أطلقت قوات الأمن العراقية الرصاص الحي وقنابل الغاز المدمع لتفريق مئات المتظاهرين في بغداد ومدينة الكوت، بالتزامن مع إطلاق محتجي النجف مهلة للسلطات لتنفيذ المطالب، في حين تواصلت الاحتجاجات في المحافظات الأخرى وسط وجنوب البلاد، للمطالبة بالإصلاحات السياسية والاقتصادية الشاملة ومحاربة الفساد.
وقال مصدر طبي في دائرة صحة بغداد، إن تسعة متظاهرين على الأقل أصيبوا بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المدمع وسط العاصمة العراقية.
وتحدث شهود عيان عن استمرار المواجهات في ساحة الخلاني والمناطق المحيطة بها وصولا إلى “ساحة الوثبة” لليوم الرابع على التوالي، مشيرين إلى عدم تسجيل إصابات الثلاثاء.
وكانت قيادة عمليات بغداد، قالت في وقت سابق إن سبعة من عناصر الشرطة أصيبوا نتيجة إلقاء مجهولين كانوا بين المتظاهرين قنبلة يدوية في المنطقة الواقعة بين ساحتي الخلاني والوثبة.
وفي الكوت مركز محافظة واسط جنوب بغداد، أصيب 15 متظاهرا بحالات اختناق بالغاز المدمع وسط المدينة، وفق ما أفاد به مصدر طبي.
وقال متحدث بسام الشرطة إن مواجهات عنيفة تشهدها مناطق وسط الكوت بين المتظاهرين وقوات الأمن، مشيرا إلى أن المتظاهرين حاولوا إغلاق عدة شوارع رئيسية وسط المدينة إلا أن قوات الأمن تحاول تفريقهم بقنابل الغاز وخراطيم المياه وكذلك إطلاق الرصاص الحي في الهواء.
مهلة النجف
وفي مدينة النجف، أمهل المحتجون السلطات حتى السبت المقبل، للاستجابة لمطالبهم أو سيعمدون لتصعيد الاحتجاجات.
وذكر بيان صادر عن المحتجين المعتصمين وسط النجف أن مطالبهم تتضمن “اختيار رئيس وزراء ليس محل جدل، وحسم قانون الانتخابات الجديد والمصادقة عليه، وتحديد موعد للانتخابات المبكرة على أن لا يتعدى ستة أشهر”.
وقال المحتجون إنهم سيعمدون بحلول السبت إلى تصعيد الاحتجاجات عبر “إغلاق الطرق الخارجية للمحافظة، وإغلاق جميع الدوائر غير الخدمية، ومنع دخول أعضاء مجلس النواب إلى المحافظة لدورهم السلبي في التسويف والمماطلة”.
وذكر البيان أنه “إذا ما تم الاستمرار بالتسويف والمماطلة، سيلجأ المعتصمون إلى طرق تصعيدية أكثر شدة على السلطات”.
ومنذ السبت، تشن قوات الأمن العراقية حملة منسقة لتفريق المتظاهرين في ساحات يعتصمون بها منذ أشهر في مسعى لإنهاء الاحتجاجات، وذلك باستخدام القوة وإطلاق الرصاص الحي ما أدى لمقتل وإصابة العشرات.
وتعتبر التطورات الأخيرة تصعيدا واسعا في الاحتجاجات المناهضة للحكومة والتي اندلعت مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتخللتها أعمال عنف خلفت مئات القتلى وآلاف الجرحى.
المصدر : وكالات