تونس – كشفت تقارير إعلامية أن المخابرات التركية تواصل إرسال المزيد من السلاح والعتاد إلى الميليشيات الموالية لحكومة فايز السراج في ليبيا، والزج بالمزيد من المرتزقة في المعارك الدائرة في محيط العاصمة طرابلس، مُستغلّة بذلك انشغال العالم بفايروس كورونا المُستجد.
وفي محاولة لإنقاذ ميليشيات حكومة السراج من الانهيار التام، أمام استمرار تقدم وحدات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، نحو وسط العاصمة طرابلس، أشارت التقارير إلى أن السفينة “أنا” غادرت ميناء إسطنبول التركية نحو ليبيا، وهي مُحملة بشحنة جديدة من المعدات والعتاد العسكري.
وكشفت التقارير ذاتها، نقلا عن مصادر دبلوماسية واستخباراتية، أن هذه السفينة التي نجت الشهر الماضي من القصف الجوّي الذي استهدفها في ميناء طرابلس، قامت بتغيير اسمها من “أنا”، إلى “براي”، كما غيرت العلم الذي كانت ترفعه سابقا، من علم ألبانيا إلى علم سيراليون.
وأكدت أن حمولة هذه السفينة التي أشرف عليها عدد من ضباط المخابرات التركية، تشمل العديد من المدرعات، والذخائر الحربية، ومنظومة رادار جديدة بدل تلك التي دمرها الجيش الليبي في وقت سابق بقاعدة معيتيقة في طرابلس.
وبحسب نفس المصادر، فإنه كان يُتوقع تحميل السفينة المذكورة بمعدات ومستلزمات طبية لمساعدة ليبيا على مواجهة تفشي فايروس كورونا المستجد، لكن السلطات التركية اختارت تحميلها بالعتاد والمدرعات والذخائر الحربية.
ويأتي الكشف عن تحرك هذه السفينة التركية نحو ليبيا، فيما تجددت المعارك في محيط العاصمة طرابلس، حيث نجح أفراد وحدات الجيش الليبي في إحراز تقدم على مستوى محور عين زارة جنوب العاصمة طرابلس.
واعترف محمد قنونو، الناطق العسكري باسم القوات والميليشيات الموالية لحكومة السراج، بحدوث اشتباكات عنيفة في محور عين زارة، وذلك في الوقت الذي أكدت فيه تقارير ميدانية أن أفراد سرية المشاة، التابعة للكتيبة 127 مُجحفلة التابعة للجيش الليبي، تمكنوا من إلحاق خسائر في صفوف الميليشيات التي تهاوت تحت القصف المدفعي.
وأثار هذا الوضع غضب العديد من الوجوه الإخوانية التي وجهت انتقادات لاذعة لرئيس حكومة الوفاق، منها الباحث السياسي الليبي محمود إسماعيل، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين.
وهاجم محمود إسماعيل حكومة السراج بسبب “تقصيرها” في توفير الذخائر للميليشيات الموالية لها، متسائلا “لماذا تنقص الذخائر، ولماذا لا يكون هناك تقدم لقواتنا، ولماذا لا يتم تغيير خطط الحرب والسلام؟”.
ودعا عبدالمالك المدني، الناطق باسم المكتب الإعلامي لـ”عملية بركان الغضب”، حكومة السراج، إلى توفير السلاح والذخائر بكميات كبيرة في محاور القتال، وخاصة منها محور عين زارة.
وتُرجّح التقارير الميدانية أن تشتد وتيرة المعارك بين الفرقاء الليبيين خلال الأيام القليلة القادمة، بالنظر إلى أن الدعم العسكري التركي لحكومة السراج، لم يمنع من حدوث تصدّعات كبيرة في أركان هذه الحكومة، التي بدأ نفوذها ينحسر بشكل متسارع بعد أن فقدت السيطرة على أبرز المناطق الاستراتيجية في ليبيا.
ومع ذلك، يتواصل تهوّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي لا يتوقف عن تغذية القتال في ليبيا ضاربا بذلك عرض الحائط الدعوات الدولية والإقليمية التي تعالت لإقرار هدنة حتى يتسنّى التفرغ لمواجهة تفشي فايروس كورونا المُستجد.
ويسعى أردوغان بذلك إلى محاولة تعزيز حضور بلاده العسكري في ليبيا، وتعويض خسائره البشرية والمادية بعد نشره المئات من جنوده والآلاف من المرتزقة السوريين في العاصمة طرابلس وفي مدينة مصراتة، إلى جانب نشر منظومات للدفاع الجوي، والعشرات من الطائرات المُسيّرة.
العرب