استنفار لدعم الاقتصاد العالمي المتباطئ بمواجهة “كورونا”

استنفار لدعم الاقتصاد العالمي المتباطئ بمواجهة “كورونا”

باشر المجتمع الدولي تعبئة صفوفه في مواجهة اقتصاد عالمي مشلول بسبب فيروس كورونا المستجد، وخصوصاً مع قيام الاحتياطي الفيدرالي الأميركي اليوم الثلاثاء، بشكل مفاجئ بخفض معدل فائدته الرئيسية.

ووعدت مجموعة السبع الثلاثاء باستخدام “كل الأدوات” الضرورية لدعم الاقتصاد العالمي الذي أصيب بالشلل بسبب فيروس كورونا المستجد.

وأفاد بيان كانت الأسواق المالية تترقب صدوره ونُشر إثر مؤتمر عبر الهاتف ضم وزراء مالية مجموعة السبع ورؤساء البنوك المركزية فيها “إن وزراء مالية مجموعة السبع مستعدون للتحرك واتخاذ إجراءات تتصل بالموازنات (…) دعماً للاقتصاد”.

إلى ذلك، عمد الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض فائدته نصف نقطة مئوية (0.5%) في ظل “الأخطار” التي يشكلها الوباء في الولايات المتحدة، لكن هذا الإجراء لم يحز رضى الرئيس دونالد ترامب.

وإذا كانت حركة الأسواق الأوروبية عكست ترحيباً بهذا التدبير، فإن المؤشر الرئيسي في وول ستريت سجل تراجعاً.

لكن لا شيء يوحي بأن تعهدات مجموعة السبع ستكون كافية لإحياء اقتصاد عالمي يزداد تباطؤه مع ارتفاع وتيرة تفشي الفيروس. فالحصيلة الاجمالية تجاوزت 92700 بينها أكثر من 3100 وفاة في 77 بلداً ومنطقة، بحسب تعداد لفرانس برس يستند إلى إحصاءات رسمية الثلاثاء حتى الساعة 17 بتوقيت غرينتش.

والملاحظ أن الوباء يتراجع في الصين حيث تستهدف إجراءات الحجر الصحي أكثر من 50 مليون شخص منذ نهاية يناير/كانون الثاني الماضي. ولاحظت منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء، أن التراجع “فعلي”. لكن مقاطعة شيجيانغ شرق البلاد أعلنت أن 8 صينيين عادوا من إيطاليا يحملون الفيروس، ما يؤكد المخاوف من انتشار جديد للعدوى وهذه المرة من الخارج.

ويزداد انتشار العدوى خارج الصين في بلدان سبق أن تضررت مثل كوريا الجنوبية (5186 إصابة بينها 28 وفاة) أو في بؤر جديدة مثل السعودية التي سجلت يوم الاثنين، أول إصابة لدى شخص عائد من إيران حيث أكبر عدد من الوفيات بعد الصين (77 وفاة)، إضافة إلى أوكرانيا والمغرب ولاتفيا.

ويعقد وزراء صحة دول الاتحاد الأوروبي “اجتماعاً طارئاً” الجمعة في بروكسل لبحث التطورات، فيما أحصت إيطاليا 79 وفاة مع فرض حجر صحي على أكثر من 50 ألف نسمة. وتبيّن أن البابا فرنسيس غير مصاب بفيروس كورونا المستجد بعد إصابته بإنفلونزا أثارت شكوكاً، وفق الفاتيكان.

و”اتفق” المفاوضون الأوروبيون والبريطانيون الذين اجتمعوا الثلاثاء، في إطار جولة جديدة من المباحثات التي تتناول العلاقات بين لندن والاتحاد الأوروبي في مرحلة ما بعد بريكست على تجنب المصافحات.

وقررت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) عدم السماح للصحافيين بدخول القاعة التي تستضيف اجتماعها المقرر الخميس والجمعة في فيينا.

وأعلن المسؤولون في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في بيان مشترك الثلاثاء، أن اجتماعات الربيع للمؤسستين والتي تستقطب عادة عشرات آلاف الأشخاص في واشنطن ستعقد هذا العام “في شكل افتراضي” بسبب فيروس كورونا.

وأُحصيت أكثر من 90 إصابة في الولايات المتحدة نصفها لدى أشخاص عادوا من الخارج. وأعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس الذي ينسق جهود التصدي لكورونا، الاثنين، أن علاجاً يمكن أن يصبح متوافراً “بحلول الصيف أو بداية الخريف”.

وأعلنت الحكومة البريطانية الثلاثاء، أن بريطانياً من أصل 5 سيسمح له بعدم التوجه إلى عمله في حال بلغ الفيروس ذروته في المملكة المتحدة. وطلبت مجموعة غوغل من بعض موظفيها في ايرلندا ممن احتكوا بزميل لهم يظهر أعراض انفلونزا، العمل من المنزل.

واتخذت شركة تويتر أيضاً احتياطاتها، وشجعت “الموظفين بقوة في كل أنحاء العالم على العمل من المنزل إذا كانوا يستطيعون”.

وفي الصين، باتت مصانع العملاق التايواني فوكسكون، أكبر مزود لمجموعة آبل الأميركية، لا تعمل سوى بـ50% من قدرتها الاعتيادية.

وفي الجانب الرياضي، فإن اللجنة الأولمبية الدولية تواصل رغم ذلك الاستعداد “للألعاب الأولمبية في طوكيو”، وفق ما أعلن رئيسها الثلاثاء، قبل أقل من 5 أشهر من بدء التظاهرة الرياضية.

ومع افتقار عدد من مراكز التسوق الكبرى إلى كميات كافية من المياه المعدنية وورق التواليت بسبب التهافت على شرائها، تصاعد الطلب أيضاً على الأقنعة الواقية، ما دفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن يعلن الثلاثاء، أن الدولة ستستحوذ على “كل مخزونات” هذه الأقنعة لتوزعها على الطواقم الطبية والأفراد المصابين بالفيروس.

فرانس برس