بالترافق مع تسجيل إصابات بفيروس كورونا الجديد في العراق، أطلق المحتجون الأسبوع الماضي، حملة إعلامية إرشادية وتوعوية بخصوصه، ودعوا إلى وضع الكمامات، والالتزام بتعليمات وزارة الصحة، عبر استخدام المطهرات وعدم الاحتكاك مع الغرباء، والتقليل من العناق والقبلات، وهي عادة عراقية للترحيب.
الحملة انطلقت بوسم “البس كمامة” وتهدف إلى منع انتشار الفيروس بين العراقيين عموماً، والمتظاهرين خصوصاً. يأتي هذا في ظل استمرار إعلان المستشفيات العراقية عن استقبال عشرات الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس. وأعلنت مديرية الدفاع المدني في العاصمة بغداد، أمس الجمعة، المباشرة بتطهير وتعقيم جدران طوابق المطعم التركي، أو ما يطلق عليه “جبل أحد المتظاهرين” في ساحة التحرير، للوقاية من احتمالات تفشيه. وذكرت المديرية في بيان أنّ “هذا العمل يأتي ضمن سلسلة أعمال باشرت فيها مديرية الدفاع المدني لتطهير جدران وباحات المراقد والأسواق التجارية والمولات والجامعات والكليات والمساجد في عموم المحافظات، خصوصاً التي سجلت حالات إصابة”.
من جهته، رأى زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، أنّ التجمعات مثل التظاهرات والاعتصامات تزيد من انتشار الفيروس. جاء ذلك في تغريدة للصدر على موقع “تويتر” قال فيها إنّ “التجمعات الدينية كصلوات الجماعة والجمعة والزيارات وما شاكلها تزيد من الضرر الصحي، كما أنّ التجمعات الأخرى كالتظاهرات والاعتصامات والملاعب والأسواق المكتظة تزيد من المرض المتفشي الذي يكاد أن يصنف وباء”.
في السياق، يقول المتظاهر والناشط السياسي من بغداد، مصطفى حميد لـ”العربي الجديد” إنّ “المتظاهرين اتفقوا من خلال اجتماعاتهم داخل خيم الاعتصامات في ساحة التحرير، على أهمية الاعتماد على إجراءات الوقاية من الفيروس، كونه بات خطراً يُهدد العراق والعالم أجمع”. يوضح أنّ “التبرعات للمتظاهرين مستمرة من قبل التجار ورجال الأعمال، من الكمامات والمطهرات، من أجل ضمان سلامتهم. وحتى الآن لم تشهد الساحات أيّ انسحاب بسبب المخاوف التي تبثها وسائل الإعلام”. ويلفت إلى أنّ “بعض الجهات السياسية التي فشلت في السيطرة أو إنهاء الاحتجاجات بالقوة، تستغل فيروس كورونا لنشر الرعب والخوف بين صفوف المحتجين باعتبارهم مهددين بالإصابة”. يشير إلى أنّ “هذه الطريقة تدل على إفلاس هذه الجهات السياسية، واتفق المحتجون على الاستمرار باحتجاجاتهم الرافضة للتشكيلة الوزارية التي يعمل على تحقيقها رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي، وبقية المطالب التي ما زالت ثابتة منذ الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي”.
من جهته، يؤكد الناشط من محافظة ذي قار، علاء الركابي، أنّ “الإجراء الحكومي الصحيح، ليس بتعطيل الجامعات وإغلاق الأسواق ولا بنشر شائعات من قبيل أنّ التظاهرات قرب المنطقة الخضراء ببغداد، يمكن أن تسهم في نقل المرض، فهذا استخدام رخيص لترويع الشعب وتفكيك التظاهرات”. يوضح أنّ “المتظاهرين يستخدمون إجراءات بسيطة مثل وضع الكمامة والمناديل الورقية على الأنف والفم وتعقيم اليدين باستمرار مع تجنب المصافحة”.
بدوره، يقول المسؤول المحلي في مدينة بغداد، سعد المطلبي، إنّ “الإرشادات والتعليمات الطبية التي صدرت عن الدوائر التابعة لوزارة الصحة، تفيد جميعها بأنّ التجمعات البشرية تساهم في نشر الفيروس، وبالتالي فإنّ المتظاهرين قد يكونون في خطر”. يتابع لـ”العربي الجديد” أنّ “الالتزام بوضع الكمامات قد يساهم في منع انتشار الفيروس، وعلى المتظاهرين مراعاة إجراءات السلامة الصحية، أما الدعوات لفض الاحتجاجات بحجة الخوف على المحتجين من الإصابة بالفيروس فهي ربما محاولة لإنهاء الاحتجاجات بالكامل”.
في السياق، أكد المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، سيف البدر، تسجيل حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا في كركوك لرجل يبلغ من العمر 51 عاماً كان قد عاد للعراق من إيران في وقت سابق، مضيفاً في بيان: “تمت متابعته من قبل مفارز وزارة الصحة وأخذت العينات منه لإجراء الفحوص المخبرية المطلوبة بعد الحجر عليه”. تابع: “تبين أنّ نتيجة الفحوصات المخبرية موجبة وهو حالياً في أحد المستشفيات الخاصة لمتابعة وضعه الصحي”، مشيراً إلى اتخاذ الإجراءات المطلوبة كافة للتعامل مع الحالة بحسب اللوائح الصحية العالمية.
يشار إلى أنّ هذه هي حالة الإصابة السابعة المؤكدة التي يجري الكشف عنها في العراق بعد 4 حالات مماثلة في كركوك لأسرة عادت من إيران، وأخرى في بغداد لعراقي عائد من إيران أيضاً، وحالة في النجف لطالب إيراني يدرس العلوم الدينية في العراق. ودعا المتحدث باسم وزارة الصحة العراقية، جميع المؤسسات والمواطنين إلى الالتزام بالتوجيهات التي تصدر عن خلية الأزمة الوزارية لمواجهة فيروس كورونا الجديد.
زيد سالم
العربي الجديد