كورونا يواصل الانتشار في العالم ويعزل مناطق شمال إيطاليا

كورونا يواصل الانتشار في العالم ويعزل مناطق شمال إيطاليا

روما – تزايد المخاوف من تحول تفشي فيروس كورونا إلى وباء عالمي، خاصة مع ارتفاع حصيلة عدد المصابين بالمرض في وقت تتوسع قائمة الدول التي ظهر فيها وتتشدد الإجراءات المتخذة للسيطرة على انتشاره.

وفرضت السلطات حجرا صحيا على أكثر من 15 مليون شخص في شمال إيطاليا الأحد، أي ما يعادل ربع سكان البلاد، في خطوة غير مسبوقة بالنسبة لأوروبا تأتي في إطار تطبيق إجراءات مشددة للسيطرة على فيروس كورونا المستجد الذي أصاب أكثر من 100 ألف شخص حول العالم.

وفرضت قيود مشددة على مداخل ومخارج منطقة واسعة في شمال إيطاليا، من ميلانو العاصمة الاقتصادية للبلاد، وصولاً إلى فينيسيا الوجهة السياحية الشهيرة، بحسب مرسوم نشر على موقع الحكومة.

ويشابه هذا الإجراء المتخذ في إيطاليا، أكثر بلد أوروبي متضرر من الفيروس، ما قامت به الصين في مقاطعة هوباي حيث فرض حجر صحي على 56 مليوناً.

ومنعت كل المناسبات الثقافية والرياضية والدينية في إقليم لومبارديا و14 محافظةً إيطالية، وستغلق كل الملاهي الليلية وصالات الكازينو والألعاب ومدارس الرقص أبوابها حتى الثالث من ابريل، وفق المرسوم، فضلاً عن إقفال المتاحف والمسارح وصالات السينما في كافة أنحاء البلاد.

واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن التفشّي المتسارع للمرض “مثير جداً للقلق”. وبالإجمال، طال الفيروس حتى الآن 94 بلداً وتسبب بوفاة 3500 شخص حول العالم.

وأعلنت الصين الأحد 27 حالة وفاة جديدة جراء الفيروس ليصل إجمالي عدد الوفيّات إلى 3097 في البلاد.

وقالت وزارة الطوارئ الصينية الأحد إن عشرة أشخاص قتلوا في انهيار فندق في مدينة تشيوانتشو وهو مبنى قالت وسائل إعلام رسمية إنه كان يستخدم لوضع أشخاص تحت الملاحظة للاشتباه في إصابتهم بفيروس كورونا.

وبدأ الفندق في الانهيار مساء السبت. وانتشلت السلطات 48 شخصا من تحت أنقاض المبنى المنهار وفقا لما ذكرته الوزارة.

وأضافت أن عشرة منهم لقوا حتفهم بينما يتلقى الباقون العلاج في المستشفيات.

في هذا الوقت، تجاوز عدد الإصابات المؤكدة في كوريا الجنوبية سبعة آلاف، ما يجعلها الدولة الأكثر تأثراً بالمرض خارج الصين، تليها إيران حيث سجلت 21 حالة وفاة و1076 إصابة خلال 24 ساعة، ما رفع الحصيلة إلى 145 وفاة و5823 إصابة.

أما في فرنسا التي تحتل المرتبة الخامسة على قائمة الدول الأكثر تأثرا بالفيروس، فارتفع عدد الوفيات إلى 16 والإصابات إلى 949.

وفي الولايات المتحدة ارتفع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد19-) في نيويورك إلى 89 حالة حتى السبت. وأعلن حاكم نيويورك، أندرو كومو، حالة الطوارئ في الولاية التي تعد من أكبر الولايات الأميركية.

وتركز تفشي المرض في مقاطعة ويستشيستر شمالي نيويورك.

وبذلك انضمت نيويورك إلى ولايات كاليفورنيا ومريلاند ويوتا وواشنطن في إعلان حالة الطوارئ، في ظل زيادة حالات الإصابة المسجلة بأنحاء الولايات المتحدة.

وارتفع عدد حالات الوفاة جراء الكورونا في أميركا حتى السبت إلى 19 حالة، بعدما سجلت واشنطن، الأكثر تضررا من الفيروس في الولايات المتحدة، حالتي وفاة جديدتين.

وجاء ذلك بعد يوم واحد من تأكيد فلوريدا حدوث حالتي وفاة جديدتين كانتا أولى الحالات في منطقة الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

وفي ولاية واشنطن، حيث تم تسجيل 16 من حالات الوفاة الـ19، تم تسجيل 102 حالة إصابة بفيروس كورونا ، وفقا لما أكدته وزارة الصحة بالولاية السبت.

وتتزايد المخاوف بشأن التداعيات الاقتصادية للوباء في الصين حيث لا تزال الحركة مشلولة إجمالاً، مع إعلان تراجع صادرات البلاد في يناير وفبراير بنسبة 17,2%.

ويثير الأمر القلق حيال النمو العالمي، الذي تشكل القوة الاقتصادية الآسيوية العملاقة محركاً أساسياً له.

في انعكاس لقلق السلطات المعنية، يتواصل إلغاء أو إرجاء أحداث رياضية وتجمعات.

وأرجئ ماراتون برشلونة الذي كان مقرراً في 15 مارس إلى 25 أكتوبر، كما أعلنت المجر إلغاء احتفالات العيد الوطني التي كانت مقررة في بودابست في 15 مارس.

وفي السعودية، أعيد فتح صحن الكعبة السبت عقب إغلاقه موقتا، لكن لا يزال قرار تعليق العمرة غير المسبوق قائما منذ إعلانه الأربعاء.

وأعلنت وزارة التعليم السعودية، مساء السبت، تعليق الدراسة بمحافظة القطيف (شرق)، لمدة أسبوعين، اعتبارا من الأحد، في إطار التدابير الاحترازية لمواجهة فيروس “كورونا” المستجد

وقالت الوزارة إنه “بناءً على التوصية الصادرة من اللجنة المعنية بمتابعة مستجدات الفيروس، وانطلاقاً من حرص وزارة التعليم على سلامة الطلاب والطالبات، تقرر تعليق الدراسة (مؤقتاً) في جميع المدارس ومؤسسات التعليم العام والجامعي والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الحكومية والأهلية بمحافظة القطيف لمدة أسبوعين اعتباراً من الأحد”.

وفي وقت سابق السبت، أعلنت وزارة الصحة السعودية تسجيل إصابتين جديدتين بفيروس “كورونا” ليرتفع العدد الكلي للحالات إلى 7.

فيما أعلنت الحكومة عدة إجراءات وقائية واحترازية تخص المسافرين القادمين إلى المملكة للحد من انتشار الفيروس.

وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة السعودية الدكتور محمد العبد العالي أن هناك “إجراءات خاصة مع السعوديين العائدين من إيران”، لم يتم الكشف عنها، مشيرا إلى أن هناك 128 مواطنا سعوديًا أفصحوا عن تواجدهم في طهران

وأغلقت 13 دولة مؤسساتها التعليمية وبات حوالي 300 مليون تلميذ في العالم محرومين من الذهاب إلى المدارس لأسابيع عدة.

وفي الكويت أعلنت وزارة الصحة الأحد تسجيل حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد.

ووفقا لما أوردته وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، تم تسجيل حالة إصابة واحدة جديدة بفيروس (كوفيد19-) خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، ليصل بذلك إجمالي عدد حالات الإصابة في البلاد إلى 62 حالة.

وأعلنت هيئة المنافذ العراقية، صباح الأحد، البدء بتنفيذ قرار إغلاق 5 منافذ برية مع إيران بشكل تام حتى 15 مارس الجاري، كإجراء احترازي ضد تفشي فيروس كورونا.

وقال المتحدث باسم الهيئة علاء الدين القيسي، في بيان، إنه “تم غلق المنافذ البرية الشلامجة بمحافظة (البصرة)، الشيب (ميسان)، زرباطية (واسط)، المنذرية، مندلي (ديالى) أمام حركة التبادل التجاري مع إيران”.

والأربعاء، مددت السلطات العراقية تمديد عودة المواطنين من إيران حتى 15 مارس، إلا أنها قلصت التاريخ إلى 8 مارس، بعد ضغوط شعبية واسعة مطالبة بإغلاق كامل الحدود مع إيران.

وسجل العراق 47 إصابة بكورونا، جميعها لأشخاص قدموا من إيران، توفي منهم 4 مرضى، فيما تعافى 4 آخرون، وفق أرقام السلطات الصحية في البلاد.

واتخذ العراق إجراءات واسعة لاحتواء تفشي الفيروس من بينها تعليق دوام المدارس والجامعات لغاية 21 مارس الجاري، فضلا عن إغلاق الأماكن العامة من قبيل المتنزهات والمقاهي ودور السينما.

وتتخذ العديد من البلدان إجراءات منع من الدخول أو فرض حجر صحي على المسافرين الآتين من بلدان متأثرة بالوباء. وفرضت 36 دولة على الأقل حظراً تاماً على دخول الواصلين من كوريا الجنوبية، وفقًا لسيول، واتخذت 22 دولة أخرى إجراءات فرض حجر صحي.

وفي إيران أعلنت وزارة الصحة الأحد عن 49 وفاة جديدة جراء فيروس كورونا المستجدّ، وهو أكبر عدد وفيات خلال 24 ساعة في إيران منذ الإعلان الرسمي عن الإصابات الأولى بالمرض في 19 فبراير.

ويرفع العدد حصيلة الوفيات الرسمية جراء الفيروس إلى 194 وفاة من أصل 6566 إصابة في إيران، إحدى الدول الأكثر تأثراً بالمرض خارج الصين، بؤرة الوباء.

وأغلقت روسيا حدودها أمام المسافرين الآتين من إيران. في كوريا الشمالية، سمح لنحو 3600 شخص، كانوا قيد حجر صحي، باستعادة حياتهم الطبيعية الخميس، كما أفادت الإذاعة الرسمية للبلاد.

ومنعت السلطات في بيت لحم، المدينة السياحية الرئيسية في الأراضي الفلسطينية، الزوار من الدخول إلى المدينة والخروج منها بعد اكتشاف 16 إصابة بالفيروس في الضفة الغربية المحتلة حيث أُعلنت حال الطوارئ.

وفي جميع أنحاء العالم، يتهافت الناس على شراء أقنعة واقية ومواد معقمة وقفازات أو حتى بزات واقية إذ إنها الوسائل الوحيدة الحامية من الفيروس في ظل عدم وجود لقاح.

العرب