بغداد – أوكلت مهمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة إلى رئيس المخابرات العراقي مصطفى الكاظمي بعد إعلان عدنان الزرفي اعتذاره عن المهمة على وقع تصاعد ضغوط الأحزاب العراقية الموالية لإيران الرافضة له.
وتعهد رئيس الوزراء العراقي المكلف مصطفى الكاظمي بأن الحكومة الجديدة ستلبي تطلعات العراقيين .
وقال الكاظمي، في تصريحات صحافية “سأعمل على تشكيل حكومة تضم تطلعات العراقيين وفي مقدمتها أولوياتهم”. وأكد على أن الحكومة الجديدة ستعمل على “حل الأزمات وتدفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام”.
وأمام رئيس الحكومة المكلف مهلة دستورية أمدها 30 يوما لتشكيل الحكومة الجديدة وعرضها على البرلمان العراقي لنيل الثقة.
وجاء ذلك بعد أن أعلن الرئيس العراقي برهم صالح عن تكليف مصطفى الكاظمي بصفة رسمية بمهمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
وانسحب الزرفي بعد فشل مساعيه الحثيثة لاستمالة القوى الشيعية والنأي بالنفس عن سياسة المحاور وصراع النفوذ الأميركي الإيراني، ووصوله إلى طريق مسدود منعه من استكمال المشاورات بشأن تمرير كابينته.
وترفض القوى الشيعية القبول بتكليفه، باعتباره قد جاء من خارج سياق الإجماع الشيعي المعهود في ترشيح الشخصيات لشغل هذا المنصب، إضافة إلى أنه محسوب في نظر وكلاء إيران في العراق كحليف للولايات المتحدة الأميركية.
وبمجرد تقديم الزرفي اعتذارi رسميا إلى الرئيس العراقي برهم صالح عن مهمة تشكيل حكومة جديدة، دفعت القوى الشيعية بمرشحها الجديد رئيس المخابرات مصطفى الكاظمي حفاظا على نفوذ الأحزاب الشيعية في العراق.
وكانت أشارت صحيفة العرب في عدد سابق إلى أن رئيس الوزراء العراقي المكلف عدنان الزرفي، اشترط على الكتل الشيعية أن يوقع زعماؤها وثيقة ترشيح رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي لتشكيل الحكومة بدلا عنه، كي يتقدم هو باعتذار إلى رئيس الجمهورية برهم صالح عن الاستمرار في مهامه.وقالت مصادر مطلعة إن الزرفي طلب ضمانات بأن لا تفعل الكتل الشيعية التي عرقلت وصوله إلى البرلمان لنيل الثقة، الأمر نفسه مع الكاظمي.
وأضافت المصادر في تصريح لـ”العرب” أن معظم الكتل الشيعية الكبيرة استجابت لهذا الطلب، وأرسلت تواقيع من زعمائها إلى رئيس الجمهورية كي يكلّف الكاظمي بتشكيل الحكومة الجديدة.
وكشفت المصادر ذاتها لصحيفة العرب أن الكاظمي وضع شروطا عديدة لقبول التكليف، من بينها منحه الحرية الكاملة في تأليف كابينته، والإعلان مسبقا عن استعداد القوى الرئيسية الشيعية والسنية والكردية لتمرير الحكومة الجديدة عبر البرلمان من دون معرقلات.
وقال الكاظمي في أول تعليق له على تكليفه بتشكيل الحكومة العراقية والانطلاق من حيث فشل الزرفي، “هدفي هو خلق أجواء مطمئنة من أجل انتخابات مبكرة وتأسيس دوله مدنية خالية من المليشيات والفاسدين.. العراق للعراقيين فقط”.
ويعد المرشح لمنصب رئيس الحكومة الجديدة مصطفى عبداللطيف مشتت الغريباوي من مواليد بغداد، ويلقب بالكاظمي بسبب سكنه في حي الكاظمية ببغداد .
وهو حاصل على البكالوريوس في القانون، وغادر العراق عن طريق كردستان العراق إلى إيران ثم ألمانيا ثم بريطانيا واختار لقب الكاظمي خلال عمله كصحفيّ.
وعمل رئيس تحرير مجلة الأسبوعية في مجال حل النزاعات وتوثيق جرائم النظام السابق، كما عمل مديرا تنفيذيا لمؤسسة الذاكرة العراقية وساهم في توثيق الشهادات وجمع الأفلام عن ضحايا نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وأدار مؤسسة الحوار الإنساني للتأسيس للحوار بديلاً عن العنف في حل الأزمات كما عمل أيضا كاتب عمود ومديرا لتحرير قسم العراق في موقع المونيتور الدولي.
وجرى تعيين الكاظمي بمنصب رئيس جهاز المخابرات العراقي عام 2016 ولا يزال مستمرا في منصبه حتى تاريخ تكليفه .
العرب