مع تمدد فيروس كورونا في أرجاء المعمورة، تحولت المدن النابضة بالحياة إلى مناطق شبه مهجورة، فيما أعلنت الحكومات عن إجراءات قاسية وقيدت حركة الناس لاحتواء الفيروس الذي أصاب حتى الحين أزيد من 162 ألفا وأودى بحياة 6070 شخصا.
وبينما فرضت حكومات حالة الطوارئ، استدعت أخرى جيوشها لمواجهة الفيروس، للتأكيد على أنها تخوض حربا ضد عدو شرس لا يمكن التعاطي معه بالوسائل العادية.
مانيلا.. عاصمة مغلقة
ففي العاصمة الفلبينية مانيلا، نزلت قوات الجيش وخفر السواحل إلى الشوارع لمساعدة الشرطة في تطبيق الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة لمواجهة فيروس كورونا.
وقد قرر الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي إغلاق العاصمة كليا وعزلها عن بقية البلاد لمنع تفشي الوباء، في خطوة تعتبر من أقسى الإجراءات في جنوب شرق آسيا.
وأغلقت القوات المسلحة مداخل ومخارج العاصمة التي يعيش فيها 12 مليون نسمة.
وحتى أمس السبت سجلت الفلبين ثماني وفيات جراء كورونا، فيما تجاوزت الإصابات ستين حالة.
وفي إيران، أعلن القائد العام للجيش اللواء عبد الرحيم موسوي أن الجيش سيبدأ ما سماها مناورات الدفاع البيولوجي، لمكافحة انتشار فيروس كورونا في أنحاء البلاد.
وأوضح موسوي أنه تقرر القيام بهذه المناورات بعد اجتماع لقيادة الجيش، وذلك بناء على توجيهات مرشد الجمهورية الإيرانية علي خامنئي، وتهدف لإنشاء مراكز صحية وعلاجية لمكافحة انتشار فيروس كورونا في ثلاثمئة منطقة ومدينة في أنحاء البلاد.
وستكون المناورات التي تنطلق اليوم الأحد تحت قيادة مقر الدفاع البيولوجي في الجيش، ومشاركة القوات البرية والجوية والبحرية والدفاع الجوي.
ونقلت وكالة إرنا الرسمية للأنباء عن اللواء موسوي قوله -خلال الاجتماع الطارئ الذي عقده مع قادة الجيش أمس السبت- إن “الحد من تفشي فيروس كورونا من الأهداف التي أكد عليها سماحة القائد العام للقوات المسلحة”.
وكان المرشد الإيراني قال في الآونة الأخيرة إن هناك مؤشرات ودلائل تعزز فرضية الهجوم البيولوجي عن طريق فيروس كورونا.
وأضاف خامنئي أن القوات المسلحة الإيرانية تستطيع أن ترفع مستوى جاهزيتها لمواجهة الهجمات البيولوجية من خلال تجربة مكافحة الوباء، آمرا إياها بإنشاء مركز طبي لمكافحة الفيروس.
وقد قتل الفيروس أكثر من 700 إيراني بينهم العديد من كبار المسؤولين، وأصاب حتى الحين حوالي 14 ألف شخص في عموم البلاد.
نيويورك تطلب تحريك الجيش
وفي الولايات المتحدة، طلب حاكم ولاية نيويورك الأميركية أندرو كومو من البيت الأبيض تحريك الجيش للمساعدة في مكافحة فيروس كورونا.
أما عمدة مدينة نيويورك بيل دي بلاسيو فانتقد رد الحكومة الأميركية على تفشي الفيروس، في الوقت الذي تنتشر فيه حالة من الفوضى في المطارات بمختلف أنحاء البلاد في ظل تدفق الركاب.
وقال دي بلاسيو “إذا لم تدرك الحكومة الاتحادية أن هذا الأمر يعادل حربا بالفعل، فلن تكون هناك طريقة تُمكّن الولايات والمحليات من إجراء جميع التعديلات التي نحتاج إليها”.
وأشار إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تحتاج إلى السيطرة على سلسلة توريد الإمدادات الطبية، وتعزيز القدرة على توفير الاختبارات الكاشفة عن الفيروس.
وكان ترامب أعلن الجمعة حالة طوارئ وطنية بعد أن واجه انتقادات متزايدة لتهوينه من خطورة الفيروس في الأيام السابقة لتفشيه.
وقد تجاوز عدد إصابات كورونا في الولايات المتحدة ثلاثة آلاف، توفي منهم 61.
وفي سويسرا، قررت السلطات نشر وحدات من الجيش للمساعدة في مواجهة انتشار الفيروس، وأعلنت القوات المسلّحة السويسرية جاهزيتها لمؤازرة السلطات لمواجهته.
وقال المتحدث باسم الجيش دانيال ريست -لوكالة الأنباء الفرنسية- إن الكتيبة التي تضم ما بين 500 و600 عنصر ستكون مستعدة لمؤازرة العاملين في المستشفيات في حال طلب منها ذلك، ولا سيما الاضطلاع بالمهام اللوجستية.
وتنظيم الجيش السويسري أشبه بتنظيم المليشيات الذي يقتصر على إجراء تدريب أولي يستكمل سنويا على مدى أسابيع، وهو يضم أطباء ومتخصصين يزاولون وظائف مدنية.
وحتى الحين، أعلنت سويسرا عن تسجيل أكثر من عشر وفيات و1350 إصابة بالفيروس.
إسرائيل تستخدم تقنيات مكافحة “الإرهاب”
وفي إسرائيل، أعلنت الحكومة أنها تعتزم استخدام تقنيات “مكافحة الإرهاب” لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “سنبدأ قريبا جدا في استخدام التقنية.. وهي الوسائل الرقمية نفسها التي نستخدمها لمحاربة الإرهاب”.
وأشار إلى أنه طلب موافقة وزارة العدل لأن مثل هذه الإجراءات يمكن أن تنتهك خصوصية المرضى. ووصف الفيروس بأنه “عدو غير مرئي يجب تحديد موقعه”.
وأكد جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أنه يدرس استخدام قدراته التكنولوجية لمحاربة فيروس كورونا، بناء على طلب نتنياهو ووزارة الصحة.
مجلس الدفاع اللبناني يجتمع
وفي لبنان، أصدر مجلس الدفاع الأعلى بيانا دعا فيه إلى التعبئة العامة، ولكنه لم يقدم تفاصيل.
وقال الأمين العام للمجلس اللواء الركن محمود الأسمر إن رئيس الجمهورية اعتبر أن الحالة أصبحت حالة طوارئ، فيما رأى رئيس الحكومة حسان دياب أن الوضع القائم بات يستدعي خطوات أكثر شمولية.
وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية اليوم الأحد أنها سجلت 99 إصابة بفيروس كورونا.
المصدر : الجزيرة + وكالات