كورونا يهدد العالم بأكبر ركود اقتصادي

كورونا يهدد العالم بأكبر ركود اقتصادي

واشنطن – تخطى عدد المصابين بفايروس كورونا المستجد 1.5 مليون في العالم، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس، وسط انتشار مروع للوباء في الولايات المتحدة، فيما بدأت بوادر ركود اقتصادي خطير تلوح في العالم.

فيما توقعت منظمة أوكسفام الخيرية الدولية، الخميس أن يواجه نصف مليار شخص حول العالم خطر الفقر، مع استمرار انتشار كوفيد-19، الذي أودى بحياة أكثر من 83 ألف شخص حتى الآن، وأوقف الحركة الصناعية والتجارية بشكل تام في معظم دول العالم.

وتم إحصاء ما لا يقل عن 1,502478 إصابة بينها 87320 وفاة في 192 بلدا ومنطقة، في طليعتها الولايات المتحدة التي سجلت لليوم الثاني على التوالي حولى ألفي وفاة، في أسوأ حصيلة يومية في العالم منذ بدء انتشار الوباء.

وبلبل الوباء الحياة اليومية في كل أنحاء العالم، فبات نصف سكان العالم في الحجر المنزلي فيما أعلنت منظمة التجارة العالمية أن “قطاعات كاملة من الاقتصادات الوطنية أغلقت” أو “تضررت بصورة مباشرة” بوقف النشاط.

وتوقعت المنظمة الأربعاء أن “تنخفض التبادلات التجارية في 2020 بشكل حاد في جميع مناطق العالم، وفي كافة قطاعات الاقتصاد”، محذرة بأن تراجع النشاط قد يصل إلى “نسبة 32 بالمئة أو أكثر”.

وقالت إن العالم قد يواجه “أكبر ركود اقتصادي أو تراجع نشهده في حياتنا”.

ورأى الاحتياطي الفدرالي الأميركي أن الغموض الذي يلف المستقبل جراء الوباء يشكل “خطرا كبيرا على الآفاق الاقتصادية” في الولايات المتحدة، وفق محضر اجتماعه في منتصف مارس، لكنه اعتبر في ذلك الحين أن المفاعيل السلبية للأزمة قد لا تدوم طويلا مثل تبعات الأزمة المالية عام 2008.

وجاء في تقرير بعنوان “ثمن الكرامة” لمنظمة أوكسفام غير الحكومية بأن “الأزمة الاقتصادية التي تتطور على نحو سريع أعمق من الأزمة المالية العالمية في 2008”.

مضيفا بأن “هذا الأمر يمكن أن يعيد مكافحة الفقر على مستوى العالم عشر سنوات إلى الوراء، لا بل ثلاثين سنة في مناطق معينة مثل إفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي الأربعاء أنّ خطر المجاعة يتزايد في زيمبابوي حيث نصف السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي وأكثر من ربعهم يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحادّ، محذّراً من أنّ تداعيات وباء كوفيد-19 قد تزيد الوضع تفاقماً.

وفي ظل أسوأ السيناريوهات سيؤدي انكماش الدخل 20 بالمئة إلى زيادة عدد من يعيشون في فقر مدقع بنحو 434 مليونا إلى 922 مليون شخص في أنحاء العالم. وسيسفر نفس السيناريو عن زيادة عدد من يعيشون بأقل من 5.50 دولار يوميا بمقدار 548 مليونا إلى نحو أربعة مليارات شخص.

وكشف التقرير أن النساء مهددات أكثر من الرجال نظرا لأنهن يعملن على الأرجح خارج مجال الاقتصاد الرسمي دون حقوق عمل تذكر.

وقال التقرير “بسبب العيش يوما بيوم لا يملك الأفراد الأكثر فقرا القدرة على أخذ عطلة من العمل أو تخزين المستلزمات” مضيفا أن أكثر من ملياري شخص يعملون خارج مجال الاقتصاد الرسمي في أنحاء العالم ليس لديهم أجازة مرضية.

ولتخفيف أثر الأزمة اقترحت أوكسفام خطة عمل من ست نقاط تشمل توزيع منح نقدية ودعم الأفراد والشركات المعوزين وطالبت كذلك بإسقاط ديون وتقديم صندوق النقد الدولي المزيد من الدعم وزيادة المساعدات.

وأضافت أن فرض ضرائب على الأثرياء والأرباح الاستثنائية وأدوات المضاربة المالية ستساهم في جمع الأموال المطلوبة.

وبشكل إجمالي تحتاج الحكومات في أنحاء العالم لتخصيص ما لا يقل عن 2.5 تريليون دولار لدعم الدول النامية.

أما داخل الاتحاد الأوروبي، فقد خلّفت أزمة كوفيد-19 انقساما، إذ فشل وزراء مالية دول الاتحاد في الاتفاق على خطة إنعاش لما بعد تفشي فايروس كورونا.

وإذ دعا وزير الاقتصاد الإيطالي روبرتو غوالتييري إلى “التضامن والخيارات الشجاعة والمشتركة”، تمسكت ألمانيا وهولندا برفضهما إصدار سندات ديون عامة لامتصاص الصدمة.

في الولايات المتحدة، باشرت إدارة دونالد ترامب محادثات جديدة مع الكونغرس لصرف أموال إضافية قدرها 250 مليار دولار للحفاظ على الوظائف.

في بريطانيا، سجلت حصيلة يومية قياسية جديدة مع وفاة 938 شخصا خلال 24 ساعة، ليصل العدد الإجمالي إلى أكثر من سبعة آلاف وفاة، فيما أعلن وزير المالية البريطاني أن حالة رئيس الوزراء بوريس جونسون المصاب بوباء كوفيد-19 “تحسنت”.

وبدأت تدابير الحجر المنزلي تعطي ثمارها مع تراجع الضغط على المستشفيات لا سيما في إسبانيا وإيطاليا وفرنسا.

وأعلنت النمسا الأربعاء جدولا زمنيا حذرا لتخفيف القيود المفروضة يبدأ بعد عيد الفصح مع إعادة فتح المتاجر الصغيرة. كما أعلنت الدنمارك والنروج التي تعتمد “شبه حجر منزلي” عن مواعيد لاستئناف النشاط.

لكن منظمة الصحة العالمية حذرت بأن أي تليين لتدابير الحجر المنزلي سابق لأوانه بالرغم من بعض “المؤشرات الإيجابية”.

ويختلف المشهد في الصين حيث هرع عشرات آلاف الركاب الأربعاء إلى محطات القطارات في ووهان بعد رفع الإغلاق المفروض منذ نهاية يناير على المدينة البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة والتي كانت البؤرة الأولى للوباء.

وقال رجل يستعد للمغادرة “إنني عالق هنا منذ 77 يوما! 77 يوما!”

وتواجه الحصيلة الرسمية الصينية التي تفيد عن أكثر من 3300 وفاة تشكيكا لا سيما من واشنطن التي تتهم بكين بتخفيض أرقامها ما ساهم في جعل دول أخرى تقلل من أهمية الخطر.

العرب