بعد تبرئة ترامب.. تراشق متبادل وجدل مستمر

بعد تبرئة ترامب.. تراشق متبادل وجدل مستمر

تتساءل الدوائر المعنية في واشنطن عما بعد انتهاء محاكمة مجلس الشيوخ للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي برّأته من تهمتي استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس.

ودفعت البراءة بترامب ليصبح الرئيس الأول الذي يدخل انتخابات رئاسية بعد محاكمة برلمانية بهدف عزله.

وقالت حملة ترامب في بيان وصل للجزيرة نت “تمت تبرئة ساحة الرئيس ترامب تماما، وحان الآن وقت الاهتمام بشؤون الأميركيين. لم يستطع الديمقراطيون الذين لا يفعلون شيئا أن يهزموه في الانتخابات، فحاولوا عزله”.

بدوره، نشر ترامب مقطع فيديو في تغريدة له مازحا، إذ يشير إلى أنه سيخوض سباق الانتخابات الرئاسية لمدد غير محدودة تتخطى الفترتين المسموح بهما دستوريا، حال فوزه في الانتخابات القادمة.

وعزا مدرس الموسيقى بأحد مدارس واشنطن الثانوية دان ديجز -في حديثه للجزيرة نت- سلوك ترامب إلى اعتقاده أن ذلك يهز ثقة الديمقراطيين بحزبهم وبمرشحيهم للرئاسة، خاصة عقب تبرئته ووقوع فضيحة انتخا بات
تراشق متبادل
ولم يترك تصويت مجلس الشيوخ بتبرئة ترامب وما سبقها من خطاب حالة الاتحاد، واشنطن إلا أكثر انقساما، وعلى مرأى ملايين المشاهدين الأميركيين، رفض ترامب مصافحة رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي قبل بدء كلمته، ومن جانبها مزقت بيلوسي النسخة الورقية من خطاب ترامب التي أعطاها إياها فور انتهاء الخطاب.
اعلان

وبعد تبرئته، قالت بيلوسي إن ترامب سيبقى للأبد معزولا، وإنه “يبقى تهديدا للديمقراطية رغم تبرئته”.

ورد الصحفي الأميركي المحافظ في شبكة فوكس الإخبارية بريت هيوم على بيلوسي في تغريدة له، قائلا “إن رئيسة مجلس النواب قالت إن ترامب سيبقى للأبد معزولا، لكن بعد قرار مجلس الشيوخ، سيصبح الرئيس للأبد بريئا من التهم التي وجهت إليه”.

ويرى عضو مجلس النواب الجمهوري جون راتكليف أن تتم محاكمة الديمقراطيين في مجلس النواب على تهمتي “إساءة استغلال السلطة والعرقلة السياسية”، وهما نفس التهمتين اللتين وجهتا لترامب.

وعبر سائق الشاحنة الأميركي ذو الأصول الأفريقية جي فليكس، المقيم في منطقة سيلفر سبرينغ المتاخمة لواشنطن، للجزيرة نت، أن “ما يحدث لا يُفيد أحدا ولا يُحسن من مستوى المواطن، ويضعف من الثقة الضعيفة أصلا في السياسيين من الحزبين”.

ووصلت رسالتان إلكترونيتان من حملة ترامب الانتخابية للجزيرة نت، عقب تصويت مجلس الشيوخ، استُخدمت فيهما لغة حادة وغير مهذبة لوصف الديمقراطيين وزعيمتهم نانسي بيلوسي.

وجاء في الرسالة الأولى إن “نانسي بيلوسي فقدت عقلها”، وأضافت “لقد مزقت بيلوسي نسخة من خطاب حالة الاتحاد. إنها بلا شك تكره أميركا”.

وتضمنت الرسالة الثانية تهكما على القيادات الديمقراطية، وجاء عنوانها “وا أسفاه بيلوسي وشومر.. لقد قضى الديمقراطيون وحلفاؤهم في الإعلام الكاذب السنوات الثلاث الماضية في محاولات فاشلة لتغيير نتائج انتخابات 2016، ويطاردني الديمقراطيون منذ يومي الأول في الحكم، ولم يحققوا أي نجاح إلا أنهم أهدروا ملايين الدولارات من أموال دافعي الضرائب”.

المعركة مستمرة
وترى الخبيرة القانونية بجامعة جورج تاون بواشنطن فيكتوريا نوريس -في حديث للتلفزيون القومي- أن الأمر لم ينته بتبرئة ترامب في مجلس الشيوخ، وإنه “سيستمر مجالا للنقاش والجدال من الآن حتى الوصول للانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني القادم”.

ولم يستبعد رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب جيري نادلر استمرار المجلس في تحقيقاته بشأن سلوك الرئيس ترامب، على الرغم من تبرئة مجلس الشيوخ له.

وتحدث نادلر لصحفيين داخل مجلس النواب، ولم يستبعد استدعاء مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون الذي كان عبّر عن استعداده لتقديم شهادته حال استدعاء مجلس الشيوخ له، وهو ما لم يحدث لرفض أغلبية أعضائه من الجمهوريين.

وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد عرضت أجزاء من كتاب يصدر لبولتون الشهر القادم، جاء فيه أن الرئيس ترامب حجز مساعدات عسكرية لأوكرانيا كوسيلة ضغط، كي تبدأ تحقيقات تتعلق بجو بايدن نائب الرئيس السابق، وابنه هنتر.

ويعتقد المستشار السابق بالكونغرس جون هارت -كما جاء في حديثه للتلفزيون القومي الأميركي- أنه “لم ينتصر أي من الطرفين -سواء الجمهوريون أو الديمقراطيون- في معركة عزل الرئيس ترامب. خسر الطرفان وخسرت الديمقراطية الأميركية”.
اعلان

ترامب وكلينتون
يشبّه بعض الخبراء ما يجري مع الرئيس ترامب بالسيناريو المشابه الذي جرى مع الرئيس السابق بيل كلينتون، فقد زادت شعبيته كما كان الحال مع كلينتون، وعقب فشل العزل خسر الجمهوريون أغلبية مجلس النواب في الانتخابات اللاحقة.

وقبل يومين من تبرئة مجلس الشيوخ للرئيس ترامب، أظهر استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب، زيادة شعبية الرئيس بنسبة واضحة تعد الأعلى منذ بدء حكمه في 20 يناير/كانون الثاني 2017.

وأجري الاستطلاع خلال الفترة بين 16 و29 يناير/كانون الثاني على عينة من 1033 مواطنا أميركيا يمثلون الولايات الخمسين، وبلغت شعبية ترامب وسط الجمهوريين 95% في حين بلغت النسبة 53% على المستوى القومي.

وعلق ترامب على هذه الأرقام بالقول “مع اقتصادنا العظيم ونجاحاتنا الواسعة كان يمكن أن تزيد النسبة 20%، لو لم تكن هناك اتهامات مغرضة وتحقيقات مشبوهة”.

المصدر : الجزيرة