بلومبيرغ: السعودية تكتب نهاية أوبك

بلومبيرغ: السعودية تكتب نهاية أوبك

قال كبير المحللين في “بلومبيرغ فيرست وورد” إن منظمة أوبك ربما لن تحتفل ببلوغها عامها الستين هذه السنة، وذلك بسبب قرار السعودية التخلي عن تقييد إنتاج النفط.

وأوضح كبير المحللين جوليان لي أن القرار السعودي “الذي كان دافعه حب الظهور بمظهر القوي، مزق اتفاقية الإنتاج أوبك بلس التي بدأت عام 2017”.

وأشار إلى أن الرياض كانت تسعى لإرغام موسكو على التراجع عن قرارها بعدم المزيد من خفض الإنتاج، لكن هذا السعي أتى بنتائج عكسية.

وتوقع جوليان أن يكون الوضع الحالي لأوبك وأسعار النفط أكثر وطأة على أعضاء أوبك الآخرين غير السعودية، “من الجزائر إلى فنزويلا”.

حرب نفط شاملة
وقال جوليان إنه كان بإمكان قيادة الأمر الواقع لأوبك -وهي السعودية- أن تتخذ خيارات محسوبة أخرى، قبل أن تقرر أن يعمل كل عضو في المنظمة ما يحلو له وتشعل حرب نفط شاملة.

وفي نهاية الأمر، عرضت روسيا تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية إلى ما بعد نهاية الشهر الجاري، ولم يكن هناك ما يمنع أعضاء أوبك الـ13 من الموافقة على مزيد من التخفيضات فيما بينهم.

ويضيف جوليان أنه يبدو أن السعودية، قررت أن اتفاق “أوبك بلس” الذي بدأ حياته كقوة للعمل التضامني المؤقت لمدة ستة أشهر فقط، يجب أن يستمر إلى عامه الرابع.

وإذا لم يكن الشركاء الخارجيون لأوبك -مثل روسيا- مستعدين للمزيد من التخفيض، فلن تقوم أوبك بأي خفض هي الأخرى.

وبما أن الجميع لم يعقدوا اجتماعات مباشرة، فلن يتم تمديد الاتفاقية الحالية، وسيكون الجميع في نهاية الشهر الجاري أحرارا في تحديد الكمية التي يريدون إنتاجها، بحسب الكاتب.

أرامكو تعرض أكثر مما تنتج
وتقول شركة أرامكو السعودية إنها ستزود عملائها بـ12.3 مليون برميل يوميا في أبريل/نيسان القادم، وهذا أكثر مما تستطيع الشركة ضخه من آبارها، حتى لو فتحت الصنابير بالكامل، مما يعني ضمنا أنها ستسحب بعض الخام المخزن في الداخل أو بمخازنها في اليابان وهولندا وساحل البحر الأبيض المتوسط في مصر.

ويقول جوليان إنه في حين أن الرياض يمكنها أن تعوض جزئيا انهيار أسعار النفط بزيادة الإنتاج، فإن معظم الدول الأعضاء في منظمة أوبك أقل حظا بكثير، إذ لا يستطيعون ضخ أكثر مما يضخون حاليا.

وأشار الكاتب إلى أن هذه المرة ليست الأولى التي تقوم فيها السعودية بـ”إلقاء منتجي أوبك الأصغر إلى الذئاب”، وضربتها الحالية غير المسبوقة للطلب على النفط تظهر تجاهلها الحقيقي لبقية أعضاء أوبك التي توصف بأنها أنجح منظمة للمنتجين في العالم.

إجراءات تتعارض مع أوبك
وقال الكاتب إن أوبك عندما تشكلت عام 1960، كان جزء من هدفها الرئيسي هو “حماية مصالح الدول الأعضاء بشكل فردي وجماعي”، وظل هذا الهدف بالغ الأهمية في نظامها الأساسي المعدل في 2012.

كذلك كان “القضاء على التقلبات الضارة وغير الضرورية” في أسعار النفط من الأمور المهمة للمنظمة، لذلك فإن الإجراءات الأخيرة للسعودية تتعارض تماما مع تلك الأهداف، وقد أدت إلى انخفاض أسعار النفط بنسبة 40% تقريبا خلال ما يزيد قليلا على أسبوع، وهذا بالتأكيد ليس في المصلحة الجماعية لأعضاء أوبك.

واعتبر جوليان أن أوبك مفيدة للسعودية فقط عندما ترغب في استخدامها كورقة توت لزيادة أسعار النفط، والآن بعد أن أرادت الدفع بشركائها إلى الأسفل، أصبحت أوبك لها مجرد مصدر للإزعاج.

وكانت أوبك قد نجت في الماضي من اختلافات داخلية صعب حلها، لكن هذه المرة قد تكون نجاتها بعيدة المنال، وفق الكاتب.

المصدر : بلومبيرغ