يتحدث مسؤولون عراقيون وأميركيون هذا الأسبوع بشكل متكرر عن قرب إجراء حوار شامل بين بغداد وواشنطن سيركز على مستقبل الوجود الأميركي في العراق.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أمس الثلاثاء، إن بلاده تخطط لبدء حوار استراتيجي مع العراق منتصف يونيو/ حزيران المقبل، موضحاً، في حديث للصحافيين من واشنطن، أن الحوار سيناقش قضايا استراتيجية تهم البلدين، من بينها مستقبل وجود القوات الأميركية على الأراضي العراقية، وذلك بعد يوم واحد من لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبد المهدي بالسفير الأميركي ببغداد ماثيو تولر، وترحيب عبد المهدي بفتح حوار استراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، بما يحقق المصالح المتبادلة.
وقال مسؤول حكومي عراقي رفيع لـ”العربي الجديد” إن القوات الأميركية ووجودها بالعراق سيكون على رأس الملفات، لافتاً إلى أن الأميركيين يريدون من العراق بالمقابل الالتزام بالحياد وفك ارتباطه بالنظام الإيراني ووقف تغول المليشيات وإجراء انتخابات تكون نتائجها من أصوات العراقيين”.
وبيّن أن السلطات العراقية، سواء كانت في الحكومة الحالية أم في الحكومة المقبلة، لن تدخر جهداً لإنهاء التوتر الذي يتسبب به وجود الأميركيين في العراق، لا سيما في ظل وجود قرار برلماني داعم لتوجهات الحكومة بإخراج القوات الأجنبية وخصوصاً الأميركية.
واستدرك “إلا أن كل شيء يجب أن يتم وفقاً للأطر الدبلوماسية، لأن قوات التحالف الدولي دخلت إلى العراق بقرار من الحكومة، وأن إخراجها يجب أن يكون بتفاهمات محددة لا تسيء لعلاقة العراق مع الدول التي دعمته في قتال داعش”.
وبحسب العضو السابق في لجنة الامن والدفاع البرلمانية حامد المطلك، فإن دخول الولايات المتحدة الأميركية في حوار استراتيجي لا يعني أنها أصبحت ضعيفة، مؤكداً لـ”العربي الجديد” أن الأميركيين لديهم حرص كبير على تحقيق مصالحهم التي قدموا خسائر من أجلها في العراق، وكذلك الحال مع الإيرانيين الذين لن يتنازلوا عن توجهاتهم التوسعية.
وتابع “للأسف، الصراع الأميركي الإيراني يجري اليوم على أرض العراق”، مبيناً أن أي صراع أو حوار بينهما لن يصب في مصلحة العراق.
وأشار إلى أن السياسية تكون أحياناً بالقوة، وأحياناُ أخرى باللين، لذا فإن الأميركيين يستخدمون سياسات مختلفة لتحقيق مصالحهم في العراق تتراوح بين التهديد والوعيد والدبلوماسية والحوار.
وأضاف أن “إيران هي الآن الطرف الأضعف في الصراع بين واشنطن وطهران”، مؤكداً أن ما يجري من حديث عن حوار استراتيجي لا يمكن فصله عن أحداث أخرى شهدها العراق مؤخراً مثل القصف المتكرر لقواعد فيها قوات أميركية، وانسحاب الأميركيين من بعض مقراتهم، لأن السياسة تكمل بعضها، على حد قوله.
في السياق، قال عضو البرلمان حسن فدعم إن الحوار بين العراق وأميركا سيشمل عدة ملفات، مشدداً، في تصريح صحافي، على ضرورة عدم بقاء قوات أجنبية على الأراضي العراقية، لأن هذا الوجود يستفز إيران، وبعض الفصائل العراقية المسلحة.
وجاء حديث المسؤولين العراقيين والأميركيين عن النية لبدء حوار استراتيجي متزامناً مع انسحاب الجنود الأميركيين من عدة قواعد عسكرية عراقية، والتهديدات التي أطلقتها فصائل عراقية مسلحة ضد الوجود الأميركي في العراق الذي اعتبرته “احتلالاً”، والتي تلاها قصف بصواريخ الكاتيوشا لمقر شركة أميركية في البصرة، أقصى جنوب العراق.
كذلك تباينت مواقف مليشيا “كتائب حزب الله” العراقية من الوجود الأميركي في العراق بالتزامن مع حديث عبد المهدي عن فتح حوار بين بغداد وواشنطن.
وفيما أكد المتحدث باسم مليشيا “كتائب حزب الله” محمد محيي أن “فصائل المقاومة” موجودة على الأرض، ومستعدة لمواجهة أي تهديد، قال القائد العسكري لـ “كتائب حزب الله” أبو أحمد البصري في تصريح نقلته وكالة “إرنا” الإيرانية إن القيادات العليا أصدرت أوامر بوقف تنفيذ العمليات العسكرية ضد القوات الأميركية ما دامت مستمرة في انسحابها من قواعدها.
براء الشمري
العربي الجديد