تعرض مساء الأمس – الاربعاء- معسكر التاجي الى اعتداء بصواريخ الكاتيوشا استهدفت مناطق تواجد قوات التحالف مما أدى مقتل أمريكيين اثنين وبريطاني وعدد آخر من الجرحى من أفراد قوات التحالف.وقد انتقدت الرئاسات الثلاث في العراق وحكومة إقليم كردستان العراق ذلك العدوان الغاشم وطالبوا بمعاقبة المسؤولين عنه.
وفي بيان صدر عن كتائب حزب الله العراقي قد يفهم منه بأنه اعتراف ضمني بقيامها بذلك الاعتداء حيث جاء في البيان:” استخفاف الاحتلال بإرادة الشعب لن يكون بلا ثمن وعلى المعتقدين بالعمل ضد المحتل في هذه المرحلة التعريف عن انفسهم حِفظا لِتاريخِهم” وأشاروا أيضًا فيه :” نَسألُ اللهَ أنْ يُباركَ بِمُنفذيّ العَمليّةِ الجِهاديّةِ الدَقيقةِ التي استهدفتْ قواتَ الاحتلالِ الأمريكيّ في قاعدةِ التاجيّ بِبغدادَ، وَنشُدَّ عَلى أيديهم، فاختيارُهُم لِلوقتِ كانَ مُناسِبًا جِدا، وَلا يَخلو مِن التوفيقِ، وَنعتقدُ أنَّهُ الوقتُ الأنسبُ لاستئنافِ القوى الوطنيّةِ وَالشعبيّةِ عَملياتِها الجهاديّةِ لِطردِ الأشرارِ وَالمُعتدينَ مِن أرضِ المُقدساتِ”.
هذا الاعتداء غير مسؤول والذي يهدف إلى خلط الأوراق في المنطقة، وضع العراق على صفيح ساخن وتبعات سياسية وعسكرية واقتصادية قد تفوق أي تصور، كما أن ذلك الاعتداء أحرج الدولة العراقية بكل مؤسساتها الدستورية داخليًا وخارجيًا، وأظهرها بمظهر الضعف.
تخطىء الجهة التي قامت بذلك الاعتداء بأنه اعتداؤها استهدف قوات التحالف بالعراق فقط، بل استهدف أيضَا الوضع الأمني العراقي الذي هو بالأساس وضع في غاية الهشاشة، كما استهدف أيضًا المصالح الإستراتيجية العليا للدولة العراقية، وبنفس الوقت يهدد مصالح إيران التي تعاني من أزمة خانقة جراء تفشي فيروس كورونا فيها، ناهيك عن العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.
كما تخطىء تلك الجهة أو المليشيا أيضًا إذا ظنت “قيد أنملة” بأن عدوانها على قوات التحالف الدولي دليل على أنها “بطل الساحة” في مواجهة قوات التحالف بالعراق، وعليها أن تتريث كثيرًا وتأخذ نفسا عميقا قبل أن يأسرها ذلك التصور، وتكتشف بعد وقت قصير بأنها قوة من ورق!!
الكرة الآن في ملعب الدولة العراقية ومؤسساتها الدستورية لكي تحافظ على هيبة الدولة العراقية المادية والمعنوية، وتحافظ على مصداقيتها العربية والإقليمية والدولية وذلك من خلال اتخاذ اجراءات قانونية سريعة بحق الجهة أو المليشيا التي تقف وراء ذلك العدوان الغاشم قبل الوصول إلى الساعة السابعة من مساء هذا اليوم.
ليس من مصلحة الدولة العراقية أن تتجاهل ما حدث لقوات التحالف وكأنه شيىء لم يكن، هذا الأمر لن تقبله الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، وهذا ما أشار إليه بوضوح بومبيو وزير الخارجية الأمريكي بقوله:” لن نتسامح مع الهجوم المميت على قاعدة التاجي العسكرية في العراق، انا ووزير الخارجية البريطاني إتفقنا على محاسبة المسؤولين عن ذلك الهجوم.”، هذا يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية ستقدم على علمليات عسكرية وشيكة ضد المليشيا التي نفذت الإعتداء على القوات الأمريكية في معسكر التاجي.
فعلى ضوء هذا التصريح، فإن الحكومة العراقية في سباق مع الزمن لتدارك ما حدث وإلا فإن العراق مقبل على مرحلة لا يحمد عقباها.
استهداف معسكر التاجي يضع العراق في دائرة تهديد أمنه واستقراره، على الحكومة تحمل مسؤوليتها امام العالم بالكشف عن فاعلين رغم علم الكثيرين ان منفذي الهجوم وما سبقه، هم فصائل مرتبطة بالحكومة تنفذ عملياتها بأجهزة وسلاح الدولة.
وحدة الدراسات العراقية
مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية