طهران – أعلن الرئيس الإيراني عن تقليص عدد الموظفين بالدوائر الحكومية إلى الثلث، فيما يلتزم البقية والمقدر عددهم بحوالي 1.2 مليون موظف بالبقاء في منازلهم.
ويأتي ذلك كإجراء وقائي يبدو أنه قد تجاوزته الأحداث وجاء متأخرا جدّا للسيطرة على فايروس تفشى في البلاد وأودى بحياة 1812 إيراني فيما سُجلت أكثر من 23 ألف حالة إصابة وفق آخر حصيلة رسمية.
وأشار روحاني في تصريحات نقلتها وكالة أنباء “فارس” الإيرانية إلى أن هناك 1.2 مليون من بين 2.5 مليون موظف حكومي لا يذهبون إلى العمل في إطار إجراءات لاحتواء تفشي كورونا.
وقال الرئيس الإيراني “أعداد المرضى الداخلين إلى المستشفيات في المحافظات الإيرانية وكذلك أعداد الوفيات بسبب فيروس كورونا تشهد انخفاضا كبيرا”.
وجاءت تصريحات روحاني، فيما أعلنت وزارة الصحة الإيرانية أمس الاثنين، ارتفاع عدد حالات الوفاة بكورونا المستجد إلى 1812 حالة وفاة، بعد تسجيل 127 حالة وفاة جديدة، خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما بلغ عدد الإصابات 23049 إصابة.
وقال مراقبون إن الإجراء يعكس سوء تقدير السلطات الإيرانية لحجم التهديد الذي يمثله تفشي الوباء في البلاد، ويؤكد مرة أخرى عجز النظام في مجابهة هذه الأزمة.
وباتت إيران اليوم من بين الدول الأكثر تضررا في العالم من فايروس كورونا مع أرقام رسمية تثير الشكوك في ظل التعتيم الإعلامي الكبير الذي تمارسه طهران.
ويقول الخبير في الشؤون الإيرانية الفرنسي تييري كوفيل من معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية “في إيران، لدى بعض الأساتذة الجامعيين تقديرات أعلى بكثير من الأرقام الرسمية”.
كما يرى سيث جونز من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن أنه “يبدو واضحا أن هناك تقليلا من جانب المسؤولين الإيرانيين من شأن خطورة الأزمة”.
ويشدد على أن الرقابة التي تمارسها السلطات على الإعلام الحكومي لا تحمل على التفاؤل. ويضيف “ما يمكن للحكومة القيام به، حتى وإن كانت أمينة في نشر هذه الأرقام ولا أعلم إن كانت كذلك، هو إخفاء التحدي الذي تمثله هذه الأزمة”.
وكانت وجهت اتهامات إلى طهران في أزمات أخرى في الآونة الأخيرة، بالتعتيم الإعلامي خصوصا بعد حادثة إسقاط طائرة البوينغ الأوكرانية في يناير أو بعد الحصيلة المثيرة للجدل للتظاهرات المعادية للحكومة نهاية 2019.
العرب