إيران تسجل أعلى حصيلة للوفيات بفايروس كورونا

إيران تسجل أعلى حصيلة للوفيات بفايروس كورونا

طهران – تكتم السلطات الإيرانية في بداية تفشي فايروس كورونا في مدينة قم لضمان مشاركة مرتفعة في الانتخابات البرلمانية، أدى إلى تسارع انتشار الوباء المستجد في أكثر من مدينة لتشهد بذلك إيران أعلى معدلات وفاة بالمرض خارج الصين.

وأعلنت السلطات الصحية الإيرانية، الأحد، ارتفاع ضحايا فايروس “كورونا” المستجد إلى 194 وفاة و6566 إصابة.

جاء ذلك في تصريح صحفي أدلى به مسؤول العلاقات العامة في وزارة الصحة الإيرانية كيانوش جيهان بور.

وقال جيهان بور إن إيران سجلت 49 وفاة و743 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الأخيرة؛ لترتفع الوفيات إلى 194 والإصابات إلى 6566.

ونصح جهانبور المواطنين بتجنب التجمعات الكبيرة والبقاء في المنزل.

وأوضح أن غالبية الإصابات سُجلت في مدن طهران، وغيلان، وقم، وأصفهان، ومركزي، وقزوين، ومازندران، وألبرز.

وأفاد جيهان بور بمغادرة 2134 المستشفيات بعد شفائهم من الفيروس.

وتعاني إيران تفشياً لفايروس كورونا، وتشهد أعلى معدلات وفاة بالمرض خارج الصين، حيث ظهرت أول إصابة بالفايروس بمدينة قم في فبراير الماضي.

وأسفر الفايروس عن وفاة شخصيات سياسية في إيران، أبرزهم، رجل الدين هادي خسرو شاهي، وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام محمد مير محمدي، والسفير السابق لدى دمشق حسين شيخ الإسلام، والنائبة بالبرلمان فاطمة رهبر.

واتخذت إيران جملة تدابير لمواجهة الفيروس مثل وضع نقاط تفتيش في مداخل المدن الكبيرة، إلى جانب منع الدخول إلى 17 مدينة كبيرة تعد الأكثر استقبالا للزوار في عيد النيروز الذي يصادف مارس من كل عام.

إلى جانب تعليق الدراسة في المدارس والجامعات بعموم البلاد، وإلغاء الأنشطة الرياضية والفنية حتى 20 مارس.

ومن بين المصابين بالفايروس في إيران، نائب الرئيس حسن روحاني، معصومة إبتكار، و24 نائبا في البرلمان.

وفي سياق آخر، أعلنت الخطوط الجوية الإيرانية، الأحد، تعليق كافة رحلاتها إلى أوروبا حتى إشعار آخر.

وقالت شركة الطيران الوطنية في بيان إن القرار اتُخذ بسبب “قيود” فرضتها السلطات الأوروبية “لأسباب مجهولة”.

وعزا متابعون تفشي الفايروس بهذه السرعة في إيران إلى تكتم السلطات في البداية لضمان مشاركة كبيرة في تجمعات تنظمها الدولة ولضمان مشاركة مرتفعة في الانتخابات البرلمانية في 21 فبراير، وتحدي المسؤولين التدابير الصحية المعتادة في مثل تلك الأحوال، فرفضوا فرض حجر صحي على مدينة “قم” (مصدر انتشار الفيروس في البلاد). كذلك، لم تجرِ السلطات فحوصات مخبرية في المدينة حتى في الأماكن المزدحمة مثل الأضرحة.

ويرى مراقبون أن الفايروس المستجد عرى وجه السلطات الإيرانية وفضح تهاونها وعدم مبالاتها في التعامل مع الأزمة بشكل جيد خاصة مع انتقال الإصابات بالفايروس إلى السلطتين التنفيذية والتشريعية وتسارع أعداد الوفيات وانتشاره بضراوة بين جنبات الدولة.

ومنعت السويد في الأيام الأخيرة رحلات الخطوط الجوية الإيرانية من الهبوط في أراضيها معربةً عن مخاوف حيال الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجدّ في الجمهورية الإسلامية.

ومنذ ظهور فايروس كورونا المستجد في ديسمبر الماضي، سُجلت أكثر من 105 آلاف إصابة به في 98 بلداً ومنطقة، وأودى بحياة أكثر من 3500 شخص.

وأصبحت إيران بؤرة لتفشي المرض في الشرق الأوسط فأغلب الحالات التي تم الإعلان عنها في المنطقة كانت لأشخاص زاروها أو خالطوا من زاروها. وأغلقت عدة دول في المنطقة حدودها مع إيران وأوقفت الرحلات الجوية.

العرب