قالت مصادر طبية وشهود عيان بمحافظة ذي قار (جنوبي العراق) إن متظاهرا قتل وأصيب آخر إثر مواجهات اندلعت اليوم الاثنين بين قوات الأمن ومحتجين في مدينة الناصرية (مركز المحافظة).
وأضافت المصادر أن المواجهات استُخدم فيها الرصاص الحي، وأنها اندلعت بعد محاولة مجموعة من المحتجين -تطلق على نفسها اسم “فرق مكافحة الدوام”- منع طلبة جامعتي مزايا والعين الأهليتين من الدوام.
ونجحت مجموعات من المتظاهرين في إغلاق مداخل عدد من كليات الجامعة، قبل تدخّل الحرّاس الذين أعادوا فتحها بالقوة، عقب مواجهات أسفرت عن مقتل المتظاهر برصاص الحرّاس.
وحسب المصادر، فلا تزال المواجهات مستمرة، في حين وصلت تعزيزات أمنية إلى موقع المواجهات للسيطرة على الوضع، كما أكدت مصادر محلية في المحافظة قطع محتجين جسورا وتقاطعات رئيسية هناك.
وبعد أكثر من أربعة أشهر من المظاهرات المطالبة بتغيير نظام الحكم والطبقة السياسية، تراجع زخم الحركة الاحتجاجية في العديد من المدن العراقية، لكن الطلاب بقوا المحرك الرئيسي لها.
وتسعى السلطات إلى إعادة الحياة إلى طبيعتها، حيث تعمل على فتح الطرق والمقرات التربوية والرسمية، التي أغلقت نتيجة الاحتجاجات في بغداد ومدن الجنوب ذي الأغلبية الشيعية.
تحذير أميركي
في غضون ذلك، أصدرت السفارة الأميركية في بغداد، اليوم الاثنين، تنبيها لرعاياها بالبلاد بشأن مظاهرات قد تنطلق في العاصمة بغداد والنجف (جنوب)، وأوصتهم بعدم الاقتراب من مقر السفارة.
وقالت السفارة -في بيان- “وفقًا للتقارير، فمن المتوقع أن تجري مظاهرات وفعاليات ومواكب واسعة النطاق في بغداد في الفترة من 11 إلى 13 فبراير/شباط الجاري، وكذلك في النجف في 14 فبراير/شباط الحالي”.
وأضافت أن العمليات القنصلية العامة في بغداد ما تزال معلقة، ويجب على المواطنين الأميركيين عدم الاقتراب من السفارة في بغداد، مشيرة إلى أن القنصلية الأميركية العامة في أربيل (شمال العراق) مفتوحة للتأشيرات ومواعيد خدمات المواطن الأميركي، بما في ذلك إصدار جواز السفر.
في المقابل، استأنفت القنصلية الإيرانية في مدينة النجف العراقية عملها اليوم الاثنين، وذلك بعد شهرين من الإغلاق جراء تعرضها لهجمات.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن القنصل العام الإيراني في النجف حميد مكارم قوله إن الأنشطة القنصلية استؤنفت بعد توقف استمر شهرين.
وأضاف أن القنصلية بدأت حاليا تقديم العديد من الخدمات التي كانت تقدمها في السابق، مثل إصدار التأشيرات وتوثيق الشهادات والشؤون الاجتماعية، وستستأنف الخدمات والشؤون القنصلية الأخرى في الأسابيع المقبلة.
وكانت القنصلية الإيرانية تعرضت لعدد من الهجمات نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقتل في المظاهرات غير المسبوقة التي اندلعت في بداية أكتوبر/تشرين الأول الماضي نحو ستمئة قتيل -وفق رئيس البلاد برهم صالح ومنظمة العفو الدولية- في أنحاء مختلفة من البلاد، الغنية بالنفط والغارقة في نزاعات أمنية وسياسية منذ نحو أربعة عقود.
ودفعت الاحتجاجات الشبابية رئيس الوزراء عادل عبد المهدي للاستقالة، وجرى تكليف وزير الاتصالات السابق محمد علاوي بتشكيل حكومة جديدة في موعد أقصاه الثاني من مارس/آذار المقبل.
ويرفض المتظاهرون تكليف علاوي، معتبرين أنّه شخصية قريبة من النخبة الحاكمة المتّهمة بالفساد.
المصدر : الجزيرة + وكالات