بعد استقرار سعر صرف الدينار العراقي أمام الدولار منذ سنوات، سجلت الأيام الماضية انخفاضاً ملحوظاً لقيمة العملة المحلية. وارتفع سعر صرف الدولار الواحد من 1200 دينار إلى 1280 ديناراً عراقياً، وسط تحذيرات من استمرار هذا الانخفاض بفعل حظر التجول الذي فرضته السلطات العراقية ضمن إجراءات مواجهة تفشي وباء كورونا، الذي أوقف نشاط البنك المركزي العراقي الذي كان يضخ ما معدله 140 مليون دولار يومياً للحفاظ على قيمة العملة.
وفي حديث مع “العربي الجديد” قال مصدر من البنك المركزي العراقي فضّل عدم الإفصاح عن هويته إن “سعر صرف الدولار تأثر ارتفاعاً بسبب توقف مزاد العملة، وأيضاً نتيجة حظر التجول، ورغبة الناس في استبدال أموالهم العراقية بالدولار، فضلاً عن الحاجة المستمرة للاستيراد بالنسبة للتجار”.
وكشف عن أن البنك المركزي بصدد اتخاذ خطوات سريعة مع خلية الأزمة الحكومية لمواجهة وباء كورونا، وبهدف إيجاد طريقة لإعادة التوزان وتوفير العملة الصعبة بالسوق، مؤكداً أن الارتفاع سيكون وقتياً. وأضاف أنّ “آخر مزاد لبيع العملة كان بتاريخ 16 مارس/ آذار، ومن المتوقّع أن تنجح الإجراءات الحالية في إعادة افتتاحه خلال أيام”.
ولفت المصدر إلى أن “سعر البيع النقدي من قبل البنك المركزي العراقي في آخر مزاد علني كان 1119 ديناراً، فيما السعر المعتمد في البنوك 1200 دينار للدولار الواحد، قبل أن يتوقف البنك المركزي عن ضخ العملة إلى الأسواق العراقية، بسبب حضر التجول”.
وأشار إلى أن “البنك المركزي سيحاول ضخ المزيد من العملة الصعبة إلى السوق، لكن قيمة ما سيضخ ستكون أقل من العملة الصعبة الداخلة إلى البنك المركزي نتيجة لانخفاض سعر النفط وحاجة الدولة لاحتياطي مناسب من العملة الصعبة”. وقال إن “مهمة حفظ سعر الدينار في المرحلة الحالية ستكون غير سهلة لكنها داخل نطاق السيطرة”.
ومن جهته قال عادل الأنصاري، مدير أحد مكاتب الصيرفة في بغداد، في حديث مع “العربي الجديد”، إنه بالرغم من حظر التجول المفروض في عموم العراق بسبب تفشي كورونا، إلا أنّ الإقبال على شراء الدولار كبير جداً، بسبب تخوّف العراقيين من انهيار الدينار”. وأضاف أن “بعض أصحاب رؤوس الأموال اشتروا العملة الصعبة تحسّباً لأي طارئ، بسبب الترقب الحذر الذي يعيشه العراقيون في ظل تفشي فيروس كورونا والتصعيد بين كل من أميركا وإيران وفصائل مسلحة في العراق”.
وقالت الخبيرة الاقتصادية سلام سميسم، في حديث مع “العربي الجديد”، إن “ارتفاع سعر الدولار أمام الدينار ليس ناتجاً عن العرض والطلب، وما يؤكد ذلك هو أن ما يحصل الآن هو أن كمية الدولار الموجودة في المحافظات تأتي إلى بغداد وتباع مرة أخرى بإضافة أرباح تتراوح ما بين 7 إلى 8 دولارات على كل 100 دولار”.
وأضافت أن “ما يدقّ ناقوس الخطر اليوم هو أن السوق لا تخضع للرقابة من قبل الجهات المعنية بالسياسة النقدية”، مشيرة إلى أن “الدينار العراقي بات في وضع لا يحسد عليه بسبب انخفاض أسعار النفط لأقل من 26 دولاراً، فضلاً عن الأزمات المتراكمة التي يتعرض لها الاقتصاد”.
عمار حميد
العربي الجديد