موسكو- أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الخميس، مقتل نحو 40 جنديا سوريا، وإصابة 80 آخرين، في هجوم مسلح بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا.
وذكرت الوزارة أن فصائل مسلحة استهدفت جنودا في جيش النظام السوري في إدلب وأوقعت قتلى من الطرفين.
وكان مسلحون قد قاموا بتفجير عربات مفخخة لاختراق نقاط تمركز للجيش في إدلب “تحت غطاء ناري كثيف”.
حيث شارك نحو 200 مسلح في الهجوم على مواقع متقدمة للجيش السوري الأربعاء، قتل خلاله قرابة الـ50 شخصا من المشاركين في الهجوم.
وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) على الجزء الأكبر من محافظة إدلب ومناطق محاذية لها في غرب حلب وشمال اللاذقية وشمال حماة، كما تنتشر فيها فصائل أخرى أقل نفوذاً.
وتمكن المسلحون، عبر استخدام مختلف أنواع الأسلحة ومن ضمنها العربات المفخخة، وتحت غطاء ناري كثيف، من اختراق بعض نقاط تمركز الجيش التي أعادت انتشارها، مع تواصل الاشتباكات في المنطقة.
وأكد مصدر عسكري أن التنظيمات المسلحة أقدمت فجر الخميس على تصعيد ميداني جديد عبر هجوم عنيف نفذه مسلحو جبهة النصرة الذين تم الزج بأعداد كبيرة منهم باتجاه القوات المتمركزة في جنوب وجنوب شرق إدلب.
وأضاف أن المسلحين تمكنوا من اختراق بعض نقاط تمركز الجيش التي أعادت انتشارها، وأشار إلى أن الاشتباكات لا تزال مستمرة مع عناصر جبهة النصرة وبقية التنظيمات المسلحة على امتداد خطوط التماس.
كما ذكرت قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا، عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، أن قوات النظام السوري فقدت صباح الخميس عدة مناطق شرق إدلب لصالح التنظيمات المسلحة، إضافة إلى عشرات العناصر إثر هجوم شنه مسلحو جبهة النصرة.
وأكدت القاعدة أن التنظيمات المسلحة تمكنت من إخراج قوات الأسد من منطقتين سكنيتين شرق إدلب.
على الجانب الآخر، قال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير المعارضة المسلحة إن “فصائل المعارضة تصدت لهجوم ومحاولات تسلل شنتها القوات الحكومية على عدة جبهات في ريفي إدلب الشرقي وحماة الشمالي الغربي”.
وأكد أن قوات الأسد حاولت التسلل إلى المواقع الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة، وقُتل وجرح منهم العشرات، وانسحبوا إلى المواقع التي انطلقوا منها.
وقالت الجبهة، في بيان، إن “مقاتليها تمكنوا من التصدي مساء الأربعاء لمحاولة تسلل قوات النظام باتجاه قرية جسر بيت الراس منطلقة من نقاط تمركزها في قرية الحويز غرب حماة، وقتل وجرح عددٌ من عناصرهم”.
وصعدت قوات النظام وحليفتها روسيا منذ ديسمبر عملياتها في المنطقة وتحديداً في ريف إدلب الجنوبي، ما دفع نحو 350 ألف شخص إلى النزوح باتجاه مناطق شمالاً أكثر أمناً، وفق الأمم المتحدة.
وبعد أسابيع من القصف العنيف، أعلنت روسيا في التاسع من الشهر الحالي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أكدته تركيا لاحقاً، إلا أنه لم يستمر سوى لبضعة أيام فقط. وتُكرر دمشق نيتها استعادة كامل إدلب ومحيطها.
ومنذ سيطرة الفصائل الجهادية والمقاتلة على كامل المحافظة في العام 2015، تصعد قوات النظام بدعم روسي قصفها للمحافظة أو تشن هجمات برية تحقق فيها تقدماً وتنتهي عادة بالتوصل الى اتفاقات هدنة ترعاها روسيا وتركيا.
وسيطرت قوات النظام خلال هجوم استمر أربعة أشهر وانتهى بهدنة في نهاية أغسطس على مناطق واسعة في ريف المحافظة الجنوبي، أبرزها بلدة خان شيخون الواقعة على الطريق الدولي الذي يربط مدينة حلب بالعاصمة دمشق.
العرب