أقر مجلسا النواب والاتحاد الروسيين، الأربعاء، تعديلات دستورية ستتيح للرئيس فلاديمير بوتين حق الترشح في انتخابات 2024 و2030 الرئاسية.
وبعد قراءة ثالثة صادق المجلسين على هذه التعديلات التي تشمل تعزيز الصلاحيات الرئاسية وتدابير اجتماعية ومبادئ محافظة. ويبقى أن يقرها ثلثا برلمانات المناطق الروسية قبل ان تعرض في “اقتراع شعبي” مقرر في 22 أبريل.
وسيسمح تعديل دستوري أضيف في اللحظة الأخيرة على مجموعة أوسع من التعديلات للقانون الأساسي في روسيا، لبوتين ب”تصفير عداد” ولاياته الرئاسية ليحق له الترشح في العامين 2024 و2030. وينبغي على المجلس الدستوري أن يقر هذا التعديل بطلب من بوتين.
ورحب أنصار الكرملين الأربعاء بالتعديل الدستوري الذي سيمهد لبقاء بوتين في السلطة حتى 2036 نظريا فيما اعتبره معارضون “انقلابا”. ورحب حلفاء الرئيس السياسيون بإمكانية بقاء بوتين (67 عاما) في السلطة، وهو يحكم روسيا منذ عشرين عاما.
وقد شدد رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين وهو من كبار حلفاء بوتين، على “استقرار” السلطة في مواجهة أعداء “داخليين وخارجيين” لروسيا “يحاولون تقويض استقلالها واقتصادها”.
بوتين فاجأ الجميع في يناير باقتراحه أول تعديلات دستورية منذ اعتماد القانون الأساسي الروسي العام 1993
وقال رئيس مجلس النواب فياتشيسلاف فولودين إن التعديل الدستوري “سيعزز وضع البلاد”، أما رئيسة مجلس الشيوخ فالنتينا ماتفيينكو، فأكدت أن انتخابات العام 2024 “غير مضمونة النتائج مسبقا”.
واعتبر منتقدو السلطة أن هذه الخطوة تثبت نية بوتين البقاء في السلطة مدى الحياة مع أنه أكد عكس ذلك في الماضي. وندد البعض بقرار سيرغي سوبيانين الثلاثاء منع التجمعات التي تزيد عن خمسة آلاف شخص، رسميا بسبب فيروس كورونا المستجد.
ولكن هذا القرار أتى مباشرة بعد إعلان المعارضة نيتها التظاهر خلال مارس في موسكو التي كانت خلال الصيف الماضي مسرحا لتظاهرات واسعة جرى قمعها. وانقسم بعض سكان موسكو حول احتمال بقاء بوتين في السلطة معربين في غالبية الأحيان عن لا مبالاة باتت منتشرة جدا في المجتمع الروسي.
وقالت إلينا فولكوفا (62 عاما) “لا يمكننا القيام بالشيء الكبير بعدما اتخذ بوتين هذا القرار” مشيرة إلى أنها لا ترى “قائدا آخر” محتملا لروسيا. وأكد إيليا اليسكييف (17 عاما) الطالب الثانوي “أنا لا اهتم للسياسة والكثير من أصدقائي لا يشعرون بأنهم معنيون”.
وندد المعارض الكبير أليكسي نافالني بالتعديل الدستوري الذي يسمح لبوتين بالترشح مجددا “كما لو أنها المرة الأولى”. وقال مساعده ليونيد فولكوف “ما يحصل اليوم هو من الناحية التقنية، انقلاب”.
رحب أنصار الكرملين الأربعاء بالتعديل الدستوري الذي سيمهد لبقاء بوتين في السلطة حتى 2036 نظريا فيما اعتبره معارضون “انقلابا”
وبعد إقرار التعديلات الثلاثاء في قراءة ثانية، تجمع نحو مئة شخص قرب جدران الكرملين وقد تكرر التجمع الأربعاء أمام مقر البرلمان. وقال بوتين الثلاثاء إن “سلطة رئاسية قوية تُعد ضرورة مطلقة في روسيا، ويجب أن يكون الاستقرار أولوية بالنسبة إلينا”.
وقال المحلل السياسي أليكسي ماكركين إن “تصفير عداد” الولايات الرئاسية يعطي المعارضة “دفعا وحجة” جديدين لحشد الصفوف والنزول إلى الشارع كما حصل في 2011-2012 عندما عاد بوتين إلى الكرملين بعد أربع سنوات أمضاها في رئاسة الوزراء.
وأكد المحلل أندري كوليسنيكوف من مركز “كارنيغي” ، “كنا نعرف أن بوتين يسعى إلى البقاء في السلطة بأي وسيلة لكننا كنا نجهل ببساطة كيف سيفعل ذلك. والآن اتضحت الأمور”.
وكان بوتين فاجأ الجميع في يناير باقتراحه أول تعديلات دستورية منذ اعتماد القانون الأساسي الروسي العام 1993.وتشمل هذه التعديلات النظام السياسي مع تعزيز صلاحيات السلطة التنفيذية فضلا عن حقوق اجتماعية واقتصادية مثل الحد الأدنى للأجور وتكييف معاشات التقاعد مع معدل التضخم.
العرب