صعدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحلفاؤها الجمهوريون في الكونغرس الضغوط على منظمة الصحة العالمية التي اتهمتها واشنطن بالتقاعس في التعامل مع أزمة فيروس كورونا، وهددت بقطع التمويل عنها.
وبعد الهجوم الذي شنه الرئيس ترامب على المنظمة واتهامه لها بالانحياز إلى الصين التي انطلق منها الوباء، وجهت إدارته اليوم الخميس “لائحة اتهامات” تفصيلية للمنظمة التابعة للأمم المتحدة.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية لوكالة الصحافة الفرنسية إن تصرفات منظمة الصحة العالمية أدت إلى إهدار أرواح بشرية، حسب تعبيره.
وأضاف المتحدث أن المنظمة تأخرت في إدراك خطورة الأزمة، إذ لم تعلن أن فيروس كورونا المستجد وباء عالمي إلا يوم 11 مارس/آذار الماضي، في حين أن الصين أبلغتها بتفشي الفيروس في ديسمبر/كانون الأول 2019.
وتابع أن بلاده قلقة جدا بسبب معلومات مفادها أن تايوان أبلغت منظمة الصحة اعتبارا من ديسمبر/كانون الأول الماضي بإمكانية انتقال الفيروس من إنسان إلى آخر استنادا إلى نقل العدوى بين العاملين في المجال الصحي بمدينة ووهان الصينية، بؤرة تفشي الوباء.
كما عبر المتحدث الأميركي عن القلق لعدم تقاسم معلومات تايوان مع الأوساط الصحية العالمية، مشيرا في هذا الإطار إلى إعلان منظمة الصحة منتصف يناير/كانون الثاني الماضي أنه لا أدلة على انتقال العدوى بفيروس كورونا بين البشر.
واعتبر المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن منظمة الصحة العالمية وضعت مرة أخرى السياسة قبل مصلحة الصحة العامة، تماما كما تفعل بشأن وضع تايوان كمراقب في المنظمة منذ العام 2016، على حد قوله.
وتعتبر واشنطن أن رد فعل تايوان التي تم استبعادها تماما في السنوات الأخيرة من منظمة الصحة تحت ضغط بكين، كان مثاليا في مواجهة الوباء خلافا للصين.
وبات الرئيس الأميركي يكرر أن منظمة الصحة أخطأت في اتخاذ مواقف مؤيدة جدا للصين، وهدد بتعليق المساهمة الأميركية الكبيرة لهذه المؤسسة التي تدير أزمة تفشي الوباء.
ووفق أرقام رسمية أميركية، تساهم واشنطن بنحو 400 مليون دولار، بما يعادل 15% من ميزانية منظمة الصحة العالمية.
وقد كشف موقع “بوليتيكو” أن السيناتور الجمهوري تود يانغ دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم إلى المثول أمام لجنة فرعية في مجلس الشيوخ الأميركي للإجابة عن أسئلة بشأن طريقة تعامل المنظمة مع جائحة فيروس كورونا.
واتهم يانغ الذي يرأس لجنة فرعية للعلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، مدير المنظمة بالسماح بحصول ما وصفه برد الفعل الصيني الخاطئ والتضليل الذي مارسه الصينيون.
وقال يانغ إنه غاضب من استجابة منظمة الصحة العالمية وأدائها، مشيرا إلى أنه بعث خطابا إلى مديرها منتقدا إشادة المنظمة باستجابة الصين المبدئية إزاء فيروس كورونا، بالإضافة إلى اعتمادها على بيانات من الحكومة الصينية.
وفي المقتطفات التي نشرها موقع “بوليتيكو”، قال السيناتور الأميركي إنه متفائل بأن مدير منظمة الصحة سيلبي الدعوة ويمثل أمام اللجنة الفرعية للعلاقات الخارجية للرد على أسئلة أعضائها، بما في ذلك ما يتعلق بمستقبل المساهمة الأميركية في تمويل ميزانية المنظمة بوصف الولايات المتحدة أكبر الدول المساهمة فيها.
وكان مدير منظمة الصحة قد رد أمس على الانتقادات الأميركية لأداء منظمته، ودعا قادة العالم إلى عدم تسييس الأزمة الناجمة عن تفشي فيروس كورونا، قائلا إنه يتوقع استمرار التمويل الأميركي بالدعم التقليدي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.
المصدر : بوليتيكو,الفرنسية