جولة أولى من المفاوضات الليبية دون نتائج

جولة أولى من المفاوضات الليبية دون نتائج

جنيف – اختتمت الجولة الأولى من المفاوضات السياسية الليبية التي انطلقت الأربعاء في جنيف، دون تحقيق نتائج، في وقت تزداد فيه المخاوف الأممية من انهيار كامل للهدنة في ليبيا مع استئناف المعارك.

وأعلن المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة اختتام الجولة الأولى خلال مؤتمر صحافي عقده في مكتب الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية، مؤكدا أنه سيدعو الفرقاء الليبيين إلى جولة مفاوضات ثانية أواخر مارس.

وذكر سلامة أن ليبيا شهدت انتهاكات صارخة للهدنة خلال الأيام الماضية، مشيرا إلى تعرض مطار معيتيقة للقصف صباح الجمعة، وقصف عدد من الأماكن في العاصمة طرابلس، في وقت يتهم فيه الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر حكومة الوفاق المحاصرة في طرابلس باستخدام المطار المدني لأغراض عسكرية.

وأكد المبعوث الأممي إصراره على مواصلة المفاوضات بأبعادها “العسكرية، والاقتصادية، والسياسية”، في إطار إيجاد حل للأزمة الليبية.

وأشار سلامة إلى أن البعض من أعضاء الوفود انسحبوا من المفاوضات السياسية، بعد أن “تلقوا تعليمات”، دون أن يحدد هوية المنسحبين.

وأكد أنه رغم إجراء مباحثات مثمرة طوال 3 أيام لم تصدر نتيجة عن هذه المباحثات.

وشدد على أن الاشتباكات في ليبيا قد تسفر عن اندلاع حرب إقليمية، مؤكدا أن الاعتداءات التي تطال المدنيين تعد جريمة حرب.

وأدان المبعوث الأممي بشدة انتهاكات الهدنة دون أن يسمي أي طرف، وأضاف أن “المفاوضات لن تستمر تحت وطأة القصف”.

وفي الثالث من فبراير، انطلقت الجولة الأولى لاجتماعات اللجنة العسكرية في جنيف، التي تضم 5 ممثلين عن البرلمان الليبي الذي يدعم الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر و5 آخرين من طرف حكومة الوفاق الليبية، وانتهت في الثامن من الشهر ذاته.

ويشكل عمل هذه اللجنة أحد المسارات الثلاثة التي تعمل عليها الأمم المتحدة إلى جانب المسارين الاقتصادي والسياسي لحل الأزمة الليبية.

وتشن قوات الجيش الليبي منذ الـ4 من أبريل 2019، هجوما للسيطرة على طرابلس (غرب ليبيا) التي تتحصن بها ميليشيات حكومة الوفاق.

ويرى مراقبون أن تمسك حكومة الوفاق بالدعم التركي المقدم لها كان من أبرز أسباب فشل الجولة الأولى من المحادثات حيث تواصل أنقرة إرسال مرتزقة سوريين إلى طرابلس بالإضافة إلى قوات من الجيش التركي.

وفي حديثه عن فشل الجولة الأولى من المفاوضات الليبية لم يتوان سلامة عن التطرق إلى الدعم التركي المُقدم لحكومة الوفاق.

وقال إنه يرى “تفاعلا مشتركا” بين النزاع في ليبيا والنزاع السوري وأن ذلك “لا يخدم السلام في الجهتين”، في إشارة إلى دعم أنقرة للجماعات المسلحة والإرهابية في كل من إدلب السورية وطرابلس كذلك.

وشدد على أن المجتمع الدولي أعرب خلال قمة في برلين في يناير عن دعمه للمحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة.

وأضاف “هل حصلت على الدعم المطلوب منذ ذلك الحين؟ جوابي هو لا. أنا بحاجة إلى دعم أكثر بكثير”.

وتأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه الجيش الوطني حملته من أجل عرقلة أي دعم ووجود تركي على الأراضي الليبية. وفي حصيلة جديدة أعلن الجمعة مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني العميد خالد المحجوب مقتل 15 جنديا تركيا في قصف استهدف مواقع داخل مطار معيتيقة الدولي.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد اعترف علنا الأسبوع الماضي بانخراط كامل لقواته في النزاع الليبي مؤكدا أن تدخل أنقرة في ليبيا “رجح كفة حكومة الوفاق”.

العرب