اعتبره انتهاكا لسيادته.. العراق يحمّل تركيا مسؤولية قصف منتجع خلّف 8 قتلى وأنقرة تنفي مسؤوليتها

اعتبره انتهاكا لسيادته.. العراق يحمّل تركيا مسؤولية قصف منتجع خلّف 8 قتلى وأنقرة تنفي مسؤوليتها

اتهم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اليوم الأربعاء القوات التركية بارتكاب ما وصفه بالانتهاك السافر للسيادة العراقية، في إشارة إلى قصف أودى بحياة 8 سياح عراقيين استهدف أحد المصايف (المنتجعات) في قضاء زاخو بإقليم كردستان شمالي العراق، فيما نفت أنقرة صلتها بالقصف ودعت بغداد إلى تجنب ما سمتها “الدعاية الإرهابية”.

وقرر مجلس الوزراء العراقي استدعاء القائم بالأعمال العراقي من أنقرة للتشاور، ووقف إجراءات تعيين سفير جديد.

وأضاف المجلس -في بيان- أنه وجه وزارة الخارجية باستدعاء السفير التركي لدى العراق وإبلاغه إدانة الحكومة العراقية القصف.

وأدان الرئيس العراقي برهم صالح ما قال إنه قصف تركي في إقليم كردستان العراق.

وفي تغريدة على تويتر اعتبر صالح القصف انتهاكا لسيادة العراق، وأن تكراره غير مقبول ويهدد الأمن القومي العراقي.

وقال الرئيس العراقي -في تغريدته- إن مثل هذه الأعمال منافية للقانون الدولي وقواعد حسن الجوار.

وأفادت خلية الإعلام الأمني في العراق بأن القصف طال منتجع برخ السياحي في بلدة دركار بمحافظة دهوك، مما أدى لمقتل 8 سياح عراقيين وجرح 23 آخرين من زوار المنتجع.

وذكرت مصادر أمنية عراقية أن منتجع برخ يرتاده السياح القادمون من مختلف المحافظات العراقية، مشيرة إلى أن حالة عدد من المصابين خطرة.

وأوضحت أن الأهالي في محافظة دهوك سارعوا لنقل المصابين بسياراتهم الخاصة إلى مستشفيات المدينة، فيما بادرت فرق الإسعاف لإتمام عمليات نقل المصابين.

بدوره، دعا رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي الحكومة العراقية إلى التحقيق في القصف، وقال في تغريدة له على حسابه الشخصي في موقع تويتر “لا ينبغي أن يكون العراق ساحة مفتوحة لتصفية الحسابات الإقليمية والصراعات الخارجية، ويدفع لأجلها العراقيون فواتير الدماء بلا طائل”.

من جانبها، قالت الخارجية الأميركية إنها اطلعت على تقارير عن قصف أسفر عن مقتل مدنيين بشمال العراق اليوم الأربعاء، داعية إلى أن يحترم أي عمل عسكري سيادة العراق وسلامة أراضيه.

بدورها، نددت مبعوثة الأمم المتحدة إلى العراق هينيس بلاسخارت -في بيان نشر على تويتر- بالقصف، ودعت إلى إجراء تحقيق لتحديد ملابساته.

وفد أمني رفيع
وذكر مراسل الجزيرة في بغداد سامر يوسف أن بعض المعلومات تفيد بأن رئيس الحكومة طلب جمع التفاصيل عن كل الهجمات التركية المتكررة على الأراضي العراقية على حد قوله، وذلك من أجل تقديمها إلى مجلس الأمن الدولي.

وأضاف المراسل أن وفدا أمنيا رفيع المستوى توجه إلى مكان القصف، ويضم الوفد قادة في الجيش ومدير مكتب رئيس الوزراء الكاظمي بحكم أن الأخير هو قائد القوات المسلحة، كما ضم الوفد نائب قائد العمليات المشتركة في الجيش.

وأضاف مراسل الجزيرة أن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر دعا إلى تصعيد الموقف مع تركيا عقب القصف، وذلك عن طريق إغلاق المعابر والمطارات العراقية في وجه تركيا، وتقليل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، وإلغاء الاتفاقيات الأمنية بين الجانبين إذا استمرت أنقرة في مثل هذه الهجمات.

نفي تركي
في المقابل، قالت وزارة الخارجية التركية اليوم الأربعاء إن تركيا تعتقد أن القصف على محافظة دهوك العراقية كان هجوما إرهابيا، ودعت السلطات العراقية إلى تجنب إصدار بيانات متأثرة “بدعاية منظمات إرهابية”.

وقالت الوزارة في بيان إن أنقرة حزينة لسقوط ضحايا في القصف، مؤكدة أنها تولي أقصى درجات الحذر لتجنب وقوع إصابات في صفوف المدنيين أو إلحاق أضرار بالمواقع التاريخية أو الثقافية.

وتابع البيان أن تركيا مستعدة لاتخاذ أي خطوات ضرورية لكشف الحقيقة وراء القصف.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر أمنية تركية قولها إن القصف -الذي أسفر عن مقتل مدنيين شمالي العراق- نفذه “إرهابيون” من حزب العمال الكردستاني.

وأضافت أن “التنظيم الإرهابي” وصل إلى مرحلة التفكك نتيجة العمليات العسكرية التركية، وبات يبحث عن مخرج لينقذ نفسه من المأزق الصعب الذي هو فيه بطرق لا أخلاقية مثل الأكاذيب والتضليل.

وفي وقت سابق، قال مصدر في وزارة الدفاع التركية لوكالة الصحافة الفرنسية إنه “لا معلومات لدينا تؤكد أو تشير إلى قصف في هذه المنطقة”.

وقال مراسل الجزيرة في أنقرة المعتز بالله حسن إن تركيا شددت في الأيام الماضية على أن عملياتها العسكرية تستهدف حزب العمال الكردستاني داخل الأراضي العراقية، وهو الحزب الذي تصنفه أنقرة ضمن الجماعات الإرهابية.

وتشهد المناطق الحدودية مع تركيا في العراق توترا وعنفا متكررا، ففي منتصف أبريل/نيسان الماضي أعلنت تركيا -التي تقيم منذ 25 عاما قواعد عسكرية في شمال العراق- تنفيذ عملية جديدة ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني، وجاءت العملية -التي أطلق عليها اسم “قفل المخلب”- بعد عمليتي “مخلب النمر” و”مخلب النسر” اللتين أطلقهما الجيش التركي في شمال العراق عام 2020.

لكن هذه العمليات تفاقم الضغط على العلاقات بين أنقرة وبغداد التي تتهم تركيا بانتهاك حرمة أراضيها رغم أن البلدين شريكان تجاريان مهمان.

وفي أواخر مايو/أيار الماضي قتل طفلان بسقوط صواريخ على بساتين في إقليم كردستان.

ويخوض حزب العمال الكردستاني -الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة “إرهابية”- تمردا ضد تركيا منذ العام 1984، ويتمركز في مناطق جبلية نائية بالعراق.

المصدر : وكالات