بعد أمر قوات حفتر وحدات حماية المنشآت النفطية وقف التصدير عبر هذه الموانئ. وأدى وقف التصدير من شرق البلاد إلى توقف تصدير 800.000 برميل نفط مما يعني أن تصدير قدرة التصدير الباقية هي 60.000 برميل من الحجم الإجمالي اليومي وهو 1.3 مليون برميل في اليوم والذي أنتجه البلد في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019.
ويقول الكاتب إن تحرك القوات الموالية لحفتر لم يكن مفاجئا في ظل سيطرتها على حقول النفط في الأشهر الأخيرة. وحذرت حكومة الوفاق الوطني من انهيار الاقتصاد، ما يجبر الشركات الأجنبية على الرحيل.
وفي مؤتمر برلين اتهم مسؤولو حكومة الوفاق الوطني بعض الدول المنتجة للنفط وإن بطريقة غير مباشرة بالاستفادة من الوضع الحالي.
ويمكن ربط تصريحات الحكومة في طرابلس بدعم كل من الإمارات العربية المتحدة والسعودية وروسيا لحفتر.
ويرى الكاتب أن تحرك حفتر لزيادة الضغط على حكومة فائز السراج هو أكبر قيد على مخرجات مؤتمر برلين حول ليبيا خاصة البيانات المتعلقة بتطبيق وقف إطلاق النار وتنفيذ الحظر على وصول السلاح لطرفي النزاع والمجلس الذي أطلق عليه خمسة زائد خمسة، وهو مجلس مكونة من عشرة أفراد كخطوة لوصول المراقبين الدوليين. إلا أن الواقع على الأرض مختلف؛ لأن الأزمة مستمرة في التصعيد في وقت لم يظهر فيه اللاعبون على المسرح الليبي اهتماما بتغيير استراتيجيتهم.
ويشعر حلفاء حفتر بالقلق من التدخل التركي المفاجئ في ليبيا ودعمها العسكري لحكومة الوفاق الوطني. وأدى دخول تركيا لوضع كل من مصر والإمارات وبعض الدولة الأوروبية إلى جانب حفتر. ولن تسمح دول شمال أفريقيا مثل مصر والجزائر لتركيا بتوسيع منافعها الاقتصادية في ليبيا.
ومن خلال تهديد شريان الحياة للسراج وهو النفط، فقد زاد داعمو حفتر من الرهانات، فالإمارات ومصر وحتى روسيا ليست راضية عن المحور التركي- الوفاق الوطني وهو يوسع مواقعه للاستفادة من موارد النفط.
وتعقد الوضع الليبي من خلال التطورات الأخيرة في شرق المتوسط. فهذه المنطقة تقف على حافة النزاع منذ توقيع تركيا وطرابلس اتفاقية ترسيم المناطق البحرية أو ما عرفت بالمنطقة الاقتصادية الخالصة والجرف القاري الذي قسم شرق المتوسط إلى محورين مما فرق ما يعرف بمنبر غاز شرق المتوسط الذي يضم مصر واليونان وقبرص وإسرائيل والذي تم تشكيله لتقوية التعاون الاقتصادي والعسكري والسياسي. كما أن رغبة إيطاليا وفرنسا بالانضمام لهذا المحور والتعاون المتزايد العسكري والقوات البحرية بين هذه الدولة قد تحفز مواجهة مع أنقرة.
ويرى الكاتب أن مؤتمر برلين لن يؤدي إلى نتائج. وهناك نزاعان يتخمران بسبب تركيا، حيث أصبح الوضع في شرق المتوسط وليبيا مترابطين.
وبدون حل أي واحد منهما فإن السوق النفطي العالمي سيتأثر. ففي الوقت الذي يظل فيه أثر تراجع تصدير النفط على السوق العالمي صغيرا إلا أن استمرار تشويش عمليات التصدير ستؤثر بالتأكيد على أسعار النفط الخام.
ونزاع مفتوح لن يضرب النفط الليبي، ولكن عمليات الملاحة البحرية والبنى التحتية للغاز بشكل يترك مشاكل عميقة على أوروبا. فنزاع في الحديقة الخلفية لثاني كتلة اقتصادية في العالم لن يكون نذير خير للطلب على الطاقة العالمية.
القدس العربي