الميليشيات الشيعية العراقية تنمو بوحشية في معارك القتال ضد “داعش”

الميليشيات الشيعية العراقية تنمو بوحشية في معارك القتال ضد “داعش”

 

يعد الانتقام الذي تعاقب به الميليشيات الشيعية في العراق مسلحي جماعة “الدولة الإسلامية”وحشياً ضد اعداء طائفتهم، ويماثل ما يقوم به متطرفي “الدولة الاسلامية”.

في شريط فيديو مروع نشر مؤخرا على شبكة الإنترنت، لمقاتل شيعي يصرخ باسم احد الائمة المبجلين الى جانب جثث مقطوعة الرأس، ومقاتل مليشياوي أخرى يجلس في مكان قريب، مبتسما وهو يشوه جثة.

ويشرح أحد المقاتلين الملتحين من اعضاء الميليشيات الشيعية “قتلوا رفاقنا.” يصرخ رجل آخر: “لدينا مقاتلين كانوا رجال اخيار، هؤلاء كلاب.”

55

تنمو الميليشيات الشيعية، التي لبت دعوة الحكومة لمحاربة جماعة “الدولة الاسلامية” بطريقة وحشية، يعززها الرغبة في الانتقام ضد المتطرفين السنة الذين ذبحوا الشيعة الذين يقعون في أيديهم.

أن هذه التنظيمات تطرح اليوم تحديا امام الحكومة التي يقودها الشيعة في بغداد، حيث احرجت السلطات الحكومية، بسبب انتقادات دولية على ممارسات الميليشيات والقلق من خروجها عن السيطرة، اما السنة الذين تحاول الحكومة كسبهم ويتهم السنة الذين تحاول الحكومة كسبهم، الميليشيات بارتكاب فظائع ضد مجتمعهم، وهناك مخاوف من صلات تربط الميليشيات بجماعة “حزب الله” الشيعية في لبنان وإيران.

وفي الوقت نفسه، فإن الدولة لا يمكنها الاستغناء عنهم، حيث ذاب الجيش العراقي في يونيو/ حزيران الماضي عندما اقتحم المسلحون في مدينة الموصل بشمال العراق، ليتم ملء الفراغ بعشرات الآلاف من المقاتلين في ينتمون الى نصف دزينة من الميليشيات الشيعية. وكان لهذه الميليشيات  الفضل بتحقيق الانتصارات المعركة الأخيرة جنوب وغرب بغداد، بينما في الشمال عمل مقاتلي البشمركة الكردية العراقية التي تدعمها غارات جوية بقيادة الولايات المتحدة على إعادة بعض الأراضي التي سقطت على المسلحين “السنة” هذا الصيف.

وقال النائب الشيعي فالح حسن “كان التدخل من المتطوعين الشيعة حيوي لإنقاذ العراق” حيث انضم إلى حزب الكتائب، أحد أبرز الميليشيات. وقال انه تمت الاستجابة لفتوى المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله العظمى علي السيستاني، للمساعدة في مكافحة المتطرفين.

وقال انه قاتل في المعركة التي كسرت حصار المتطرفين على البلدة ذات الغالبية الشيعية من ناحية آمرلي في آب/أغسطس الماضي، وبعد ذلك شارك في عمليات تحرير جرف الصخر وهي بلدة جنوبي بغداد. معترفا بـ “بعض الآثام الذي قام به بعض المقاتلين الشيعة”، ولكن، كما قال، “هذه الممارسات تحدث في زمن الحرب”.

وفي الشهر الماضي، قالت منظمة العفو الدولية الميليشيات الشيعية اضحت مسؤولة بشكل متزايد عن عمليات الخطف والقتل الانتقامية من السنة، كانت هناك حالات من قامت الميليشيات الشيعية بقتل المشتدين – أو السنة التي- الذين لم يكون ضمن مقاتلي “الدولة الإسلامية”، حيث فاخرت الاخيرة بقتل المئات من أسر الجنود ورجال الميليشيات وأفراد الأقليات على مدى الأشهر الخمسة الماضية.

ويبدو أن العديد من أشرطة الفيديو المنشورة على الإنترنت من قبل الميليشيات الشيعية، يراد بها إظهار الفظائع هذه وترهيب المعارضين.

ولكن أي من أشرطة الفيديو هذه يشرح أين أو متى جرت الاحداث المعروضة، ولا يمكن التحقق من صحتها بشكل مستقل، وفيها يتم التحدث باللهجة العراقية، وأنها تتوافق مع أحداث أوردته وكالة أسوشيتد برس.

في فيديو آخر، مقاتل يضع شعار كتائب “حزب الله” وينظر الى الذين يضعون رأس رجل ملتح على عصا بجانب جثة مقطوعة الرأس، “لماذا لا نحرقه” يسأل مقاتل من ميليشيا أخرى. “أنت لا تحتاج إلى القيام بذلك”، ويقول ثالث “أنت بالفعل قطعت رأسه “.

في مكان آخر، يقف رجال ميليشيا ملثمون بجانب رجل معصوب العينين مكبل اليدين قائلاً “هذا الكلب هو عضو  في “داعش”، ويقول مقاتل- وذلك باستخدام اختصار العربية لتنظيم “الدول الإسلامية.” “والانتقام لشهداء الشيعة … سنقوم ذبحهم كما فعلوا بنا”، ويده تومئ عبر العنق ورفاقه المقاتلين يهتفون، ولا يظهر شريط الفيديو الرجل اثناء عملية قتله.

وقد سعت بعض الجماعات الشيعية لتنظيم مقاتليها، ففي يوم 31 تشرين الاول/اكتوبر، أعلن ميليشيا عصائب أهل الحق بطرد 49 من اعضائها المتهمين “باستخدام اسم المقاومة الإسلامية … لتنفيذ جرائمهم.” ولم يقدم البيان أي تفاصيل، مكتفيا بالقول انه تم طردهم ” في أعقاب تزايد عمليات الخطف والابتزاز.”

وأثناء القتال في آب/ أغسطس الماضي في ناحية آمرلي، تم تصوير مقاتلين موالين لرجل الدين الشيعي القوي مقتدى الصدر يحملون رؤوس لمقاتلي “الدولة الإسلامية” بعد قتلهم. مقطع أجبر الصدر بإصدار بيان يحث رجال ميليشيا “سرايا السلام” للحفاظ على سمعتها “نقية”. كما حث أتباعه لعلاج الاسرى الدولة الإسلامية أخلاقيا، مضيفا “لا أحد يجب أن يتصرف بنفس طريقتهم الارهابية.”

رئيس الوزراء حيدر العبادي، الشيعي الذي تولى منصبه في ايلول/سبتمبر الماضي، تعهد بكبح جماح الميليشيات الشيعية لتجنب تأجيج المزيد من التوتر مع السنة. وقال النائب السني رعد الدهلكي عن محافظة ديالى المختلطة، ان بعض رجال الميليشيات الشيعية “تنفذ تطهيرا طائفيا” ضد أهل السنة في أجزاء من ديالى وبغداد، مؤكداً “أخشى أنه عند نقطة معينة، ستكون هذه الميليشيات أقوى من الحكومة نفسها، وأنها ستكون دولة داخل الدولة”

ويضمر العراقيون العاديون، للميليشيات الشيعية خليط من الخوف والإعجاب، لأنهم يجوبون الشوارع في سيارات الدفع الرباعي الحكومية، ذات الزجاج المعتم وبدون لوحات معدنية، يطرحون الاسئلة في نقاط تفتيش للشرطة والجيش، دون ان يمنعهم احد.، بل ان في ذهن الكثيرين، وأصبحت الميليشيات أقوى من الجيش.

ويتناقل في الفيسبوك صورة لجندي عراقي يؤدي التحية الى الميليشيات الشيعية، ذات الملابس المدنية، وتسلق على ظهر شاحنة تنقلهم إلى الجبهة. حيث كتب تعليق ساخر على الصورة “للمرة الأولى، ونحن نرى الجيش يقولون وداعا للمدنيين توجهوا الى المعركة.”

وقال علي مصطفى، أحد السكان الشيعة في بغداد لقد ساعدت الميليشيات “على ابقاء الإرهابيين بعيدا عن بغداد.” واضاف ان “المتطوعين الشيعة فعل هذا بدلا من الجيش المنهار.”

http://bigstory.ap.org/article/66e1e41df41c4dcba2514928e4870cb9/iraqi-shiite-militias-grow-brutal-anti-fight

ترجمة مركز الروابط للبحوث والدراسات الاستراتيجية

الوسم: الميليشيات الشيعية، الصدر، داعش، الدولة الاسلامية، السنة،