لم يستثن وباء فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) حتى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من اتباع نظام العزل الذاتي والحد من اللقاءات الشخصية، مقابل الاعتماد على نظام مؤتمر الفيديو لعقد الاجتماعات، وذلك بعد زيارته مستشفى علاج المصابين بكورونا في منطقة كوموناركا على أطراف موسكو في الأسبوع الماضي.
وعلى الرغم من تأكيد الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، خضوع بوتين والمحيطين به لاختبارات يومية للتأكد من عدم إصابتهم بكورونا، إلا أن صحيفة “فيدوموستي” الروسية حذرت، في عددها الصادر اليوم الخميس، من أن الأوبئة مثل جائحة كورونا “تهدد صمود الدول التي تتركز فيها السلطة بين يدي شخص واحد”.
وفي مقال بعنوان “الرئيس اضطر للعزل”، توقعت الصحيفة أن انتقال بوتين جزئياً إلى نظام العمل عن بعد سيؤثر سلباً على جودة أداء جهاز الدولة، الذي تعود على نظام “التحكم اليدوي” ومشاركة الرئيس بشخصه في حل المشكلات الرئيسية.
ومع ذلك، اعتبر كاتب المقال أن تحول الرئيس إلى نظام العمل عن بعد كان سيبدو أمراً اعتيادياً في الظروف الراهنة لولا زيارته إلى المستشفى في الأسبوع الماضي، حيث استقبله كبير الأطباء، دينيس بروتسينكو، الذي تبينت إصابته بـ”كوفيد-19″ فيما بعد، خصوصا أن بوتين، البالغ من العمر 67 عاما، يقع ضمن الفئة العمرية الأكثر عرضة لمضاعفات كورونا.
وخلصت “فيدوموستي” إلى أن انعدام الرغبة في الحديث عن الحالة الصحية للرئيس من سمات الدول ذات نظام حكم الفرد التي لا يؤدي رؤساؤها مهامهم المشروعة فحسب، وإنما يعدون أيضا “آباء أمة” تحولت ظروفهم الصحية إلى قيمة مقدسة وضمان لاستقرار المنظومة.
وكان بوتين قد عقد، أمس الأربعاء، لأول مرة اجتماعا مع أعضاء حكومته بنظام مؤتمر الفيديو، داعيا الوزراء إلى الاعتناء بصحتهم، ومؤكدا أن نظام العمل عن بعد لن يؤثر على جودته.
العربي الجديد