كورونا يتوسّع في دول عربية متسللا من إيران

كورونا يتوسّع في دول عربية متسللا من إيران

بغداد – تتزايد المخاوف من تحول تفشي فيروس كورونا إلى وباء عالمي، خاصة مع ارتفاع حصيلة عدد المصابين بالمرض في إيران وإيطاليا وكوريا الجنوبية، وظهور حالات في دول عربية جديدة مجاورة لإيران.

فقد أعلنت السلطات العراقية الاثنين تسجيل حالة إصابة بفيروس كورونا المتحور الجديد، موضحة أنه طالب إيراني دخل إلى البلاد مؤخرا.

وذكرت دائرة صحة محافظة النجف (180 كيلومترا جنوب بغداد)، على حسابها على موقع فيسبوك، أن المصاب هو أحد طلبة العلوم الدينية ويحمل الجنسية الإيرانية، وكان دخل إلى العراق قبل قرار خلية الأزمة الوزارية بمنع دخول المواطنين الإيرانيين تحسبا لانتشار الفيروس.

وكان محتجون في النجف هددوا قبل أيام الحكومة العراقية بغلق مطار النجف، ونقل التظاهرات إلى المطار في حال عدم اتخاذ إجراء ضد الزوار الإيرانيين ومنعهم من الدخول إلى مدينة النجف.

وأعلنت هيئة المنافذ الحدودية العراقية الخميس الماضي منع دخول المسافرين الإيرانيين من كافة المنافذ الحدودية.

وتوسعت الاصابات في البلدان المجاورة لإيران، حيث أعلنت وزارة الصحة الكويتية في وقت سابق الاثنين تسجيل ثلاث إصابات بفيروس كورونا المتحور الجديد، وأوضحت أنهم قادمون من إيران، وأن أحدهم سعودي يبلغ من العمر 61 عاما.

واتفقت السلطات الصحية في الكويت مع السعودية، على الاحتفاظ بالمواطن السعودي في الكويت ومعالجته.

وذكرت وزارة الصحة السعودية، على حسابها على موقع تويتر: “بالإشارة إلى ما أعلنته وزارة الصحة الكويتية عن إصابة مواطن سعودي في الكويت قادم من إيران بفيروس كورونا الجديد، نوضح أن التنسيق قائم مع وزارة الصحة الكويتية لعلاج المواطن الذي سيبقى في الكويت لحين شفائه بإذن الله، وفقا للتوصيات العلمية والمعايير المعتمدة من منظمة الصحة العالمية”.

وزارة الصحة السعودية
وأعلنت الكويت، الاثنين، اكتشاف 3 إصابات بفيروس كورونا بين العائدين من إيران، فيما قالت البحرين أيضا إنها سجلت أول إصابة بفيروس كورونا لمواطن كان في إيران.

وطالب رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم الحكومة الإثنين باتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية بشكل كامل، لمنع انتشار فيروس كورونا المتحور الجديد، داعيا الجميع إلى التعاون من أجل مصلحة المواطنين.

وغرد الغانم الاثنين في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “تواصلت مع وزير الصحة الشيخ الدكتور باسل الصباح وأبلغني بدعوة النواب الراغبين في معرفة كافة تفاصيل استعدادات الوزارة للحضور اليوم في وزارة الصحة الساعة الخامسة عصراً، حيث ستقوم الوزارة بعرض مرئي يتضمن كافة تفاصيل استعداداتهاوإجراءاتها”.

وذكرت وزارة الصحة الكويتية في وقت سابق أن الفحوص التي أجريت على القادمين من مدينة مشهد الإيرانية أظهرت وجود 3 حالات تحمل نتائج مؤكدة بإصابتهم بفيروس كورونا.

وقالت الوزراة في بيان إن “الحالة الأولى لمواطن كويتي يبلغ من العمر ( 53 عاما) والثانية لمواطن سعودي يبلغ من العمر (61 عاما)”.

أما الحالة الثالثة بحسب الوزارة “فهي لغير محددي الجنسية ويبلغ من العمر ( 21 عاما)”، وتعمل وزارة الصحة بالتنسيق مع الهيئات والجهات المعنية في الدولة باتخاذ الإجراءات الاحترازية الضرورية اللازمة وفقا للتوصيات العلمية والشروط والمعايير المعتمدة من منظطة الصحة العالمية.

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة البحرينية تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المعروف أيضا بـ”كوفيد19″، وفق ما أوردت وكالة الأنباء البحرينية الرسمية “بنا”.

وقالت الصحة البحرينية إن المصاب مواطن بحريني قادم من إيران.

ولفتت إلى أنه تم الاشتباه بإصابة المواطن، بعد ظهور أعراض الفيروس عليه، مشيرة إلى أنه تم نقله فورا للعلاج والعزل في مركز “إبراهيم خليل كانو” الصحي بمنطقة السلمانية، في العاصمة المنامة.

وأضافت أنه تم إجراء الفحوص اللازمة للمواطن للتأكد من إصابته بالفيروس وبدء تطبيق الإجراءات اللازمة للعلاج واتخاذ التدابير الضرورية لمن خالطهم المريض.

وشددت على أنها تطبق الإجراءات الاحترازية والوقائية من فيروس كورونا المعروف أيضا بـ”كوفيد 19 “، بحسب المعايير الدولية التي ‫أوصت بها منظمة الصحة العالمية.

وتصاعد القلق العالمي من انتشار فيروس كورونا خارج الصين يوم الأحد بعد ارتفاع حاد في عدد الإصابات بكوريا الجنوبية وإيطاليا وإيران.

وقد أعلنت الدول المجاورة لإيران إغلاق الحدود وحظر على السفر منها وإليها عقب تزايد عدد الوفيات والإصابات جراء الفيروس في الأيام القليلة الماضية، وأعلنت وزارة الصحة الأردنية منع القادمين من كوريا الجنوبية وإيران من دخول البلاد كإجراء احترازي لمنع تفشي كورونا في ظل ارتفاع عدد المصابين به في البلدين.

وفرضت السعودية والكويت والعراق وتركيا وأفغانستان قيودا على السفر إلى إيران بينما حثت عمان مواطنيها الأحد على الابتعاد عن البلدان التي تسجل مستويات إصابة مرتفعة وقالت إنها ستفرض حجرا صحيا على الوافدين من تلك الدول.

وتتستر السلطات الإيرانية عن العدد الحقيقي للمصابين بالفيروس المستجد، حيث حمل النائب الإيراني عن مدينة قم، أحمد أمير آبادي، وزير الصحة في بلاده مسؤولية تدهور الوضع وارتفاع الإصابات والوفيات بسبب عدم الحجر الصحي لمدينة قم بأكملها، معلنا أن وفيات كورونا في قم بلغت 50 شخصاً حتى ليلة الأحد.

فيما نفت الحكومة الإيرانية هذا العدد مشيرة إلى أن أمير آبادي يتحدث عن “50 حالة وفاة” فقط في قم (150 كلم نحو جنوب طهران) فيما الحصيلة الرسمية على مستوى البلاد هي 12 حالة وفاة.

وقال أمير آبادي إن كورونا تفشى في قم منذ ثلاثة أسابيع، لكن السلطات تكتمت على الأمر وتأخرت في إعلان العدد الحقيقي للمصابين والوفيات.

ويسلط الخلاف بين المسؤولين بشأن الأعداد الضوء على الانتقادات التي وجهها مسؤولون ومواطنون عاديون على الانترنت لتعامل الحكومة مع انتشار المرض.

وأعلن لبنان الجمعة عن أول حالة إصابة وهي لامرأة عائدة من مدينة قم الإيرانية، ولا يوجد حالات أخرى حتى يوم الاثنين بحسب تصريحات لوزير الصحة اللبناني حمد حسن.

وتتصاعد المخاوف الاقليمية بشأن انتشار الفيروس، فقد ورفعت كوريا الجنوبية حالة التأهب بعد وصول عدد الإصابات إلى أكثر من 600 شخص وتسجيل ست حالات وفاة.

وفي إيطاليا، قال مسؤولون إن مصابا ثالثا بالفيروس توفي بينما قفز عدد المصابين ليتجاوز 150 من ثلاثة فقط قبل يوم الجمعة.

وأغلقت السلطات البلدات الأكثر تضررا وحظرت التجمعات العامة في معظم أنحاء الشمال، بما في ذلك تعليق الكرنفال في البندقية، حيث كانت هناك حالتان، لمحاولة احتواء أكبر تفش في أوروبا.

وقال الاتحاد الأوروبي إنه يثق في السلطات الإيطالية. وقال مفوض الشؤون الاقتصادية بالاتحاد باولو جنتيلوني للصحفيين “نشارك (الإيطاليين) القلق من تفش محتمل (لكن) ليست هناك حاجة للذعر”.

وسجلت أربع وفيات جديدة بفيروس كورونا المستجد في إيران، وفق ما أعلن متحدث باسم البرلمان الإثنين، ما يرفع حصيلة وباء كوفيد19 إلى 12 وفاة.

وأودى الفيروس بحياة 2442 شخصا في الصين التي أعلنت عن تسجيل 76936 حالة إصابة مما أثر على ثاني أكبر اقتصاد بالعالم. وانتقل الفيروس إلى نحو 28 دولة ومنطقة وأودى بحياة زهاء 24 شخصا وفقا لإحصاء رويترز.

وقال بول هنتر، أستاذ الطب في جامعة إيست أنجليا البريطانية “على الرغم من الانخفاض المستمر في الحالات المسجلة من الصين، فقد شهد اليومان الأخيران قلقا بالغا من التطورات في أماكن أخرى من العالم”.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن نسبة الوفيات بالفيروس تصل إلى اثنين بالمئة بين المصابين مشيرة إلى أن كبار السن والمرضى هم الفئة الأضعف. وذكرت المنظمة أمس السبت أنها تشعر بقلق لرصد حالات إصابة ليست على صلة واضحة بالصين.

العرب