قتل متظاهران بالرصاص الحي أمس الأحد في مواجهات بين محتجين وقوات الأمن العراقي بالعاصمة بغداد، بينما جرح شخص واحد على الأقل في هجوم صاروخي استهدف مساء أمس المنطقة الخضراء، وطال مطعما داخل مجمع السفارة الأميركية.
ونقلت وكالة الأناضول عن مصدر طبي وناشط في الحراك الشعبي قوله إن متظاهرا ثانيا قتل مساء الأحد برصاص قوات الأمن وسط بغداد، مضيفا أن المتظاهر قتل جراء تلقيه إصابة بمنطقة الرأس في ساحة الوثبة وسط العاصمة.
وأضاف المصدر الطبي الذي فضل عدم نشر اسمه، أن عدد المصابين جراء الرصاص الحي وحالات الاختناق بالغاز المدمع ارتفع إلى 33 متظاهرا.
وتحاول قوات الأمن التقدم صوب ساحة الخلاني الواقعة بين ساحتي الوثبة والتحرير، في مسعى لإعادة فتح جسر السنك القريب الذي أغلقه المحتجون. وتدور المواجهات بين المتظاهرين وأفراد الأمن منذ صباح أمس في ساحة الوثبة.
وفي وقت سابق الأحد، أعلنت مفوضية حقوق الإنسان (رسمية مرتبطة بالبرلمان) عن مقتل 12 متظاهرا في بغداد ومحافظة ذي قار جنوبي البلاد يومي أمس وأول أمس.
عودة الاحتجاجات
وشهدت مدن عراقية عدة أمس عودة قوية للمظاهرات في ساحات الاعتصام، ووقوع صدامات بين قوى الأمن والمتظاهرين. ففي محافظة ذي قار، أصيب أكثر من 80 متظاهرا في مدينة الناصرية (مركز المحافظة) بعدما حاولت الشرطة فتح تقاطع البهو الذي أغلقه محتجون صباح الأحد.
كما قالت مصادر محلية في ذي قار إن متظاهرين تمكنوا من إبعاد قوات فض الشغب من جسر النصر، وعبروا الجسر المؤدي إلى منطقة الشامية، حيث توجد مقار أمنية وحكومية مهمة.
واستخدمت قوات الأمن الرصاص الحي في التصدي للمتظاهرين ومحاولة تفريقهم من الشوارع المحيطة بساحة الحبوبي المركزية في مدينة الناصرية. وقد هاجمت مجموعات مسلحة الساحة وأحرقت خيام المعتصمين.
واتجهت قوات الأمن نحو التصعيد منذ السبت الماضي باقتحام ساحات اعتصام في بغداد وذي قار والبصرة ومحافظات أخرى، مستخدمة العنف المفرط بما فيه إطلاق الرصاص الحي، في تحرك مفاجئ جاء بعد ساعات من انسحاب أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من الساحات.
السفارة الأميركية
من جانب آخر، أصيب شخص واحد على الأقل بجروح جراء سقوط ثلاثة صواريخ كاتيوشا من أصل خمسة استهدفت مساء أمس المنطقة الخضراء شديدة التحصين.
وأكد مسؤولون أميركيون لشبكات تلفزيون أميركية أن قاعة طعام داخل مجمع السفارة الأميركية في بغداد تعرضت لأضرار بعد إطلاق نحو خمسة صواريخ على المنطقة الخضراء، أصابت ثلاثة منها مجمع السفارة.
وقد شجب رئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبد المهدي استهداف السفارة الأميركية، وأمر باعتقال من أطلق الصواريخ حتى ينال جزاءه أمام القضاء.
ونبه عبد المهدي الى أن ما وصفه بالتصرف الانفرادي غير المسؤول يحمّل البلاد كلها تداعياته الخطيرة، ويضر بمصالحها العليا وعلاقاتها الخارجية وقد يحولها إلى ساحة حرب.
وقال إنه أصدر توجيهاته إلى القوات الأمنية للبحث والتحري لمنع تكرار مثل هذا الاعتداءات، مؤكدا أن الحكومة العراقية ملتزمة بحماية جميع البعثات الدبلوماسية، وتتخذ كل الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك وفق القانون.
وكانت السفارة الأميركية في بغداد قد تعرضت لهجمات صاروخية متكررة خلال الفترة الأخيرة، لكنها المرة الأولى التي تسقط فيها الصواريخ داخل مجمع السفارة.
المصدر : الجزيرة + وكالات